قائد الطوفان قائد الطوفان

الحلقة الثالثة.. مجموعة القدس الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى صحبه أجمعين..

ربما تكون هذه الحلقة هي الأصعب والأسهل معاً، لأن كاتب هذه السلسلة من الحلقات هو قائد مجموعة القدس الثانية، أما لماذا أصعب فلأنني سأتكلم عن فعال وعمليات مجموعتي العسكرية وعلاقتها بالجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام، والذي يميز هذه المجموعة أنها كانت مشاركة في العديد من العمليات في القدس والضفة وقطاع غزة، وكانت تربط بين أجزاء الوطن من خلال جهاز الاتصال التابع لكتائب القسام بقيادة الشهيد القائد محيي الدين الشريف.لقد أبدع جهاز الاتصال بتنسيق عمليات ضد جنود الاحتلال في نفس الوقت في القطاع الحبيب والضفة الغربية، وأما لماذا أسهل فلأنني كنت مشاركاً ولدي تفاصيل الأحداث.. وإليكم القصة.

* أعضاء المجموعة:

1. قائد المجموعة هو الأسير تيسير حمادن سليمان "صبيح" أبو محمد، مواليد القدس بتاريخ 14/12/1973 ويسكن حي بيت حنينا شمال المدينة.

2. نائب قائد المجموعة/ فهد الشلودي "أبو صهيب" من مواليد عام 1972 ويسكن بلدة الرام شمال القدس.

4. مروان أبو ارميلة "أبو مصعب" ويسكن بلدة الرام شمال القدس، وتم ضمه للمجموعة عام 1993.

5. الشهيد محيي الدين الشريف من بيت حنينا، وكان مسؤول جهاز الاتصال داخل كتائب القسام ويعمل على تنسيق العمليات ونقل الأسلحة والمطلوبين بين أجزاء الوطن، وكان يتصل مع قائد المجموعة تيسير سليمان، ثم استملت المجموعة الاتصال داخل كتائب القسام والتنسيق بين الضفة وغزة بعد ذلك.

بدايات العمل:

وهنا نتكلم عن مجموعة تربى أبناؤها داخل جماعة الإخوان وكانوا من الأفواج الشبابية الأولى في حركة المقاومة الإسلامية حماس والسواعد الرامية، وكانوا جزءاً من الجهاز الأمني لحركة حماس "مجد" وشاركوا في تشكيل الخلايا الأولى للجهاز العسكري، وعندما تم اعتماد مسمى "كتائب القسام" عملوا تحت الاسم الجديد.

- وكانت أولى العمليات ضد عملاء الاحتلال، فتم خطف مجموعة منهم والتحقيق معهم ومعاقبة البعض منهم خلال عامي 1991 و1992، واستخدمت المجموعة العبوات المتفجرة والقنابل ضد سيارات وجنود الاحتلال، وخلال عام 1992 تم إلقاء قنابل ضد سيارات وجنود وعلى القيادة العسكرية للاستخبارات العسكرية في بيت حنينا، مما أجبر قائد المنطقة الوسطى بأمر ضباطه باستخدام المروحيات فقط خلال التنقل.

- أثناء عام 1992 قامت المجموعة بأكثر من محاولة لأسر جنود ولكنها فشلت، وفي تاريخ 12/12/1992 قامت المجموع بعملية نوعية حيث قامت بتركيب سيارة مفخخة وتم وضعها تحت مبنى في الشطر الغربي لمدينة القدس وتفجيرها وأسفرت العملية عن إصابات وأضرار مادية.

وتم اعتقال بعض أفراد المجموعة عام 1992 بتهمة إعادة ترتيب العمل داخل حركة حماس وتوزيع البيان الشهري للحركة، وتم الإفراج عنهم بسبب عدم الاعتراف، وكانت الأشهر الأولى من عام 1993 لإعادة ترتيب خلايا الجهاز العسكري.

- في يوم 1/7/1993 شارك ثلة من أبناء القسام في القدس وبيت لحم والقطاع الحبيب في عملية نوعية، حيث تم اختطاف حافلة إسرائيلية للمستوطنين وجنود الاحتلال، وشارك في العملية تيسير سليمان ومروان أبو ارميلة وفهد الشلودي، والشهيد محمد الهندي من قطاع غزة جباليا، والأخ صلاح عثمان، والشهيد ماهر أبو سرور من مخيم عايدة في بيت لحم، وأسفرت العملية عن اختطاف الحافلة وفيها أكثر من 50 مستوطناً وجندياً، وتم الاشتباك بين أفراد الخلية والركاب وأسفرت عن مقتل مستوطنين وإصابة عشرة آخرين.

وتم حينها إنزال بيان باسم كتائب القسام- وحدة الشهيدين يعقوب مطاوع وحاتم المحتسب يطالب الإفراج عن 50 قائداً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي ومنظمة التحرير وحزب الله مقابل تحرير راكبي الحافلة، وبعد تنقل الجنود أسفرت العملية عن استشهاد المجاهد ماهر أبو سرور ومحمد الهندي وإصابة الأخ صلاح عثمان.

- في يوم 9/7/1973 كانت عملية قتل الضابط العقيد مردخاي، وكانت هذه العملية ثمرة تنسيق وتخطيط بين مجموعة القدس ومجموعة بيت لحم- التعامرة وقيادة الجهاز الشهيد القائد محمد عزيز رشدي، وشاركت في توفير بعض الأسلحة وتحديد مكان العملية أمام قرية دار صبيح عائلة تيسير سليمان.

- وقامت أيضاً مجموعة القدس ومجموعة رام الله بقيادة الشهيد عبد المنعم أبو حميد بأسر الجندي بارون حين جندي سلاح المشاة، ونفذت العملية يوم 6/8/1993، حيث تم رصد القاعدة العسكرية للجيش الإسرائيلي على مفرق جبع شمال القدس وعند باب المعسكر استطاعت مجموعة القدس أسر الجندي والسيطرة عليه وأخذ سلاحه الشخصي، والانسحاب إلى مدينة رام الله، حيث تم إحراق سيارة العملية والانسحاب إلى القدس، بعد دفن سلاح المجموعة وسلاح الجندي المحتل "وأصبت أنا خلال العملية"، وشاركت مجموعة رام الله بتهريب السلاح وعلى إثر اختطاف الجندي وقتله ومحاصرة مدينة رام الله اشتبكت مجموعة أخرى للقسام على حاجز عسكري مع الجنود وتمكنت من قتل اثنين منهم واستشهاد القائد عدنان مرعي.

وبعد التنسيق تم إنزال بيان مشترك تعلن فيه كتائب القسام المسؤولية عن العمليتين وتم توزيع البيان في رام الله والقدس للمحافظة على أمن المجموعتين، وبعد هذه العملية تم نقل مجموعة غزة إلى القدس ثم بيت لحم وكان فيها "عبد الرحمن حمدان ومحمد ضيف وإبراهيم سلامة".

- العملية السادسة وهي عملية ثلاثية التنفيذ، حيث عمل جهاز الاتصال والتنسيق بقيادة الشهيد محيي الدين الشريف ومجموعة القدس بتنسيق عمليات القسام يوم 12/9/1993:

أ. عملية قطاع غزة بقيادة الشهيد عماد عقل وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود والاستيلاء على بعض الأسلحة، ولقد اجتمعت مع عماد عقل وسمعت نفاصيل العملية بعد أسبوع من تنفيذها.

ب. عملية واد سعد: في تاريخ 13/9/1993 حيث تم استهداف جيب عسكري على بعد مسافة قصيرة وقتل من كان فيه واستهداف حاجز عسكري وأسفرت العملية عن إصابة أربعة جنود، وبعد استشهاد قائد الجهاز في جنوب الضفة محمد عزيز رشدي حيث قدم نفسه من أجل الدفاع عن باقي المجموعة لتأمين انسحاب آمن لهم، وشارك في هذه العملية الشهيد خالد الزير قائد مجموعة بيت لحم التعامرة والشهيد إبراهيم سلامة من خانيونس والشهيد عبد الرحمن حمدان من مخيم خانيونس وشاركت مجموعة القدس بسلاح المجموعة وتنسيق العملية.

ج. عملية 12/9/1993: قامت مجموعة القدس برمي قنبلة وإطلاق النار على حافلة عسكرية في مفرق بيت حنينا وإخراج أحد أفرادها في محاولة تفجير حافلة عبر استخدام عبوة ناسفة وكانت هذه المحاولة الأولى لتفجير حافلة من داخلها، وكان عضو المجموعة مروان أبو ارميلة المنفذ، ولكن كان هناك خلل فني منع العبوة من الانفجار وعاد المنفذ دون معرفة أحد.

د. عملية قتل ضابط إسرائيلي وإصابة مستوطن على طريق دورا الخليل دير سامت 28/8/1993 وشاركت مجموعة القدس بنقل السلاح ولقد استخدم في هذه العملية سلاح مجموعة القدس، وبعد أسبوع من عملية دير سامت نقلت مجموعة القدس السلاح إلى بلدة حلحول شمال الخليل لتنفيذ عملية أسفرت عن إصابة مستوطن، وخلال هذه الفترة تم نقل المجموعات من بيت لحم والتعامرة والخليل إلى مدينتي البيرة ورام الله والقدس، وتم وضع مجموعة رام الله وبيت لحم تحت مسؤولية مجموعة القدس، وبعد استشهاد القائد عزيز رشدي انتخب خالد الزير للجهاز العسكري لحركة حماس جنوب الضفة والقدس ورام الله، وهنا تم الاتفاق مع الشهيد عماد عقل لنقله على الضفة، وبدأت مجموعة رام الله بالعمل ولم يتم كشفها.

ومع اعتقالات شهري أيلول وتشرين الأول ومع بداية عام 1994 تم تنفيذ عمليات جديدة.

الاعتقال:

بتاريخ 29/9/1993 تم اعتقال أفراد مجموعة القدس بعد اعتقالات واسعة جنوب الضفة واعتراف البعض عليها، وحكمت المحكمة الصهيونية على أفرادها بالمؤبد و60 عاما على عمليات قتل ومساعدة في القتل ونقل الأسلحة والمطاردين من قطاع غزة والضفة.

أما أفرادها فيعيشون الآن على النحو التالي:

الأسير المقدسي تيسير سليمان: في سجن نفحة الصحراوي وهو عضو في مجلس الشورى العام لأسرى حماس، ومحكوم بالمؤبد و60 عاما.

الأسير فهد ناصر الشلودي يعيش في سجن بئر السبع "إيشل" وهو نشيط في العمل التنظيمي ومحكوم عليه بالسجن المؤبد و60 عاما.

الأسير مروان أبو ارميلة ويعيش في سجن جلبوع وهو نشيط في العمل التنظيمي ومحكوم بالسجن المؤبد و20 عاما.

ويرفض الاحتلال الإفراج عنهم ضمن صفقات التبادل مع حركة حماس.

اللهم تقبل جهادنا وصبرنا ورباطنا

 

البث المباشر