قائمة الموقع

بعد تسلل المزركش.. هل يطيح حجاب الموضة بالشرعي؟

2009-08-13T04:36:00+03:00

غزة – ديانا طبيل    

جولة واحدة في شارع عمر المختار حيث محلات بيع الطُّرَح والإيشاربات والاكسسورات تكفى لنتأكد أن كل المعروض يعنى أن الحجاب الشرعي بات غائباً ومغيباً.

فلماذا بدأ يختفي الحجاب الشرعي من معظم المحلاَّت التجارية ومِن على رؤوس الفتيات ؟ ولماذا تتوجه الفتيات إلى الأشكال اللافتة للنظر والتي تتعارض مع أبسط شروطه الشرعية؟ وهل يخضع غطاء الرأس للعرض والطلب فقط أو أنه حِرصٌ من أصحاب المحال على توفير ما يتماشَى مع الموضة؟

الإقبال موجود

" الرسالة نت " التقت شريف صاحب أحد محلات بيع الاكسسورات الذي بادرنا القول : "أقوم بمتابعة كل ما هو جديد في عالم الحجاب وفقًا لخطوط الموضة عبر شبكة الانترنت، وأبيع كل أنواع الطُّرَح الكبيرة والصغيرة؛ لأن عليها إقبالاً كبيرًا من جانب الفتيات، وغالبية من أتَعامل معهن يقبلن على الحجاب على اعتباره أشيَك وأجمل وليس التزامًا منهن".

أما أبو عمر صاحب بسطة لبيع الحجاب الشرعي عند مفترق الجامعة الإسلامية يقول: بشكل يومي أبيع عدداً لا بأس به من "المناديل" بل لا يمر يوم دون أن تصبح سيدة جديدة من زبائني لاسيما وأنى أبيع مختلف الاكسسورات الخاصة بالمحجبات "كالمعاصم والنقاب والمناديل الشرعية والقفازات ".

ويضيف فكما أن هناك هوساً في الموضة فهناك كذلك تقرب من الله بشكل اكبر فالخير في امة محمد إلى يوم الدين، ويرفض أبو عمر الفرضية التي تقول أن زبائنه من كبار السن فقط ويدلل على ذلك أن آلاف الطالبات من الجامعة الإسلامية والجامعات المحيطة هن من زبائنه الدائمات .

في هذا الإطار تقول عائشة الجمل : أحب ارتداء المنديل الطويل عند خروجي إلى الشارع، وأرى أن هذا الحجاب أكثر سترة وتتوافر فيه الشروط الشرعية، وتضيف منذ سنتين وأنا لا أجد الحجاب الشرعي في كافة المحال التجارية التي تبيع الطرح القصيرة ، لذا فإنني أشتري قماشًا وأرسله إلى الخياط ليفصله لي بالمواصفات التي أريدها والتي أراها أكثر سترةً من تلك التي تمتلئ بها الأسواق .

بينما ترى ألاء طلبة أن "البنطلون والبلوزة" على الحجاب يناسب عمر الشباب أكثر من العباءة أو الجلباب الذي يناسب السيدات الكبيرات في السن؛ لهذا فهي ترتدي البنطال ولا تجد مانعًا في أن تلبس عليه الشيلة التي تلاءم الحقيبة والحذاء اللذان تريديهما .

وتتابع: احرص على تغير اكسسورات الحجاب كي تتماشى مع الموضة و تعلم الربطات والوضعيات المختلفة للحجاب فهي تزيدني " شياكة "

الحلال بيّن والحرام بيّن

أما ريم ساق الله فتبرِّر عدم ارتدائها المنديل، رغم أنه  أكثر شرعيةً ، بأنها ممتلئة الجسم، والمنديل يجعلها أكثر ضخامةً؛ وتضيف: أعلم أن حجابي قصير بعض الشيء، لكنه يعطيني سناً مناسبة في نظر الآخرين ، وابتعد عن الألوان الفاقعة والزركشات المختلفة محاولة اقتناء حجاب يقترب من الحجاب الشرعي في بعض مواصفاته .

من جانبها تقول الطالبة الجامعية أية إسماعيل": أن حجاب الموضة المنتشر حاليًا يتنافي مع الوقارَ ويلفت الأنظارَ إلى المرأة، وهذا يخلُّ بشروط الزي الشرعي فالحجاب ليس مجرد قطعة قماش نستر بها الجسد فقط، بل هو عبادة وتقربنا إلى الله ، وتضيف ، أما ما نراه اليوم من أشكال للزى الشرعي الذي بات غربيًّا أكثر منه إسلاميًّا فما هي إلا من مخالفات الموضة والتحضر الزائف.

جاهدي الشياطين

وللوقف على رأي الفقه تقول الدكتورة عبلة الكحلاوى عميد كلية الدراسات الإسلامية و العربية للبنات وأستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية و العربية في جامعة الأزهر:  إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام "، لذا على المرأة أن تلتزم بشروط الحجاب الشرعي الذي أجمع عليه العلماء: أن يكون فضفاضًا، صفيقًا لا يشف، ساترًا لجميع البدن ، غير معطر ولا مبخر، وألا يكون زينةً في نفسه، وألا يشبه ملابس الرجال، ولا يشبه ملابس الكافرات .

وتتعجب الكحلاوى متسائلةً: هل ضاع حياء المرأة المسلمة حتى تخرج بلباس ضيق يصف معالم الجسد ويكشف أكثر مما يستر ثم ترتدي عليه قطعة قماش على رأسها وكأنها تتحايل على ربها وتقول له ها أنا ذا أرتدي الحجاب مناشدة كل مسلمة أن تجاهد نفسها إذا سوَّلت لها أن تزيينَ الحجاب،وان تجاهد شياطين الإنس والجن إذا أرادوا أن يخلطوا عليها دينها.

وتضيف: إن المرأة المسلمة تحتاج إلى وقفة مع نفسها تصحِّح فيها نيتها وتجدِّد بها إيمانها وتسأل نفسها: هل ترضى الله أم ترضى الناس، لو راضت ربها للبست ما يرضيه لا ما يُرضي الناس، مذكِّرة كلَّ مسلمة بحديث النبي- صلى الله عليه وسلم- "صنفان من أمتي لم أرهما" منهما "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها".

للإعلام دور

من جانبها ترى  جمان قنيص منسقة وحدة الإذاعة في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت انه – للأسف- في كل القضايا تقف وسائل الأعلام موقف المتهم والمشارك في كل التشوهات التي تصيب المجتمع وهذا يدلل على أن المعركة الأولي لحماية المعتقدات والتقاليد والعادات لابد أن يحمل خطاها الأولى الإعلاميين على اختلاف فنونهم للاتجاه إلى طريق صحيح يرضى المجتمع .

وتقول:" أصبحت وسائل الإعلام من فضائيات ومجلات وإنترنت تشكل خطرًا على نمط وشكل الزي الشرعي بل أنها تحاول أن تقدم نمطاً جديداً لا يشبه الحجاب شكلاً أو مضموناً، فكثير من الفضائيات تقدِّم عروض أزياء تتضمن تصميمات تسميها حجابًا وهي بعيدة كل البعد عن الحجاب" .

و تكمن المشكلة-حسب قنيص- في ملابس المذيعات المحجبات على بعض الفضائيات، فالمذيعة للأسف  قدوة تقلدها الفتاة العربية وتلبس مثلها وتتكلم مثلها ، فإذا كانت هذه المذيعة تظهر في أبهى زينة واضعةً المساحيقَ والماكياج فهي نموذج غير سليم للمرأة المحجبة .

وتشير قنيص الى انه  يجب على الإعلام أن يدرس كل رسائله ومضامينه التي يقدمها كونها تنعكس على المجتمع بشكل كامل فالفجوة والثغرات تتسع بين الإعلام وبين رجال الدين والاجتماع وثقافة المجتمعات .

 

اخبار ذات صلة