الضفة الغربية – الرسالة نت
كشف النواب المحررون من سجون الاحتلال حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال الأسرى داخل السجون "الاسرائيلية"، حيث عايش هؤلاء النواب ظروف السجن، ورأوا ما يعانيه هؤلاء الأطفال في ظل غياب أبسط حقوقهم.
وأشار النواب الإسلاميون في الضفة الغربية في بيان حصلت " الرسالة.نت" على نسخة منه إلى "أن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني تجاوز 12 ألف أسير وأسيرة، يتوزعون على السجون حاملين معهم مشاهد مؤلمة لواقع صعب يعيشونه كل يوم، ومن بين هؤلاء الأشبال الأسرى، من لا يتجاوز عمره الثامنة عشرة".
ابتزاز
من جانبه قال النائب حسني البوريني الذي لم يمض على خروجه من السجن أكثر من شهرين:"مخاطر كثيرة تحيط بظروف سجن الأشبال، لكن أبرز واخطر ما يتعرضون له سياسة الابتزاز التي تنتهجها المخابرات "الإسرائيلية" معهم، كونهم أطفالا يتأثرون غالبا بأساليب الترهيب والترغيب، حيث تحاول المخابرات رمي شباكها على الأشبال واستغلال ضعفهم وقلة وعيهم للإيقاع بهم فريسة، في سبيل ربطهم للتعامل مع الاحتلال، وهذا اخطر ما يتعرض له الأشبال داخل السجون".
ونوه البوريني على أهمية التنبه للظروف الخاصة التي يمر بها الأطفال في أقسام خاصة بهم قائلا:"لا يعني أن الاحتلال يضع الأطفال الأسرى في أقسام منفصلة انه يقدم لهم ظروفا أفضل من واقع السجن الصعب والمعاملة القاسية، وإنما يعاملون كالأسرى الكبار، بل وفي كثير من الأحيان يتعرضون لحملات قمعية أشد وأقسى مما يتعرض له الكبار".
من جهته قال المحامي فارس أبو الحسن:"الأشبال يتعرضون لظروف صعبة تبدأ بالتحقيق القاسي الذي يتعرضون له، حيث يتعرضون لمضايقات واستفزازات كثيرة في محاولة من الاحتلال لاستغلال وضعهم كأطفال".
وبحسب شهادات النواب المحررين وتأكيد المؤسسات الحقوقية فلسطينية فإن الأشبال الأسرى يتعرضون لسياسة الإهمال الطبي وبعضهم يتعرض للضرب والاعتداء أثناء الاحتجاز.
حيث أكد البوريني:"أن هؤلاء الأطفال يجب أن يتلقوا عناية تفوق بأضعاف ما يحتاجه الكبار من الأسرى لصغر سنهم وضعف حالهم، ومنها أن يتمكن الأشبال الأسرى جميعا من لقاء المحامين باستمرار، وأن توفر لهم الملابس وغيرها من المستلزمات دون تضييق، وأن يحظوا بما تصرفه الإدارة للمعتقلين من لوازم تنظيف دون أي معيقات وتضييق".
محاكم الأطفال
وتعقيبا على ما تناقلته الأنباء مؤخرا عن تشكيل الاحتلال لمحاكم خاصة بالأشبال أكد النائب البوريني:"بأن اعتقال الأطفال بالأصل جريمة، فهؤلاء الأشبال دون سن التكليف، ويجب أن يطلق سراحهم لا أن يعتقلوا ويحاكموا ولكنه الاحتلال لا يقيم وزنا لشيء".
وأوضح المحامي فارس أبو الحسن واقع محاكمات الأشبال بقوله:"الأشبال يقدمون منذ زمن إلى المحاكم العسكرية الخاصة بالمعتقلين الكبار، ومن الممكن أن يكون تشكيل محاكم خاصة بهم أفضل من محاكماتهم الحالية، آملا ألا تكون هذه الخطوة شكلية، وان لا تكون هذه المحاكم كغيرها من محاكم الاحتلال".
وتفيد الإحصاءات الخاصة بالمؤسسات الحقوقية الفلسطينية بأن عدد الأشبال الأسرى بلغ 329 طفلا، مقسمين على سجن ريمونيم الحديث، وذلك بعد إغلاق قسم الأحداث في سجن هشارون إضافة إلى قسم آخر في سجن مجدو.
فتاوى عنصرية
على الصعيد ذاته حذر النائب حامد البيتاوي من مجازر قادمة بحق الأطفال الفلسطينيين، في ظل الفتاوى العنصرية التي تتردد من الحاخامات الصهيونية والتي تبيح قتل الفلسطينيين حتى الرضع منهم، حيث أصدر مؤخرا حاخامان متطرفان يدير أحدهما مدرسة دينية يهودية "يشيفاة" في مستوطنة يتسهار القريبة من نابلس في الضفة الغربية، كتابا يبيحان من خلاله قتل الأطفال والرضع من الفلسطينيين، وبحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية فإن مؤلف الكتاب هو الحاخام يتسحاق شابيرا وساعده على تأليفه حاخام آخر ويدعى يوسي إليتسور.
واستنكر البيتاوي الصمت العربي والدولي والإسلامي على هذه الفتاوى، وأضاف:"الاحتلال يرتكب مجازر ومذابح منذ احتلاله لفلسطين والكثير من الأطفال راحوا ضحية قمع الاحتلال وجرائمه ومثل هذه الفتاوى تنمي مشاعر الحقد والكراهية لدى الجيش الإسرائيلي مما يدفع بالمزيد من هذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني".