غزة- أيمن الرفاتي-الرسالة نت
بعد 1400 يوم ونيف من منع نشرها في الضفة المحتلة هل تعود "جريدة الرسالة" للتوزيع في رام الله ونابلس وجنين وباقي المدن في الضفة؟ وهل يتمكن محبو ومتابعو صحفية الرسالة من اعادة تصفحها في الضفة بعد المصالحة؟
هذه التساؤلات وغيرها طرحتها "الرسالة" على عدد من المسئولين والصحفيين في الضفة الغربية وقطاع غزة, حيث توقع الجميع أن تغلب روح المصالحة في الفترة المقبلة على التعامل مع الصحف والصحفيين في قطاع غزة, يما يسمح بإعادة توزيع الصحف وفتح المكاتب الصحفية المغلقة.
وكانت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة قد قررت السماح بدخول كافة الصحف اليومية والأسبوعية التي تصدر في الضفة الغربية، ابتداءً من الأسبوع المقبل التي كانت ممنوعة من الدخول منذ أربع سنوات, حيث طلب رئيس الوزراء إسماعيل هنية من كافة الجهات المعنية البدء بتنفيذ هذا القرار استجابة لاتفاق المصالحة الذي وقع بين حركتي فتح وحماس في القاهرة.
تفاؤل عكسي
الكاتب والصحفي المتوكل طه وكيل وزارة الاعلام في حكومة رام الله توقع أن تحذوا الحكومة في الضفة خطوة مماثلة لما قامت به الحكومة في قطاع غزة, مؤكداً أن الخطوة التي خطتها حكومة غزة ايجابية تعزز الحوار والوفاق الفلسطيني.
وأضاف في حديثه لـ"الرسالة": الصحف الفلسطينية جميعها من حقها أن يتاح لها المساحة والمجال للتوزيع وكتابة وتناول كل ما يساعد على تحقيق المصالحة بما يكرس الثوابت الفلسطينية ".
واستطرد : "ننظر بتفاؤل لخطوة السماح لصحف الضفة بالنشر في قطاع غزة ,ونأمل بتجاوز كل اللغة الانقسامية التي كان يستخدمها الطرفان ضد بعضهم البعض في وسائل الاعلام ", موضحاً ان كل صحيفة لديها ترخيص من الجهات الرسمية , لها الحق الكامل ان ترى النور دون ان أي مانع في النشر والتوزيع .
وتوقع ان تسود لغة الوحدة في الصحف الفلسطينية خلال الفترة القادمة بما يساعد في تدعيم المصالحة الفلسطينية, داعياً الوسائل الاعلامية والصحفية للالتزام بالمهنية الصحفية خلال فترة المصالحة باعتبار أنها المحرك الاساسي للشارع.
وشدد طه على ضرورة أن لا تعامل الصحف الفلسطينية بطريقة الفعل وردة الفعل وأن لا تستخدم كورقة ضغط على الصحفيين والأطراف السياسية, مؤكداً بالقول:" لا ينبغي أن تكون الحرية الصحفية كردة فعل لأن هذا حق مقدس لكل صحفي دون سقوف وموانع ومحددات , لأن هذا شرط أساسي لأي عمل اعلامي او صحفي".
ودعا طه الجهات الحكومية إلى تغيير التعامل مع وسائل الاعلام في الضفة وقطاع غزة, داعياً لأن تكون الحرية الصحفية كهاجس لدى الاعلاميين والجهات المسئولة وليس مجرد عبارات يتم تريدها في المناسبات.
وفي ذات الاطار تواصلت "الرسالة" مع الدكتور غسان الخطيب رئيس المكتب الاعلامي الحكومي في الضفة الغربية للاستفسار حول مستقبل توزيع صحيفتي الرسالة وفلسطين في الضفة الغربية, حيث أكد أنه لا يمتلك ردا رسمياً حول القضية, واعداً أن يعطي رداً وتوضيحاً رسميا من الجهات الحكومية في وقت لاحق.
استعدادات الرسالة
صحيفة الرسالة أبدت استعدادها الكامل للعمل والتوزيع في الضفة الغربية خلال أيام حيث تواصلت مع عدد من الجهات الرسمية والمختصة في هذا الاطار إلا أنها لم تتلق رداً حتى هذه اللحظة.
نائب رئيس تحرير "الرسالة" رامي خريس قال أن لديه أملاً كبيراً في أن تصل الصحيفة الى جمهورها في الضفة الغربية خلال أيام قليلة بعد أن انقطعت عنهم لنحو خمس سنوات .
وبحسب خريس, فإن قراء الرسالة في الضفة كانوا يتواصلون باستمرار مع ادارة الصحيفة وهيئة تحريرها في غزة ويعبرون عن شوقهم لها.
وقال خريس ان اتفاق المصالحة يقضى بإعادة فتح جميع المؤسسات ولاسيما الاعلامية منها وأضاف أن ادارة الرسالة اجرت عدة اتصالات مع جهات مختلفة للعمل على اعادة طباعة وتوزيع الصحيفة في الضفة الغربية مشيراً إلى أن الصحيفة لديها الاستعدادات الكاملة للطباعة والتوزيع فور السماح لها بذلك.
ويأمل خريس أن تشهد مرحلة ما بعد توقيع المصالحة مناخاً تطلق فيه المزيد من الحرية للصحافة لا سيما ان الصحفيين يحيون هذه الايام اليوم العالمي لحرية الصحافة ، وطالب وسائل الاعلام أن تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ، والمصالحة الاجتماعية بعد الاتفاق بين الفصائل على تحقيقها.
ضمن اتفاقية المصالحة
فيما أكد النائب المستقل في المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشة لـ"الرسالة" أن اتقاف المصالحة الشامل يؤكد على فتح باب الحريات الصحفية في الضفة وغزة بشكل كامل دون مضايقات ما يعني أن صحف غزة ستوزع في الضفة وصحف الضفة في غزة.
وأشاد خريشة بقرار الحكومة الفلسطينية في غزة الذي سمح بتوزيع صحف الضفة الغربية في قطاع غزة, معتبراً أنه خطوة ايجابية تهيئ في اطار تهيئة أجواء المصالحة الفلسطينية.
ودعا خريشة إلى ضرورة السماح للصحف ووسائل الاعلام بالعمل بحرية في الضفة وقطاع غزة, متوقعاً أن تسمح السلطة في الضفة الغربية بطباعة وتوزيع صحف غزة -الرسالة وفلسطين- بعد منع استمر لقرابة أربع سنوات.
في حضن الضفة
من جهته دعا المكتب الاعلامي الحكومي في قطاع غزة السلطة في الضفة الغربية للسماح بإعادة توزيع صحيفة الرسالة في الضفة الغربية, داعياً لإعادة ترتيب وضع الصحفيين والمؤسسات الاعلامية الممنوعة في الضفة الغربية.
وقال مصدر مسئول في المكتب الاعلامي لـ"الرسالة": " الحكومة الفلسطينية وبتوجيه من رئيس الوزراء اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لحرية الاعلام في قطاع غزة, حيث سمحت لصحف الضفة بدخول قطاع غزة, وسمحت لتلفزيون فلسطين لإعادة عمله وبث رسائل متلفزة مباشرة من غزة, وهذه خطوة ايجابية جيدة في طريق المصالحة".
وأكد المصدر أنهم يأملوا أن تبادر السلطة في رام الله بالسماح لوسائل الاعلام الممنوعة من العمل استثماراً لأجواء التفاؤل بالوحدة في ظل توقيع اتفاق المصالحة, مشدداً على أن الكرة باتت الآن في حضن السلطة في الضفة الغربية لتقوم بخطوات مماثلة.