الرسالة نت – صلاح أبو شمالة
لم يتوقع عبد الغفار شعت ان حركات النقر والرتب على وجهه ورأسه التي تشبه إشارات الصم تشفيه من صداع نصفي مزمن أرقه ليالي وايام.
شعت الذي تعالج عن طريق التقنية لمدة اسبوع واحد فقط، وشفي من صداعه تماماً، بعد أن كان في السابق يذهب لعدد من الاطباء والآن تعلم التقنية ويمارسها مع فريق الحرية النفسية.
الحرية النفسية تقنية جديدة تخلص المرضى من نوبات الخوف والاكتئاب وأمراض صحية أخرى، بالنقر والرتب على الوجه وأطراف الجسم، قد يتهيأ لك أنها طريقة غريبة ولكنها تقنية نفسية للتخلص من المشاعر السلبية، تعليمها نصف ساعة وتطبيقها عشر دقائق .
اكتشاف العلاج
"لاتضطر أن تقول للمريض أسرد لي ما حدث معك ولكنك بالمجرد الربت على مسارات الطاقة في جسمه لمدة عشر دقائق يستحضر فيها المريض موقف الحدث الرسمي ويحكي عنه تقل حدة الصدمة النفسية ويبدأ المريض المعافاة".
هكذا يصف الأخصائي عبد الرحمن وافي التقنية الجديدة التي بدأ يطبقها على المرضى وخاصة بعد حرب الفرقان قائلاً:" كنا نشارك في منتدى الدعم النفسي عبر الانترنت وكان مشرف المنتدى الدكتور السعودي محمود العَبري، ونتبادل الرسائل عن المشاكل النفسية التي يشكي منها الأطفال بعد حرب الفرقان والصدمات النفسية التي تعرض لها الكثير من المواطنين".
وتابع وافي :" مما جعل الدكتور العَبري أن يبلغنا بتقنية جديدة للعلاج من هذه الآثار النفسية هو علاج " الحرية النفسية" وبدأ بتدريبنا عبر الإنترنت بشكل مكثف،" مشيراً إلى أنه تدرب على التقنية مع عشرين أخصائي في علم النفس.
وعن اصل علاج الحرية النفسية يشير وافي إلى أنها تقنية علاجية مستحدثة عن علم قديم اسمه "مسارات الطاقة" قبل 500، ، مبيناً أنها التقنية الاولى في فلسطين من حيث تطبيقها وهي امتداد لعلم الابر الصينية القديمة قبل 5000 سنة.
واستطرد وافي "في عام 1989م قام الدكتور كلهان بتطبيق هذا العلم على فتاة مريضة بالخوف بمجرد مشاهدتها للماء فطبق مسارات الطاقة على جسمها فتخلصت الفتاة من تلك المشكلة وبعدها زال خوفها وقلقها وذلك الربت على مسارات الطاقة على البطن".
ويضيف وافي "تبع هذا الطبيب الدكتور جون قريق في العام 1990 واسس تقنية مسارات الطاقة وانشأ لها مركز مختص وسماه تقنية EFTوتعني التحرر من المشاعر السلبية.
وفي العام 2000 قام الدكتور السعودي محمود العبري بجلب هذه التقنية الى الوطن العربي وانشا اتحاد مسارات الطاقة في الوطن العربي "
تطبيقه في فلسطين
بدأ وافي ومعه 20 اخصائي بتطبيق هذا العلاج الجديد على اطفال يعانون من مشاكل نفسية كاضطرابات في السلوك وتبول لا ارادي وصدمات نفسية تعرض لها ذوو الشهداء والجرحى.
وأوضح وافي "أننا قمنا بتطبيق الحرية النفسية على أطفال مواصي خانيونس، وقد شاهدوا أشلاء ودماء أثناء حرب الفرقان، وكلما استذكروا الحادث كان الاكتئاب والخوف سيد الموقف، مشيراً الى أن التقنية أخذت مفعولها خلال عشر دقائق حيث بدأ الاطفال بالرسم على الورق لمشاهد يستذكونها ومن ثم طبقت التقنية بالرتب على مسارات طاقة في أجسامهم وبدأوا يتناسون المشاهد واذا استذكروها لا تتغير مشاعرهم.
وتابع "وهذا جهد أكثر من 20 أخصائي اجتماعي نفسي يقومون بتطبيق هذه التقنية ويعملون على تدريب متخصصين آخرين وهناك قصص نجاح وشفاء كثيرة لكثير من الحالات
والجميل وفي هذه التقنية انها سريعة النتائج بشكل مذهل ولا تحتاج الى وقت وجهد ويمكنها معالجة مشكلة في عشر دقائق يشكي منها المريض لعدة سنوات وهي تبحث عن اساس المشكلة في داخل مسارات الطاقة داخل جسم الانسان".
والتقت الرسالة نت بأحد المرضى الذين يعانون من صداع نصفي وبشكل مزمن يقول:"
وأشار وافي إلى أن هذه التقنية تلقى اقبال متواصل من الناس والمرضى ونحن نعمل بشكل مجاني وهناك خطة لزيارة مدارس قطاع غزة بالكامل وتطبيق هذه التقنية لخروج الطلاب من حياة الملل والكبت وخاصة اوقات الامتحانات.
ولفت إلى أن التقنية طُبقت على طلاب توجيهي ونجحت وعقدنا ورش عمل متتالية في جميع مؤسسات المجتمع المدني؛ لنشر هذه التقنية وتطبيقها وجعلها علاجا فعالا يعالج جميع الحالات.
وأضاف وافي إلى حالة اخرى وهي بنت صماء شاهدت أخاها يستشهد وعن طريق مترجم اشارات استطعنا ان نجعلها تستذكر الحدث وبالتقنية نخفض مستوى الخوف والقلق عندها ليصل درجة الصفر.
وفي تعقيب لرئيس دائرة الصحة النفسية في الجامعة الاسلامية د. أنور موسى العبادسة قال :"لا يمكن الجزم باعتباره علم الا بعد تجريبه ويبقى تقنية من التقنيات المستجدة والتي تزال موضع جدل وقطاع غزة حقل كبير لكثير من الرؤى، ومن السابق لأوانه أن نتحدث عن فشل أو نجاح هذه التقنية الا بعد دراستها بشكل موضوعي".
وأشار إلى ان هذه التقنيات قد تكون مفيدة ولا ننفي فائدتها ولا نؤكدها لأنها تجربة في بدايتها يقوم عليها مجموعة من الشباب الخريجين في علم النفس ولا يوجد لها راعي حقيقي في قطاع غزة وانا لست ضد هذه التقنية.
ولفت موسى "انه يجب الاخذ بالاعتبار التكوين الثقافي للمجتمع الغزي ولا يمكن ان نتصور ثقافة من شرق اسيا يمكن تطبيقها في غزة ولكن يجب تطويرها مع ثقافة المجتمع في غزة".