الرسالة نت  – صلاح أبو شمالة

كان مشهدا مفاجئا جدا لجميع من شاهد موكب زفافه وسط مدينة خانيونس، حينما أخرج يده من شباك سيارته المزينة بالورود حاملاً رايتي حماس وفتح ويلوح بهما وسط أبواق السيارات وبهجة الناس.

العريس غسان أحمد (24عاما) من سكان خانيونس أراد أن يترجم سعادته بالمصالحة الفلسطينية بمشهد يخلد في الذاكرة وخصوصا أن عرسه تزامن مع اعلان التوافق الوطني.

ويقول لـ" الرسالة نت " :" خبر انهاء الانقسام أسعدني كثيرا ، لذا قررت ان الوح باعلام فتح وحماس في يوم عرسي لابرهن للجميع أن في الاتحاد قوى وفي التفرق ضعف، متمنيا أن يستمر الحب والوفاق بين أبناء الشعب الواحد".

وقال :" جميل أن يكون عرسي في أول أيام المصالحة، مشيرا إلى أن خطوته السابقة الذكر لاقت استحسان الأهل والاقارب والاصحاب .

وجرت العادة أن تزين سيارات الأفراح بالورود لا بالاعلام، لكن المشهد الذي ظهر به زفاف غسان كان أحد انعكاسات الفرحة المرسومة على وجوه المواطنين بإتمام اتفاق المصالحة بين حركتي " فتح وحماس" في القاهرة الاربعاء الماضي.

اخلاق الشعب

وفي هذا السياق يقول أبو درويش العناني - أحد المارة الذين شاهدوا الحدث-  :" ما فعله العريس لم يكن مستغربا، متمنيا أن تظل السعادة والفرح تغمر البيوت الفلسطينية".اما  الحاج تحسين نوفل -أحد أقرباء العريس –  فوصف خطوة غسان بالنادرة والجذابة، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني طيب ومتسامح ويريد العيش بسلام.

اماني واحلام

وفي مشهد اخر لم يكن غريبا على الشارع الفلسطيني، قام أبو أحمد بتوزيع الحلوى على ضيوفه في صالة روان للأفراح غرب خان يونس بمناسبة عرس ابنه وتحقيق المصالحة والوفاق الوطني، داعيا الجميع لتغليب مصلحة الشعب الفلسطيني على المصالحة الحزبية الخاصة.

وفي هذا السياق، يقول والد عصام البدرساوي  - سيزوج ابنه قريبا- :" ابني يخطط لاصطحاب خطيبته لمصر لقضاء شهر العسل هناك، بعدما سمع عن التسهيلات التي ستقدمها القاهرة للفلسطينيين خلال أيام عقب تحقيق المصالحة الفلسطينية".

وكانت حركتا فتح وحماس وجميع الفصائل الفلسطينية، قد وقعت الاربعاء الماضي في القاهرة وثيقة المصالحة الفلسطينية بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل، ورئيس السلطة محمود عباس.

وتتضمن وثيقة المصالحة تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مستقلة، وتشكيل لجنة انتخابية، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء من كلا الحركتين.

يشار إلى أن الأراضي الفلسطينية شهدت خلال الأيام الماضية احتفالات «كرنفالية» حاشدة ابتهاجا بتوقيع اتفاق المصالحة بين حماس وفتح في القاهرة، حيث خرج عشرات الآلاف للشوارع في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل بدء الاحتفال بتوقيع الاتفاق، وهتفوا «بدنا وحدة وطنية ودولة فلسطينية، ووحدة وطنية.. غزة وضفة غربية» كما رددوا أناشيد وطنية وإسلامية.