قائمة الموقع

من ملفات القضاء.. عندما يختلط الشيب بدموع الندم!

2011-05-10T07:05:00+03:00

الرسالة نت–مها شهوان

مع مطلع شهر صيفي، طرق فاعل الخير الخمسيني باب منزل احدى قريباته المحتاجات ظانا أن خلف الجدران التي أمامه حكاية فقر، لكنه حينما طرق الباب مادا يد المساعدة تفاجأ بمجموعة من الرجال يفترشون باحة المنزل ويتعاطون المخدرات.

وحينما سأل الرجل قريبته عن تلك المشاهد سارعت بالقول أنها تريد العيش وتسترزق لتعيل أسرتها بدلا من مد يدها للآخرين، بات الخمسيني يستغفر ربه وينصح قريبته التي سحبته من يده لإحدى الغرف لتشكي له حالها، وكانت مفاجأة أخرى بانتظاره: فتاة في وضع مخل بالآداب في تلك الغرفة!.

طلب الرجل من قريبته تفسير ما يجرى فأخبرته أن الفتاة متعبة وتحتاج لمن يخفف عنها، حاول أن يلوذ بالفرار لكنهم امسكوا به وأرجعوه للغرفة.

وحسب ما ورد في ملف القضاء الذي نبشت عليه "الرسالة نت" بدأت الفتاة الشابة بإغواء الرجل لتجره إلى براثن الشيطان ، وفي لحظة ضعف وقع المحظور وفوجئ الجميع بالشرطة تداهم الشقة وتلقي القبض عليهم.

الخزي والعار

وطيلة تحقيقات الشرطة كان المتهم يقول " أنا ندمان أنا غلطان " ، بالإضافة إلى اعترافه بفعلته التي جعلته يرفض استقبال احد من أفراد أسرته في سجنه من شدة الخزي والعار الذي لحقه به.

وبعدما استكملت النيابة التحقيقات حولت المتهم الخمسيني إلى القضاء والذي ما أن دخل قاعة المحكمة حتى أجهش بالبكاء وبلل لحيته البيضاء ، فقد عزت عليه نفسه الوقوف في قفص الاتهام بجانب المجرمين.

وعندما حان موعد عرض لائحة الاتهام الموجه ضده بدأ بالصراخ ووضع يده على أذنيه كي لا يسمع الحكم، وفي المقابل وقف المتهمون الآخرون غير مبالين بما يجري لأنهم أصحاب سوابق!.

وكيل النيابة طالب بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم قائلا:" النيابة تلتمس تشديد العقوبة على المتهم لما انتهكه من حرمات الله".

في المقابل خاطب وكيل المدان القاضي ومستشاريه أن المتهم اعترف بتهمته ونادم عليها وهو معيل لأسرته وحسن السمعة والسلوك في الحي الذي يقطن فيه، داعيا القضاة إلى الاكتفاء بمدة  التوقيف التي قضاها موكله في السجن البالغة سبعة شهور ، بالإضافة إلى شمول العقوبة مع وقف التنفيذ.

صحيفة سوابقه

وبعد التداول في الحكم أعلن القاضي اشرف فارس رئيس محكمة بداية غزة أن الحكم هو سنة مع وقف عقوبة الحبس لمدة ثلاث سنوات وتغريم المتهم ألفي شيكل.

سارعت "الرسالة" لتستفسر عن الحكم الصادر فأجاب القاضي انه أخذ بعين الاعتبار كبر سن المتهم ووجود أطفال لديه وفتيات في سن زواج وبحاجة إليه، إلى جانب انه حينما اطلعت المحكمة على صحيفة سوابقه وجدت انه حسن السمعة.

وقال فارس: في حال وقعت عليه العقوبة القصوى خمس سنوات حسب القانون سيحرم من وظيفته وستفتقر عائلته للدخل المادي لذا اكتفت المحكمة بالحكم السابق لما يتناسب مع ظروف المتهم كافة.

وخلال إدلاء المتهم بمعلومات أمام المحكمة قال أنه ضغط عليه في الشرطة حتى اعترف على أشياء لم يرتكبها وفيما يتعلق بذلك أوضح القاضي أن الاعتراف في القانون ليس سيد الأدلة ، ولابد أن تطابق اعترافات المتهم للواقع وتكون ناتجة عن إرادة حرة لا يشوبها إكراه، مشيرا إلى أن القضاء قبل صدور الحكم يدرس تحقيقات الشرطة والنيابة.

وأكد على أن هذا النوع من الجرائم ليس ظاهرة مستشرية في مجتمعنا الغزي باعتباره متدينا ومحافظا، لافتا إلى انه في السابق كانت تلك القضايا تنم عن نفسية إجرامية ومواقعات بصورة بشعة.

ودعا  فارس كل من تسول له نفسه بتلك السلوكيات غير الأخلاقية أن يفكر فيما سيحل به إذا نجم عن فعلته طفل لقيط ولا ذنب له.

فضح المجرمين

ومن الناحية النفسية ذكر الأخصائي د. فوزي أبو عودة أن الإغراء الذي قدم للمتهم حينما وقع جعله في اضعف لحظات حياته، وما قدم له كان اكبر من الرفض والتحدي مما دفعه للسقوط نحو الهاوية.

وبرر الاخصائي الندم الذي لازم المتهم طيلة التحقيق معه بالقول:" يؤثر الندم على نفسية المتهم وتودي به الى مشكلات لاسيما وأنه يدرك عقوبة الزنا في الدنيا والاخرة ، بالإضافة إلى انها طريق الهلاك".

ودعا أبو عودة المقربين من المتهم بدعمه نفسيا ليخرج من محنته ، ومساعدته على إعادة تحصين نفسه إيمانيا من المغريات لأن الإنسان قوي وضعيف في آن واحد.

وأيد الأخصائي الحكم الصادر على المتهم باعتبار أن الستر واجب لحفظ العائلة ، داعيا في الوقت ذاته إلى فضح المجرمين الذين لم يتوبوا عن أفعالهم وتنبيه الناس من خطرهم .

وفي الختام ننصح كل من ارتكب سلوكا منافيا للشريعة الإسلامية أن يدرك العواقب الوخيمة التي ستحل عليه.

 

 

 

اخبار ذات صلة