قائمة الموقع

مركزية فتح الجديدة.. قيادات تخرجت من مدرسة التنسيق الأمني

2009-08-13T06:24:00+03:00

رامي خريس                

          قاربت أعمال المؤتمر السادس لحركة فتح على الانتهاء ، وأصبح الجميع يترقب الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس الثوري الذي بدأت لجنة الانتخابات بعملية فرز للأوراق الخاصة به والتي ستغرق ثلاثة أيام بحسب ما قال مدير المؤتمر التنفيذي منير سلامة .

وبعد الإعلان الرسمي عن أسماء الفائزين بعضوية اللجنة المركزية أصبح معلوماً لكوادر فتح وعناصرها من الذي سيقرر بشأن الحركة ومصيرها وسياساتها ، وهنا بدأت تثار التساؤلات حول خلفيات القادة الجدد ، والعلاقات التي تربطهم والتيارات التي ينتمون إليها.

**مدرسة التنسيق الأمني

وفي نظرة سريعة إلى تركيبة المركزية الجديدة فإنها لن تغير شيئاً جوهرياً في توجه حركة فتح ولن تستطيع أن تحرك الدفة التي يمسك بتلابيبها رئيس السلطة محمود عباس الذي رسخ سيطرته على الحركة ، بعد عقد هذا المؤتمر، ولن تستطيع تلك اللجنة حتى أن تقف في وجه رئيس حكومة عباس في الضفة سلام فياض ، الذي يمول حركة فتح بالمال ويستطيع استصدار تصاريح الخروج والعودة عبر معابر الاحتلال ، فضلاً عن ذلك فإن عددا من الأعضاء الجدد ينتمون لمدرسة التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال أمثال محمد دحلان وتوفيق الطيراوي وحسين الشيخ وهؤلاء غالباً سيكونون شركاء في تقوية الاتصال بشكل أكبر مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، عبر الوسيط الأمريكي كيث دايتون أو حتى بدونه فمنهم من لا يحتاج الولايات المتحدة لتكون بينه وبين (إسرائيل)  فعلاقته وثيقة بشكل كبير معها.

** تيارات

ومع ذلك فإن هناك من يرى أن بعض الأعضاء الجدد يعارضون التدخل الأجنبي بحركة فتح ولديهم تحفظات على مهمة الجنرال دايتون  ومن هؤلاء محمود العالول الذي نقل عنه سابقاً قوله :" يجب إعادة النظر بدايتون ومهمته " ، كذلك فإن عثمان أبو غربية والذي يعد من التيار العرفاتي أبدى سابقاً معارضته لما وصفه بتدخل جهات أجنبية بالحركة ، وتشير بعض المصادر إلى تناقضه مع تيار دحلان وهو ما قد يفتح خلال وجودهم على طاولة واحدة بالمركزية باب كبير للصراعات الداخلية لاسيما أن هناك شخصيات أخرى تتناقض مع دحلان بالمركزية أمثال جبريل الرجوب وعزام الأحمد ، وهؤلاء قد يشكلون قوة أمام دحلان لاسيما أن أغلب أعضاء المركزية من الضفة الغربية ما يجعلها تستحق أن تكون  لجنة ضفاوية بامتياز ، فتهمشت غزة ، وكذلك الخارج ، وأصبح أعضاء المركزية الجدد قريبين من المقاطعة في رام الله يستدعيهم عباس وقتما يشاء.

وإذا جرى الحديث عن الصراعات فإن الأمر لا يقتصر على الصراع بين دحلان والتيارات المتناقضة معه بل هناك صراع يدور بين عباس زكي من جهة وسلطان أبو العينين من جهة أخرى لاسيما بعد اتهام الأول للأخير بأنه وراء اغتيال اللواء كمال مدحت في لبنان.

ويبدو أن أبو العينين يتوق لخوض معارك أخرى داخل فلسطين ووجهته هذه المرة حركة حماس التي قال أنها الوجه الآخر للعدو وهنا السؤال :من هو العدو إذا كان أبو العينين دخل إلى الضفة بتصريح من الاحتلال وشارك وفاز في مؤتمر عقد تحت رعايته.

** طاعة

          ويبقى السؤال عن دور الكبار في المركزية الذي يبدو أنهم سيكون مطيعين لعباس إلى حد كبير ، فغنيم الذي باع القدومي واشترى رضا عباس ، وبعد أن كان معارضاً لأوسلو دخل بتصريح الاحتلال ، وأصبح من حاشية عباس ، وهكذا يبدو أن المسن الزعنون يسير في نفس الفلك ، وهؤلاء على الأرجح " راح لا يهشوا ولا ينشوا".

ويبقى البرغوثي أسيراً في زنزانته ينتظر الفرج وقد يأتي من خلال صفقة تبادل الأسرى التي يجرى التفاوض حولها ، فهل تشاء الأقدار أن يخرج عضو المركزية الجديد بفضل حماس أم تفرج عنه (إسرائيل) لأجل عيون عباس.

وفي انتظار الأعضاء الذين سيجري تعيينهم نشير هنا إلى أنه غاب العنصر النسائي عن المركزية ولم تفز أي امرأة رغم ترشح سبع نساء، حيث سيطر الرجال على مقاعد القيادة الجديدة.

وتقدمت لانتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح سبع مرشحات هن، انتصار الوزير العضوة السابقة في اللجنة المركزية، وسحر القواسمي، وربيحة ذياب، ومريم الاطرش، ونجاة أبو بكر، وكفاح عودة.

فيما تنتظر 50 سيدة فتحاوية ترشحن للمجلس الثوري للحركة نتائج انتخاباته في ظل تنافس شديد على 80 مقعدا مع 567 رجلاً .

أيام قليلة وتكتمل الصورة ، لنعرف أيضاً من هم أعضاء الثوري الجدد ، كما عرفنا أعضاء المركزية .

 

اخبار ذات صلة