غزة: ندوة توصي بتطبيق المصالحة

 غزة - الرسالة نت

أوصى محللون سياسيون وأكاديميون فلسطينيون بضرورة إخراج اتفاق المصالحة الوطنية إلى حيز التنفيذ وضرورة  التعالي على كافة نقاط الخلاف وتعميق نقاط التوافق بما يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

وأكد المراقبون خلال ندوة نظمتها مؤسسة إبداع الأربعاء، بعنوان "اتفاق المصالحة الفلسطينية" على ضرورة العمل على تركيز كافة الجهود على وحدة الصف الفلسطيني.

ودعا المشاركون في الندوة السياسية إلى بلورة مواقف موحدة للوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية وإفشال المخططات الرامية للنيل من الحقوق الفلسطينية.

وبدوره، قال الدكتور عاطف عدوان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني إن "المصالحة الفلسطينية سيكون لها إنعكاسات ايجابية جذرية على القضية الفلسطينية واهم هذه النتائج أنها ستفرز حكومة كفاءات فلسطينية  تمثل كافة قطاعات الشعب الفلسطيني".

واعتبر عدوان أن البعد الاجتماعي للمصالحة الفلسطينية أهم من البعد السياسي نظراً للشرخ العميق الذي أحدثه الانقسام في النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

وأشار إلى أن المصالحة الفلسطينية ستعمل على تعزيز الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني من خلال مشاركة كافة الفصائل في صنع القرار الفلسطيني مما سينعكس إيجابياً على القضية الفلسطينية.

وأضاف أن المصالحة ستعمل على إزالة الشكوك وانعدام الثقة بين الأطراف الفلسطينية المتنازعة، متوقعاً أن يشهد الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة انتعاشا ملحوظاً بعد توقيع اتفاق المصالحة نظراً لتركز الاستثمار طوال السنوات الأربع الماضية في الضفة الغربية.

ودعا النائب عدوان الي ضرورة تبني خطاب إعلامي وحدوي يعزز قيم التسامح والمشاركة السياسية ويساعد على تحقيق المصالحة الاجتماعية بين أطياف الشعب الفلسطيني.

من جانبه، استعرض الدكتور عدنان أبو عامر المختص في الشؤون الإسرائيلية سيناريوهات التعامل الإسرائيلي مع المصالحة الفلسطينية.

وقال إن "أجهزة الاستخبارات الصهيونية فشلت فشلا استخبارايا ذريعا في عدم توقعها لحدوث المصالحة الفلسطينية وهو الفشل الثاني على التوالي خلال أشهر قليلة بعد فشلها في عدم توقع الثورات العربية".

وأشار أبو عامر إلى أن المواقف الإسرائيلية من المصالحة الفلسطينية جاءت متباينة، مضيفاً "هناك من اعتبر ان الاتفاق سينهار سريعاً ولا داعي لأن تتدخل إسرائيل لإفشاله, فيما هاجم فريق آخر بزعامة رئيس الحكومة نتنياهو واعتبره ضربة للسلام".

وأضاف: "لقد اخذ الموقف الصهيوني من المصالحة أبعاداً ميدانية سريعة من خلال تجميد أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل عبر المعابر, وهو انتهاك جديد للاتفاقيات الموقعة بين السلطة وإسرائيل وهو ما من شأنه أن يعيق دفع رواتب الموظفين للشهر الماضي".

من جهته، استعرض الدكتور هاني البسوس المتخصص في العلاقات الدولية المواقف الدولية من المصالحة الفلسطينية.

وقال "لقد تميز حفل إعلان توقيع المصالحة الفلسطينية بحضور عربية وإقليمي ودولي واسع, في الوقت الذي لا زالت فيه مواقف بعض الدول الكبرى تتسم بالغموض".

وأضاف البسوس "لقد شكّل توقيع المصالحة بين فتح وحماس نقلة نوعية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, وكانت المواقف الدولية قد تباينت في مواقفها بين مؤيد بشروط, ودائم, ومتحسر, وقد تتناغم المواقف الدولية الفاترة من الاتفاق مع الموقف الإسرائيلي إلى حد كبير".

وأشار  إلى أن المصالحة جاءت هذه المرة نتيجة جملة من العوامل الداخلية والخارجية دفعت قيادة الحركتين لإنجاز اتفاق المصالحة ولكن الأثر الأكبر كان للعوامل الخارجية فهي المتغير المستجد وبخاصة الثورات الشعبية التي تجتاح المحيط العربي.

ودعا البسوس إلى ضرورة دعم اتفاق المصالحة وإعطائه عمقاً عربياً وإسلامياً ويقويه على الساحة الدولية خاصة في ظل الانصياع الدولي للضغوط الإسرائيلية.

البث المباشر