في ذكرى النكبة.. لاجئو فلسطين وحلم العودة

 غزة  - الرسالة نت

يحيى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هذه الأيام الذكرى 63 للنكبة، والتي توافق الخامس عشر من أيار الجاري، ويتنادى الفلسطينيون في هذا اليوم لفعاليات ومسيرات يتضامنون فيها مع أنفسهم في ذكرى نكبتهم، ويوم أن طردوا من أرضهم بالقوة.

وبالرغم من مرور 63 عامًا على الفاجعة إلا أن الأمل والتفاؤل يلقي بظلاله على وجوه اللاجئين، معتبرين أن حقَّ العودة قدر لا يجب المساس به، وتجد من يحتفظ بمفتاح بيته، وأطفال يحفظون أسماء قراهم ومدنهم التي خرج الآباء والأجداد منها، في إصرار وتحدٍ واضح بعدم التخلي عن الأرض والوطن.

حكاية النكبة

بعد قيام حرب 1948م وهو ما يسمى عند الفلسطينيين النكبة, وأعلنت قيام دولة الاحتلال في هذه الحرب, بعد خروج الانتداب البريطاني من الأراضي الفلسطينية أي من الشرق الأوسط، وتسليم الأراضي الفلسطينية للاحتلال الصهيوني, وقيام دولتهم على الأراضي الفلسطينية باغتصاب واحتلال وطرد وتهجير الفلسطينيين عن أرضهم.

في 29 نوفمبر 1947م وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يوصي بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة فلسطينية، وانتهى الانتداب البريطاني على فلسطين بنهاية يوم 14 مايو 1948م، وفي اليوم التالي أصبح إعلان قيام دولة الكيان ساري المفعول، ومباشرةً بدأت الحرب بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة.

في 3 مارس عام 1949م أُعلن انتهاء الحرب بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين، بعد قبول مجلس الأمن الدولي دولة الكيان عضوًا كاملاً في الأمم المتحدة، وقبول الدول العربية الهدنة الثانية.

وكانت المعارك في فلسطين قد بدأت في مايو 1948م بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وإعلان العصابات الصهيونية قيام دولة الكيان على المساحات الخاضعة لسيطرتها في فلسطين.

تدفقت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين، ونجحت القوات العربية في تحقيق انتصارات كبيرة، وفي السادس عشر من مايو 1948م اعترف رئيس الولايات الأمريكية المتحدة هاري ترومان بدولة الكيان.

واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية، وفرضت عليها هدنة تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة، ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية.

وانتهت المعارك بقبول العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافًا بالهزيمة، وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة).

وبعد قبول هذه الهدنة بدأت القضية الفلسطينية في الضياع، وضياع حقوق الفلسطينيين بعد طردهم من أرضهم, ومن هنا بدأ الاحتلال بالتكاثف في الأراضي الفلسطينية وبناء بيوت وبنية تحتية لدولتهم فوق دولة فلسطين, ولضعف القوى الفلسطينية وكتمان الدول العربية تزايدت أعداد الاحتلال الصهيوني بسرعة، وأصبحوا يشكِّلون عددًا كبيرًا في الأراضي الفلسطينية، وعندما يأخذون أي أرض من فلسطيني من ضعف قوي الفلسطيني، ولا يستطيع مقاومة الاحتلال، فاستولى الاحتلال بكلِّ سهولة على الأراضي الفلسطينية.

وهناك من الفلسطينيين الذين تهجروا من أرضهم ذهبوا إلى الدول العربية، فهناك لاجئون في سورية، وهناك في لبنان، وكذلك في الأردن, والكثير من الدول العربية, ومنهم من بقي في فلسطين، ولكن انتقل من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

اللاجئون والنكبة.. فصول من المعاناة

وتشير إحصائيات وكالة (الأونروا) بأن أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني هم الآن مسجلون لديها رسميًّا، ويعيشون في أكثر من خمسين مخيمًا أقيمت لهم في الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان.

حيث أجبرت النكبة التي ما زالت فصولها تتواصل يوميًا مئات الآلاف على اللجوء خلال السنوات الأخيرة إلى دول في أوروبا الغربية، وأمريكا اللاتينية نتيجة لسوء أوضاعهم في بعض الدول العربية، وعدم حصولهم على الحقوق الآدمية.

فبعد تهجير الفلسطينيين تأسست وكالة "الأونروا" بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 8/12/1949م، ومهمتها كما جاء في قرار تأسيسها «التعاون مع الحكومات المحلية في عمليات الإغاثة وبرامج التشغيل».

حسب إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا فإن مخيم رفح والمكتظ باللاجئين في أقصى جنوب فلسطين يعد الأكبر من حيث عدد السكان في الشرق الأوسط والمساحة، حيث يعيش فيه أكثر من 145 ألف لاجئ معظمهم جاءوا من قرى ومدن تقع في جنوب فلسطين.

واللاجئون الفلسطينيون العراقيون, الذين يعيشون على الحدود العراقية السورية, ومنهم من يعيش داخل مخيم اليرموك في دمشق, ويبلغ عددهم 2400 لاجئ, وهم يعانون من صعوبات جمة, والفارين منهم من العراق إلى سوريا يواجهون تحديات أكبر, هذا وتعتبر الحكومة السورية هؤلاء اللاجئين غير قانونيين، وبالتالي فهم لا يمتلكون الكثير من الحقوق كالحق في العمل.

ويستشعر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان دون غيرهم من اللاجئين في الدول الأخرى أهمية الأونروا ودورها، وذلك لأن الدولة اللبنانية تتجاهل قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ولا تُقدم خدمات صحية وتعليمية وإغاثية مباشرة لهم، كما هو حال اللاجئين في سورية والأردن، وبسبب سياسة التمييز في القوانين اللبنانية، التي تمنع اللاجئ الفلسطيني في لبنان من حقِّ العمل والتملك والحصول على الضمان الصحي والاجتماعي، وتعدّه أجنبيًّا، وترفض تطبيق القرارات الدولية والعربية التي تدعو إلى معاملة اللاجئ معاملة المواطن العادي.

بناءً على كلِّ هذه الاعتبارات، فإن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ بسبب سياسة الأونروا والحكومات اللبنانية هو من أسوأ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين.

واقتربت العودة

ويستحضر الفلسطينيون كلَّ عام في هذه الأيام فصول المعاناة التي يلاقونها نتيجة الرحيل والشتات بعد أن أصبحت الأمواج تتلاقفهم من دولة إلى أخرى.

وكل سنة يخرج الفلسطينيون باحتفالات ومسيرات لإحياء ذكرى النكبة, فهذه الذكرى وفي هذا العام على وجه الخصوص تأتي وقد اقترب الأمل أكثر بالعودة بعد أمل انفراج الأمل بالمصالحة والوحدة الوطنية، ففي الأعوام السابقة كان اللاجئون يشعرون أن قضيتهم قد غُيِّبَت، وأن آمالهم بالعودة قد تبخرت، لكن هذا العام ومع اتساع التحركات الشعبية والرسمية والمبادرات الشبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي دعت لمسيرات العودة وانطلاق انتفاضة ثالثة من أجل العودة؛ فإن آمال اللاجئين بالرجوع لفلسطين تلوح بالأفق.

 

البث المباشر