اسلام اباد – الرسالة نت
رصد تقرير لتلفزيون "بي بي سي" اللحظات الأخيرة فى حياة زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وأشار التقرير إلى أن العملية أطلقت عليها القوات الأمريكية اسم "جيرونيمو" نسبة إلى زعيم من زعماء الهنود الحمر فى القرن ال19، ودون إحاطة الحكومة الباكستانية علما بذلك، حيث خرجت عناصر من القوات البحرية الأمريكية فى رحلة البحث عن زعيم القاعدة.
وذكر أن مروحيات أمريكية انطلقت من إحدى قواعد الولايات المتحدة الجوية فى أفغانستان وعلى متنها جنود ملؤهم الأمل فى تنفيذ عهد قطعوه على أنفسهم منذ الحادى عشر من سبتمبر الأشهر، وإحكام قبضتهم على أسامة بن لادن هذه المرة.
وأشار التقرير إلى أن الهدف المنشود شديد القرب من إسلام أباد، وتحديدا فى بلدة أبوت أباد التى يكسو اللون الأخضر تلالها العالية، والتى لا تبعد سوى 80 ميلا عن العاصمة الباكستانية، ويقصدها الكثير من الزائرين لقضاء إجازاتهم.
وعلاوة على ذلك، فالبلدة تضم العديد من المنشآت العسكرية الباكستانية الرئيسية، ولعل من أبرزها الأكاديمية العسكرية الباكستانية، التى لا يفصل بينها ومعقل ابن لادن أكثر من نصف ميل، ومع ذلك فهى شديدة الهدوء، ويساعدها على ذلك التواجد الأمنى الدائم.
وأما عن مسكن ابن لادن نفسه، فهو مبنى محاط بأسوار عالية، بناه منذ سنوات ست شقيقان ينتميان للمناطق القبلية فى شمال البلاد، وعلى بعد امتار قليلة، يعيش أقرب جيران ابن لادن "زيان محمد" مع عائلته الكبيرة.
ويوضح الجار المسن أن رجال التنظيم الذين كانوا يقطنون المبنى - وعلى رأسهم ابن لادن - كانوا منغلقين على أنفسهم طيلة هذه السنوات، ولم يكن جيران المبنى الأضخم فى المنطقة يرون سوى رجلين اثنين، أرشد وطارق خان، ولا أحد غيرهما.
ويتابع زيان محمد بقوله "لقد دعوتهم إلى حفل زفاف ابنتى ولم يستجيبوا لدعوتى .. وكانوا يرعون بقرة داخل المبنى وكانوا يحققون اكتفاءا ذاتيا، ولا يسمحون لأى شخص بالدخول"، فيما كانوا يخرجون أحيانا قليلة مستخدمين سيارة "جيب" من طراز سوزوكى.
ونبه التقرير إلى أن الدلائل تشير إلى أن المبنى لم يكن يضم عائلة واحدة، وإنما أربعة عائلات، وذلك بالنظر إلى عدادات الغاز المثبتة على سور المبنى.والمبنى من الداخل هو عبارة عن فيلا مكونة من ثلاثة طوابق، أمامها مبنى آخر صغير، محاطان بسور عال تعلوه الأسلاك الشائكة، والطريق الوحيد للدخول هو عبور بوابتين أمنيتين يفصل بينهما ممر طويل.
وتشير أرجح الأقوال إلى أن ابن لادن وأفراد عائلته أتوا للعيش فى ذلك المبنى منذ أوائل العام 2006.
وكان الرجلان سالفا الذكر - أرشد وطارق خان - يعيشان داخل المبنى الصغير مع عائلتيهما، فيما كانت الفيلا مخصصة لابن لادن وثلاثة من زوجاته وابنته الصغيرة،
وبكلا الطابقين الثانى والثالث كانت تعيش زوجة أخرى وابن له .. أمرا الذى لم يكن ليخطر لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" على بال.
وأشار التقرير إلى أنه تم تقسيم الفرقة القوات إلى مجموعتين، أولاهما لمداهمة المبنى الأصغر، حيث تمكنت من قتل الكويتى فى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين أدى أيضا إلى مقتل امرأة، وأما المجموعة الثانية، فتحركت بسرعة إلى المبنى الرئيسى بحثا عن الهدف الأساسى للعملية.
وفى الطابق الأول، تمكنت القوات من قتل شقيق الكويتى، وفى طريقها إلى الطوابق العليا، تمكنت أيضا من قتل نجل ابن لادن على الدرج.
وفى الطابق الثالث كانت المفاجأة، فقد وجد الجنود أنفسهم وجها لوجه أمام ابن لادن شخصيا، فى لحظة طال انتظارها ودام لسنوات، مما حدا بزوجته الاندفاع فى وجههم، إلا أنهم أصابوها بطلق ناري فى ساقها.
ولم يتبق على الخطوة الأخيرة سوى لحظات، فأسامة بمفرده .. أعزل .. لا يجد مفرا من مستهدفيه .. وكانت الخطوة بالفعل .. رصاصة فى صدره .. أعقبتها أخرى فى رأسه .. ليموت من فوره.
وفى اللحظات ذاتها، كان الرئيس الأمريكي وفريقه يراقبون العملية لحظة بلحظة، إلى أن جاءت اللحظة المرجوة .. فعم الصمت .. إلى أن صاح أوباما "نلنا منه."
ثم تكثر التساؤلات .. هل كانت هذه عملية اغتيال؟ .. هل كان الهدف منها هو الاعتقال؟ .. هل لو عرض ابن بلادن الاستسلام لقبل عرضه؟ أم هل كانت عملية قتل أو اعتقال مع أولوية القتل؟
والرغم من أن وزير العدل الأمريكى إريك هولدر قد أجاب بالفعل على هذه التساؤلات بقوله "إنها لم تكن عملية إغتيال، وإن اعتقاله كان واردا فى حال استسلامه،" إلا أن هذه الأسئلة لم تجد جوابا مقنعا حتى الآن، وما زال الغموض يكتنف العملية