غزة- لميس الهمص-الرسالة نت
متكئة على عصاها، تمشي الهوينا في طرقات مخيم جباليا، الذي ألفته عيناها منذ ستة عقود.
ومع نسمات الربيع التي أوقدت الحنين في صدر الحاجة أم أسامة للعودة لبلدتها "يبنا" التي هُجّرت منها قسرا ، تردد: "لازالت تربطني الذكريات الجميلة ببلدتي التي تركتها وأنا عروس لم أفرح على "جهازي" ولا غرفة نومي الجديدة".
إلا أن الأمل بدأ بالعودة للحاجة الثمانينية أم أسامة كما العشرات بسبب الثورات التي تلف العالم العربي، وتبثها شاشة التلفاز الصغيرة أمام ناظريها، وكأنها ترى أن زمن الرجولة والكبرياء قد بدأ يعود.
حلم يقترب
"شعورنا هذا العام يختلف، لأول مرة منذ أعوام نشعر أن الآلاف من العرب والمسلمين يشاطروننا الذكرى ويحسون بأوجاعنا"، هكذا بدأ الحاج أبو جمعة حديثه "للرسالة".
ويرى أبو جمعة الذي تساوت سنوات عمره بسنين النكبة أن الثورات العربية قربت الحلم بالنسبة لهم ، فهم يشعرون أن التغيير القادم سيكون لصالحهم وسيؤثر إيجابا على قضيتهم .
وتحدث أن نتاج الثورات والتغير قد ظهر مبدئيا على صعيد الوحدة الفلسطينية ولم شمل شقي الوطن ، وهذا مبشر بالخير، متوقعا أن تمتد الانجازات لصالح القضية الفلسطينية .
وكان عشرات الآلاف قد شاركوا الجمعة الماضية في مسيرات حاشدة نظمت في مصر والأردن ولبنان دعما للقضية الفلسطينية وإحياء للذكرى الـ 63 للنكبة .
فقد تظاهر آلاف المصريين لمطالبة المجلس العسكري الحاكم في البلاد بزيادة الدعم للفلسطينيين وذلك عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وجابت التظاهرات القاهرة والإسكندرية والعريش .
وفي عمان، شارك نحو 700 شخص في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير ، وسط العاصمة الأردنية حتى ساحة أمانة عمان الكبرى على بعد نحو كيلومتر واحد عقب صلاة الجمعة تضامنا مع الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة.
ليس سهلا
من جانبه رأى أستاذ التاريخ بالجامعة الإسلامية الدكتور زكريا السنوار أنه يجب عدم ربط كل شيء بالثورات العربية كون النكبة والتهجير والتشرد قضية قديمة لن يؤثر عليها حراك شعبي ، وقلل السنوار من قدرة الثورات وتغير الأنظمة على كسر الطوق عن غزة، إلا أنه قد يؤثر على صعيد الحراك الشعبي، كما يقول.
ولفت إلى أن نتاج الثورات يمكن أن يظهر على المدى البعيد لأن الشعوب مشغولة في تغيير واقعها، وتحسين ظروفها المعيشية .
ويعتقد السنوار أن فكرة الثورات جاءت محاكاة لما جرى في غزة فهي إحدى صور تقليد المقاومة، مؤكدا أنه سمع مقترح تسيير المسيرات قبل ثلاثة سنوات من شبان في القطاع .
وبين أن المقاومة المدنية هي من سمات الشعب الفلسطيني ، مشددا في الوقت ذاته أن وقفة الشعوب مع الفلسطيني إيجابية وممكن أن تؤتي ثمارها لكن بالتراكم وفي المستقبل .
في حين قال الشيخ كمال الخطيب إن التغير الحاصل في الوطن العربي حلت بشائره عند انهزام إسرائيل وانسحابها من لبنان في عام 2000 على يد المقاومة , معتقدا أن زمن الانهزامات العربية قد ولى إلى غير رجعة.
وتفاءل بالتغيير الحاصل معتبرا أنه في صالح الفلسطينيين, كما بارك المصالحة بين الفصيلين الأكبر في فلسطين ، وثمن فكرة الزحف باتجاه فلسطين.
ورغم ذلك، استبعد الخطيب أن تنجح الفكرة كون الدول لن تسمح بالزحف ، كما أنها على الصعيد الداخلي لا مصلحة لحماس ولا لفتح في بعثرة الأوراق، حسب تعبيره.