رواتب موظفي السلطة تنعش الأسواق الغزية

الرسالة نت- صابرين العابد

رغم ما شهدته الساحة الفلسطينية في الآونة الأخيرة من تطورات سياسية في ملف المصالحة، وتقدم بطيء نحو إنجاز الاتفاق، إلا أن حال موظفي "حكومة رام الله" في قطاع غزة لم يرتقِ للأمام, وبقى على حاله، حتى بات الموظف يعدُّ الأيام والساعات ويترقب إعلان وسائل الإعلام لموعد صرف الرواتب في البنوك.

وبعد الاعلان عن صرف رواتب الموظفين لشهر إبريل/ نيسان انفرجت أسارير العائلات الغزية، وكأن دماءً جديدة ضُخت في شرايين الحياة في قطاع غزة، حتى عجّت الأسواق بالحركة، وتنشطت الحركة التجارية.

"الرسالة نت" واكبت مظاهر الانفراج في الشوارع والأسواق الغزية، والتقت بعدد من الموظفين وعوائلهم، من أجل نقل صورة حية ومباشرة للحياة بعد سكون دام أيام عدة، لإصرار "إسرائيل" على منع تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية.

"سيرين علي" زوجة أحد موظفي حكومة رام الله عبرت عن فرحتها الغامرة بصرف راتب زوجها، قائلة: "بعد أن رجع زوجي محملاً بأكياس من الحاجيات المختلفة، بعد فترة ممتدة، شعرنا بالفرح الشديد وكأننا لم نستلم الراتب منذ سنين".

ووصفت حال بيتها قبل صرف الرواتب بالقول "لم يتبقى شيء في المنزل، والديون تراكمت في السوبر ماركت".

وأضافت: "لقد كنت أعاني من إعطاء أبنائي طلبة الجامعات والمدارس مصروفهم اليومي فبالكاد نوفر مستلزماتنا اليومية", مؤكدة ضيق الحال التي كانوا عليها قبل صرف الرواتب.

وهذه الحالة واحدة مما يقارب 165 ألف موظف منهم 80 ألف في قطاع غزة تعادل رواتبهم بقيمة 150 مليون دولار.

وبملامح البراءة تحدثت الطفلة "ندى صالح" ابنة التسعة أعوام: "بابا من زمان بدو يشتريلنا حاجات ولعب وأواعي, وبوعدنا يطششنا أنا وإخوتي لكن بسبب تأخر القبضة.. طوّل علينا", وتقول بابتسامة عريضة: "بدنا نطش بكرة ونشتري أواعي للصيف لأنه بابا قبض".

وبعد توارد الأخبار عن عزم الحكومة صرف الرواتب, تراودت العديد من النساء الغزيات للمحال التجارية وضجت الأسواق بالحركة.

"أبو أحمد" صاحب محل لبيع ملابس الأطفال يقول لـ "الرسالة نت": "بعدما أخذ الموظفون رواتبهم شعرنا بحيوية البيع والشراء", ووصف حال الأسواق في الفترة الماضية وكأنه أصابها "شلل جزئي" نتيجة تأخر الرواتب وانخفاض الأعمال التجارية إلى حدٍ كبير.

بدوره بيّن معين رجب أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر العلاقة الطردية بين رواتب الموظفين وحيوية الأسواق والحياة العامة بقطاع غزة, قائلاً: "من المعتاد وجود وفرة الأموال لدى الناس مما يساهم في تحريك النشاط الاقتصادي من خلال تغطية التزاماتهم ومستحقاتهم وتسديد ديونهم".

وأشار إلى أن رواتب الموظفين تنعش فئات بعينها في المجتمع الفلسطيني، وتقتصر على أصحاب المحال التجارية وغيرها.

وبالنسبة لحال السوق الفلسطيني أوضح رجب أن هناك استقرارا نسبيا, وأن المنتجات لدى التجار متوافرة بشكل كبير وبأسعار مناسبة.

ويبقى الموظفون الشريحة متوسطة الدخل في المجتمع الذين اعتاد أصحاب المحال والأعمال التجارية على ترقب موعد صرف رواتبهم لصرف بضائعهم وأعمالهم.

البث المباشر