قائمة الموقع

ملف الحكومة.. الآمال كبيرة والمخاوف مشروعة

2011-05-19T05:25:00+03:00

رامي خريس

الاخبار الواردة من القاهرة تبشر بالخير فالحوار الذي يجري فيها بشأن تشكيل حكومة التوافق "ايجابي" بحسب تصريحات لمسؤولين من حركتي حماس وفتح ، وتم حسم نقاط كثيرة فيما يتعلق بعدد مقاعد الحكومة كما تم تبادل أسماء المرشحين لتولي مقاعد وزارية من كلا الحركتين.

ويبدو أن الملف الحكومة يسير بخطى أسرع من غيره من الملفات التي جرى الاتفاق أن يتم معالجتها بالتزامن ، فهناك ملف المعتقلين السياسيين الذي لم يشعر أحد أنه قد جرى تفكيكه، ففي الضفة الغربية لا يزال المئات أو العشرات -على أقل تقدير- يقبعون خلف القضبان ، والاستدعاءات من الأجهزة الأمنية هناك لم تتوقف.

ولا يقتصر الأمر على موضوع الممارسات الأمنية المستمرة ، فهناك ضبابية تحيط بملفات أخرى تتعلق بالاطار القيادي المؤقت وصلاحياته وتعارضها أو توافقها مع صلاحية اللجنة التنفيذية للمنظمة ، واللغم الكبير الذي قد تواجهه مسيرة المصالحة يكمن في البرنامج السياسي الذي أغفل الاتفاق الحديث عنه ويبدو أن المتحاورين تركوه للاطار القيادي المتوقع تشكيله من الأمناء العامين للفصائل ليقرروا بشأن الاستحقاقات السياسية التي تواجه الفلسطينيين في المرحلة المقبلة .

مربط الفرس

و"مربط الفرس" بحسب ما يراه كثير من المراقبين يكمن في اختلاف نهجي الفصيلين الكبيرين (حماس وفتح) وليس في برنامجهما السياسي الذي يتعامل مع مرحلة بعينها ، فحماس لا تزال تؤمن بالمقاومة بكل أشكالها السلمية والمسلحة ، بينما حركة فتح ترى أن "الكفاح المسلح" لم يعد له وجود على خارطتها ، وبالرغم من تعثر المفاوضات مع الاحتلال إلا أن هذا النهج لا زال قائماً في فكر الرئيس محمود عباس الذي يخطط للإعلان عن الدولة الفلسطينية للمرة الثانية في أيلول-سبتمبر القادم ، وهذا الكيان سيقام على ما هو متاح الآن للفلسطينيين من أرض في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وقد يعود "أبو مازن" للمفاوضات في اي لحظة إذا تعاملت حكومة الاحتلال بمزيد من المرونة واستعدت لتقديم بعض "التنازلات" إذا صح التعبير.

وهنا كيف ستتعامل حماس مع النهج الذي لا يزال يرى فيه "ابو مازن" أنه الامثل للحالة الفلسطينية؟، وهل يمكن ان يحسم الخلاف اذا وقع الاطار القيادي المؤقت الذي لم يتشكل على ارض الواقع؟

ومع ذلك فهناك من يرى الأمور بمنظار آخر ، فمن وجهة نظرهم هناك تقارب قد حدث فعلياً بين الطرفين ، لاسيما بعد انسداد الافق السياسي في وجه "عباس" ، والمرونة التي تبديها حماس في الموضوع السياسي من أجل تحقيق التوافق الفلسطيني ، وأن اتفاق المصالحة له مدة محددة تنتهي بإجراء الانتخابات بعد عام وحينها سيقرر البرنامج السياسي من ينتخبه الشعب الفلسطيني.

على أية حال الامل لا يزال كبيراً في أن تتحقق المصالحة على الارض وأن يجتاز اتفاقها في القاهرة الاختبار بنجاح ، ولكن تبقى المخاوف والهواجس مشروعة الى أن يتحقق مراد الفلسطينيين بالوحدة الحقيقية.

 

اخبار ذات صلة