الرسالة نت - أيمن الرفاتي
ناشد عشرات من الممنوعين من الحصول على جواز السفر الفلسطيني رئيس السلطة محمود عباس بالضغط على حكومة رام الله لمنحهم الحق في استصدار جوازات سفر.وتمنع الأجهزة الأمنية في الضفة آلافا من سكان قطاع غزة من استصدار جوازات السفر؛ بحجة الانتماء السياسي وهو الأمر الذي حرم آلاف المواطنين من السفر خارج القطاع.
وطالبت لجنة الممنوعين -خلال مؤتمر صحافي عقدته في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة- جميع المؤسسات الحقوقية بالتدخل لإنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن. واتهمت اللجنة مخابرات رام الله بالعنصرية, مؤكدة أن أفعال المخابرات وقرارتها "تعسفية" ولا تمت للقانون أو الدستور بصلة، ومشيرة إلى أن عدد الممنوعين من السفر في غزة لسبب جواز السفر وصل إلى 30 ألف مواطن فلسطيني.
وأضافت في مؤتمرها: "بالنسبة للشق القانوني ووفقا للمادتين 28 و111 من القانون الأساسي فإنه لا يجوز تجريد أي فلسطيني من الجنسية أو تسليمه لجهة أجنبية, والقانون الفلسطيني لا يمنع أي مواطن من السفر إلا بناء على قرار قضائي". وتساءل الممنوعون عن مستقبل قضيتهم في حوار المصالحة الفلسطينية, مشيرين إلى أنهم سيستمرون في فعالياتهم حتى نيل حقهم بالجوازات.
وعود وتسويف
وأكد خليل أبو شمالة -مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان- من جهته تلقيه لوعود من الجهات المتخصصة في رام الله بحل هذه القضية قبل عدة أشهر, منتقدا التسويف والتلكؤ الذي تقوم به الجهات المعنية.
وعن وجود سقف زمني لإنهاء هذه الأزمة، أوضح أبو شمالة في حديث خاص لـ"الرسالة" أنهم لم يتناقشوا في جداول زمنية لإنهاء ملف الممنوعين؛ "باعتبار عدم وجود داعٍ يمنع استمرار منعهم", آملا أن تنتهي قضيتهم في أسرع وقت. وقال: "نحن نتابع هذا الملف باهتمام كبير؛ لأن من حق المواطنين الحصول على جوازات سفر", مشيرا إلى أن هذا المنع مخالف للقانون الفلسطيني. وبين أبو شمالة أن المصالحة بدون خطوات عملية على الأرض غير مجدية وليست ذات قيمة.
مصابو الحرب
أما المصاب أسامة أبو عسكر -بُترت قدماه خلال حرب الفرقان- فيقول: "كان لدي جواز سفر ساري المفعول حتى العام 2008، وعندما تقدمت لحكومة رام الله لتجديد الجواز رفض طلبي ثلاث مرات, وعندما سألت المكتب عن رد "رام الله" قالوا لي بأنني ممنوع أمنيا"، وحصل أبو عسكر العام الماضي على منحة علاجية في ألمانيا لتركيب أقدام صناعية بتكلفة 90 ألف دولار لكن عدم حصوله على جواز السفر أضاع الفرصة الذهبية -كما يصفها- لكي يعود لحياته الطبيعية ولو جزئيا.
وطالب المصاب أبو عسكر حكومة رام الله ورئيس السلطة محمود عباس بالسماح له بالحصول على جواز السفر حتى يتمكن من الذهاب للعلاج.
30 ألف ممنوع
وأشار وسام الرملاوي -مدير الجوازات في وزارة الداخلية بغزة- من جهته إلى أن الإحصاءات الرسمية التي وصلت وزارته تفيد بوجود 30 ألف ممنوع من الحصول على جواز السفر. وقال: "بناءً على المنع الجاري من الأجهزة الأمنية في الضفة أوجدت وزارة الداخلية حلا مؤقتا لكثير من المرضى والحالات العاجلة بآلية مؤقتة".