قائمة الموقع

عقب فشل مشروع التسوية..ما هي خيارات عباس؟

2009-11-16T15:43:00+02:00
الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس

محللون: أميركا نسفت مبدأ التفاوض وعباس جاد في موقفه

غزة-شيماء مرزوق- الرسالة نت

جاء إعلان محمود عباس الرئيس المنتهية ولايته بعدم ترشيح نفسه لولاية رئاسية ثانية بمثابة صرخة مدوية أعلنت فشل مسيرة 18 عاماً من المفاوضات العبثية مع الاحتلال الصهيوني, والتي كان هو مهندسها وواضع لبنتها الأولى.

ورغم أن عباس كان يعول دوما على خيار التفاوض كحل أمثل ووحيد لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وحريته, إلا أنه الآن وبعد أن خذلته الإدارة الأمريكية الجديدة كسابقاتها, ولم يعد بيده أية خيوط يمسك بها، فالخيوط كلها بيد المجتمع الدولي.

وبدا عباس كمن وضع البيض كله في سلة أميركا و"إسرائيل", وبالتالي أصبح رهين الضغوطات التي يفرضها عليه المجتمع الدولي, إلى جانب الضغوطات الداخلية, خاصة بعد فشل المصالحة الفلسطينية.

فشل التسوية

وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي هاني حبيب على أن عملية السلام فشلت منذ فترة طويلة,  إلا أن الموقف الأميركي الأخير بشأن الاستيطان أفشل مبدأ المفاوضات من أساسه, وهذا ما دفع عباس إلى اتخاذ قراره الأخير بعدم الترشح لولاية ثانية, معتبراً بأنه جاد في قراره هذا, حيث أن فشل عملية السلام يعتبر فشلا لبرنامجه السياسي.

وأشار إلى أن عباس لم يقدم أية تنازلات وهذا هو أحد أسباب فشل العملية التفاوضية، وإنما يعتبر بأن برنامجه السياسي والذي يعتمد على التفاوض برنامجا واقعياً ويحاكي الظروف الدولية والإقليمية.

ويوافقه الرأي المحلل السياسي طلال عوكل الذي أكد على جدية عباس في موقفه الأخير, الأمر الذي يعكس خيبة الأمل من الموقف الأميركي الأخير اتجاه عملية السلام ويعكس تقييم مسار المفاوضات خلال 18 عاماً.

وأشار عوكل إلى انه من المبكر الحديث عن نهاية خيار السلام والمفاوضات, وإن ما حدث هو فشل للمحاولات الأمريكية الأخيرة لإحياء عملية السلام, معتبراً بأن الأمور لم تصل إلى المحطة الأخيرة بعد وإغلاق مسار المفاوضات نهائياً, حيث أن الأطراف الدولية والعربية مازالت متمسكة بالسلام وتحاول إحياءه من جديد بالرغم من كل بوادر الفشل.

خيارات عباس

ويوضح حبيب بأن الرئيس المنتهية ولايته سيصر على موقفه بعدم الترشح في حال لم تتراجع الولايات المتحدة الأميركية عن موقفها بشكل عملي, وتباشر بالضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لوقف الاستيطان.

وأما عن البدائل المطروحة أمام عباس, فقد أشار حبيب بأنه ربما يلجأ للاستقالة من رئاسة فتح ورئاسة اللجنة المركزية لمنظمة التحرير, وربما يلجأ لحل السلطة الوطنية وبالتالي يتم إنهاء البرنامج السياسي القائم على قيام دولتين على حدود العام 1967 لصالح حل يقوم على إنشاء دولة واحدة وهي "إسرائيل" ثنائية القومية, والبديل الأخير هو أن يستمر عباس في رئاسته لمنظمة التحرير ويستمر في عملية المفاوضات باعتبار أن المنظمة هي المسئولة عن المفاوضات وليست السلطة.

من جهته أشار عوكل إلى أن خيارات عباس هي المقاومة السياسية بمعني الحديث عن دولة فلسطينية على حدود 1967 وطرحها على مجلس الأمن وحصولها على التصويت, موضحاً بأن "إسرائيل" ترفض هذا الطرح, والولايات المتحدة ستكون محرجة من رفع الفيتو على هذا الطرح, مستبعداً أن يتم إعلان حالة حرب من قبل السلطة والعودة إلى الكفاح المسلح.

وأما عن الفراغ السياسي الذي قد يحدثه خروج عباس من اللعبة السياسية الفلسطينية فقد أكد حبيب بأن خروجه سيؤدي إلى فراغ سياسي في حركة فتح وليس في السلطة, معتبراً بأنه هناك مشكلة كبيرة داخل فتح ستمنعها من إيجاد بديل باعتبارها عاجزة عن إنجاب القائد المسئول الذي يضمن الدعم من تيارت الحركة كافة, مشدداً على وجود فرق وأحزاب داخل فتح الأمر الذي يصعب اختيار رئيس جديد.

ويشدد عوكل على ضرورة إعادة صياغة الوضع الفلسطيني الداخلي وإتمام المصالحة الفلسطينية, بالإضافة إلى إعادة صياغة الوضع العربي, موضحاً بأنه من غير المتوقع أن يحدث فراغ سياسي إذا ما أصر عباس على موقفه, وذلك لأنه لم يستقل من منصبه وإنما هو يرفض الترشح لولاية ثانية في حال جرت الانتخابات, مستبعداً أن يتم إجراء الانتخابات بدون توافق فلسطيني (..), مضيفاً بأنه المسار القانوني موجود بمعنى أن لجنة الانتخابات المركزية تقوم بدورها وترفع تقريرها للرئيس بأنها عاجزة عن إجراء الانتخابات وهو ما قامت به بالفعل.

الانقسام يزيد الأزمة

وأوضح حبيب أن حالة الانقسام الداخلي يزيد من مشكلة عباس فمن المفترض أن رئيس المجلس التشريعي يقود السلطة لمدة 60 يوماً حتى إعلان الانتخابات إلا أن هذا الاقتراح غير واقعي الآن بسبب الخلافات الموجودة على الساحة الفلسطينية, حيث أن حماس ترفض الانتخابات دون مصالحة وتوافق, في حين تعتبر فتح بان رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك غير شرعي نتيجة لعدم بدأ الدورة الثانية من أعمال المجلس, وبالتالي فان الحل المثالي هو التوصل لاتفاق وبدون ذلك ستكون الخيارات صعبة.

وأضاف حبيب بأن المنظومة العربية لم تدعم الفلسطينيين كما يجب في السنوات الأخيرة على جميع الأصعدة, وهذا جزء من مشكلة عباس فالعرب يطالبونه بالبقاء, دون أن يقدموا له أي دعم, مشيراً إلى ضرورة أن يضغط العرب على الولايات المتحدة لتقوم الأخيرة بالضغط على "إسرائيل" خاصة فيما يتعلق بمسألة الاستيطان .

وأما عن ملف المصالحة فقد شدد حبيب على عدم وجود إرادة حقيقية من قبل الأطراف الفلسطينية لتحقيق المصالحة, فكل طرف له مصالحه الخاصة التي يسعى للمحافظة عليها، معتبراً بأن التبريرات التي يطلقها طرفا الانقسام الفلسطيني فتح وحماس هي مجرد تصريحات إعلامية لا أساس لها.

ويوافقه الرأي عوكل الذي شكك في نوايا الأطراف الفلسطينية في إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام, حتى لو تم التوقيع على الورقة المصرية من قبل جميع الأطراف, فإن مرحلة التنفيذ ستكون صعبة جداً.

 

اخبار ذات صلة