الرسالة نت - خاص
الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى..
خلال حياتنا في السجون الإسرائيلية وعيشي في نفس الغرفة مع الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب "أبو الحسن" وتعلمنا منه الكثير وكان دائما يسألنا بعد كل زيارة "كيف الأهل.. شو أخبار الوالد والوالدة؟ كيف صحتهما؟ إن شاء الله بخير"، وكما هي العادة بكل زيارة أقول له العائلة بخير والوالد يسلم عليكم، إلا أنني بهذه الزيارة قلت له ما أقوله كالعادة، ولكنني بعدها نظرت إلى شيخنا أبو الحسن نظرة صامتة وفيها طلب الحديث معه على انفراد، فهمها شيخنا الحبيب وقال لي بعد دقائق "أبو محمد ماذا سوف تقدم لنا في الجلسة السياسية؟" حيث كنت أعمل معه في اللجنة السياسية العامة، وعندما جلسنا جلستنا الاعتيادية اليومية قالن نعم ماذا تريد أن تقول، فقلت له ومثل العادة "أستاذ أبو الحسن.. معي بيان صغير الحجم صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام تعلن فيه مسؤوليتها عن خطف وقتل الجندي الإسرائيلي الذي سمعنا عنه بالإعلام"، عندها قال عبارته المشهورة "حماس تستطيع دائماً مفاجأة الجميع".
لقد قلت ما سبق لأنه مرتبط بمجموعة القدس القسامية الثالثة بقيادة الأخ الحبيب أيمن محمد أبو خليل "أبو حمزة" من مواليد عام 1972 من سكان بلدة بيت حنينا شمال القدس، وكان يدرس في كلية العلوم بجامعة بيرزيت.
* أعضاء المجموعة:
- عصام طلعت القضماني "أبو محمد" مواليد عام 1975، بلدة الرام.
- الأخ الشهيد راغب عابدين الذي أصيب خلال اشتباك مع الوحدات الخاصة في بلدة الرام يوم 12/7/1994 ويسكن في بلدة الرام.
- الأخ الشهيد طارق أبو عرفة، وهو الأخ الأصغر لأخينا وزير شؤون القدس السابق في حكومة حماس العاشرة خالد أبو عرفة، ولقد استشهد يوم 12/8/1994 بعد اشتباك مع الوحدات الخاصة الإسرائيلية، وهو من سكان حي رأس العامود شرق القدس.
- الأخ الشهيد حسن النتشة، من سكان حي رأس العامود شرق القدس، ولقد استشهد يوم اقتحام الوحدات الخاصة يوم 14/10/1994 المنزل عليه.
- الأخ الشهيد عبد الكريم بدر من سكان حي بيت حنينا وهو من مواليد 1972، وكان يدرس في كلية الأمة.
* عمليات المجموعة:
- استطاعت المجموعة هذه خطف جندي من الوحدات الخاصة الصهيونية "شام سيمالي" يوم 20/4/1994 من الأراضي المحتلة عام 1948، وركب الجندي سيارة كتائب القسام وهو لا يعلم أنه لن يعود إلى بيته أبدا وعندما استراح على مقعده داخل ما ظن أنها سيارة مستوطن يهودي، رفع عليه أبناء القسام أسلحتهم قائلين:" أنت الآن أسير لدى كتائب القسام- حماس، فلا تتحرك" فيتحرك الجندي فلا يسمع إلا صوت الرصاصات تعلن انتهاء عمره من هذه الدنيا.
وشارك في هذه العملية الأخ أيمن أبو خليل والشهيد راغب عابدين والشهيد طارق أبو عرفة، ولقد استطاعت المجموعة أخذ سلاحه وتم رمي جثته في أحراش قرية بيت حنينا، وخلال العملية أصيب الأخ أيمن في كتفه.
- العملية الثانية يوم 6/7/1994 وبعد عشرات المحاولات لأسر جنود إسرائيليين، وكما قال لي الأخ الحبيب عصام قضماني "كنا عندما نمر من أمام سجن عسقلان المركزي ونحن نعلم أنكم داخله ومحكوم عليكم بالمؤبدات نقول يا الله يا الله وفق كتائب القسام حتى تعز جندك ويخرج هؤلاء الأخوة".. وكانت محاولات القسام مستمرة، وكان التوفيق الثاني للمجموعة، حيث ركب جندي إسرائيلي في سيارة القسام وهو يعتقد أنه سوف يأخذ غفوة نوم قصيرة، فكانت آخر غفوة له حيث أنه عندما رأى مسدسات الكتائب على بعد سنتيمتر واحد من رأسه لم يستطع أخذ أنفاسه الأخيرة.. حتى أطلق عليه أسود القسام رصاصات الغفوة الأبدية.
وأسفرت العملية عن مقتل الجندي وأخذ سلاحه وإصابة الأخ أيمن للمرة الثانية في قدمه، وشارك فيها الأخ الشهيد طارق أبو عرفة، والأخ عصام القضماني والشهيد راغب عابدين والشهيد عبد الكريم بدر من خلفهم بسيارة أخرى، وتم رمي جثة الجندي في كفر عقب شمال القدس، وكان الهدف من وضع الجثة في أحراش بيت حنينا وكفر عقب هو وضع مؤقت، حين معالجة المصاب القسامي، ثم العودة لإخفاء الجندي من أجل التبادل.
- العملية الثالثة وكانت يوم الجمعة 12/8/1994 وكان التخطيط هو مهاجمة بيت "شارون" داخل البلدة القديمة في القدس، ولكن أثناء رحلة الذهاب إلى البلدة وقت صلاة الفجر أوقف حاجز شرطة إسرائيلي السيارة التي ركبها أبناء القسام، وعندما أمر شرطي الحاجز السيارة بالتوقف، فتح مجاهدو القسام أسلحتهم فخرجت رصاصات الموت وقتلت شرطياً وأصاب الآخر، وأسرعت سيارة الكتائب للانسحاب، وعندها خرجت رصاصات الشرطي المصاب نحو السيارة وأصيب الأخ عصام إصابة مباشرة برأسه، واستطاع راغب العودة مع المجموعة حيث أصيب أيضاً حسن والأخ عبد الكريم، وبدأت الملاحقة والمتابعة من المخابرات الإسرائيلية.
وتم اعتقال الأخ أيمن أبو خليل والأخ عصام قضماني حيث كان بين الحياة والموت في يوم 12/8/1994، وحكمت المحكمة عليهما بالمؤبدين لكل منهما في محكمة اللد العسكرية.
واستشهد راغب عابدين وطارق أبو عرفة يوم 12/8/1994، واستطاع حسن النتشة وعبد الكريم بدر الانسحاب والتواصل مع قيادة القسام، وتشكيل مجموعة جديدة، ولقد كان اتصال المجموعة مع قطاع غزة عبر الأخ صلاح جاد الله ومحمد الضيف.
ويعيش الأسير المقدسي أيمن أبو خليل في سجن نفحة الصحراوي وهو أخ نشيط وعضو في مجلس الشورى العام لأسرى حركة حماس.
ويعيش الأسير المقدسي "المصاب" عصام القضماني في سجن نفحة الصحراوي وهو من أنشط أبناء الحركة وعضو في مجلس الشورى العام لأسرى حماس.
وسوف نتكلم بإذن الله في الحلقة القادمة عن مجموعة القدس القسامية الرابعة بقيادة ابن القطاع الحبيب الشهيد صلاح جاد الله ومجموعة القدس القسامية.
نستودعكم الله
اللهم تقبل جهادنا وصبرنا ورباطنا