قائد الطوفان قائد الطوفان

من ملفات القضاء

اقتحم خلوتها لاغتصابها فعاد مقطّعاً

الرسالة نت – مها شهوان

في احدى ليالي الصيف الحارة قررت الاخوات الثلاثة النوم في باحة المنزل بدلا من غرفهن

التي تشبه "القبر الموحش" ، لم تمض ساعتان على نومهن حتى استيقظ الجميع على صراخ احداهن التي وجدت شابا غريبا بالقرب من فراشها يحاول التحرش بها، فقد تسلل الشاب من سور البيت المكشوف لإشباع غرائزه متناسيا تعاليم دينه .

صرخات الفتاة جعلت اخوانها الذين يسكنون الطوابق العلوية يهرعون ليروا ما حدث ، ليفاجئوا بوجود شاب بوضعية مخلة بالآداب .

واثناء اطلاع "الرسالة نت" على ملف القضية تبين أن المشهد اللاأخلاقي دفع الاخوة لضرب الشاب المعتدي بآلات حادة في اجزاء متفرقة من جسده حتى فارق الحياة، والغريب في المشهد أن اشقاء الفتاة لم يكتفوا بقتل الشاب بل اقتادوه لأرض خالية ونكلوا بجثته وبتروا اطرافه.

تحكيم شرعي

بعد ايام من الواقعة تمكنت المباحث العامة من الكشف عن الجريمة والقاء القبض على المتهمين واحالتهم للقضاء بعد اعترافهما بالجريمة، لتعقد لهم محكمة سرية باعتبار ان ما حدث يمس شرف عائلة بأكملها، واستدعت المحكمة بعض الشهود ومن بينهم الفتاة التي تحرش بها الشاب .

وبحسب التحقيقات التي اطلعت عليها "الرسالة نت" فإن اجابات الفتاة خلال مرحلة التحقيق كانت محدودة ومتكررة ، بينما اخوتها الشباب كانوا بحسب وصف المحققين في حالة ممزوجة بالغضب والحقد لما حدث لأختهم .

وحينما حان وقت اعلان الحكم في القضية صعد الأخوة لقفص الاتهام رافعين رؤوسهم غير مبالين بما فعلوه من جريمة قتل ، وفور دخولهم حدثت بلبلة من قبل  ذوي المقتول مطالبين بإعدام المتهمين.

طرق القاضي على منصته حتى يسكت الحضور ويستمع لوكيل النيابة الذي طالب بإيقاع اقصى العقوبات على المتهمين خاصة وان ما ارتكبوه يعد من الجرائم الخطيرة ، مبررا طلبه بعدم وجود مصالحة بين الاطراف.

وبعدما انتهى وكيل النيابة من مرافعته  تقدم محامي المتهمين بخطوات واثقة الى القضاة قائلا:" المجني عليه تسلل الى الدور الارضي من المنزل واقتحم خلوة الفتيات محاولا اغتصاب احداهن وهذا وحده كاف للإفراج عنهم ، لاسيما وأن قرار التحكيم الشرعي اعتبر الحادثة دفاعا عن الشرف ولا دية له"، مضيفا: الموضوع انتهى عرفا وعادة.

لحظات صمت خيمت على ارجاء القاعة قبل ان ينطق القاضي بإخلاء سبيل المتهمين مكتفيا بمدة توقيفهما البالغة خمسة سنوات.

خيوط الجريمة

رئيس محكمة بداية غزة القاضي اشرف فارس قال :"العقوبة المفترضة في تلك القضية الاعدام لكن باعث القتل كان الدفاع عن الشرف ما دعا القاضي لتخفيف الحكم.

ولفت إلى أن الحكم يكون مخففا في حال كان من يريد غسل عاره مستثار لحظتها ، لكن اذا كان المتهم خطط لعملية الخطف والقتل والتمثيل بالجثة يحتاج لتشديد بالعقوبة لكن لا تصل للإعدام في قضايا الشرف.

ونصح القاضي فارس الشباب الذين ينازعهم الشيطان ان يراعوا انفسهم وحرمات بيوت الاخرين لان في ذلك وصمة عار لهم ولعائلاتهم، داعيا اياهم الى وضع اشارة قف نصب اعينهم  كي لا يتسببوا في ازهاق روح .

من ناحيته اعتبر الاخصائي الاجتماعي د. وليد شبير ان الجريمة التي وقعت خطيرة على المجتمع لما لها من مردود نفسي واجتماعي على اسرتي الفتاة والمجني عليه ، مؤكدا ان الحادثة فردية ولا تشكل ظاهرة مجتمعية.

وعن الاسباب التي جعلت الشاب يقوم بذلك السلوك المنبوذ اجتماعيا ودينيا أرجعها الاخصائي إلى قلة الوازع الديني والخلل في منظومته القيمية.

وتساءل شبير كيف لشاب يقتحم منزل دون معرفة من داخله وتفاصيل المكان ، مطالبا بضرورة البحث في اسباب الجريمة لتتكشف خيوط كثيرة .

وفيما يتعلق بما فعله المتهمون بقتل الشاب والتمثيل بجثته اوضح شبير أن العصبية والعادات جعلتهم يأخذون بثأرهم ليغسلوا عارهم لكن كان من المفترض تسليم الشاب للشرطة ليأخذ عقابه عبر القضاء.

ودعا الشباب إلى الزواج لتحصين انفسهم ،وان لم يستطيعوا فعليهم الصوم والتقرب الى الله ليبتعدوا عن الرذيلة ويطبقوا ما قاله رسولنا الكريم " من استطاع منكم الباءة فليتزوج".

البث المباشر