غزة - الرسالة نت
في التاسع والعشرون من مايو للعام 2010، انطلق أسطول الحرية صوب شواطئ غزة, ضاربا بعرض الحائط كل التهديدات الإسرائيلية, حيث كانت نقطة الالتقاء قبالة شواطئ جنوب قبرص، قبل أن يتوجه إلى القطاع مباشرة, محملاً بعشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات، والمئات من الناشطين الساعين لكسر الحصار، الذي قد بلغ عامه الثالث آنذاك, تجرع فيه الغزيونَ معاناة لا يمكن التعبير عنها بالأرقام.
حينها بدد أسطول الحرية آمال دولة الاحتلال, وفاجئهم بهذا التحدي والإحراج الدولي التي أدخلتهم فيها قياداتهم الدموية, على الرغم من السيطرة على الأسطول من قبل القراصنة الإسرائيليين, والحيلولة دون وصوله إلى القطاع, إلا أن دماء الشهداء المدنيين قد وصلت رسالتهم لأبناء غزة المحاصرة, وأحدثت ما لم يحدثه العرب كافة.
ويتجدد الأمل هذه الأيام مرة أخرى، حيث يستعد أكثر من ألف ناشط وناشطة من جميع أنحاء العالم للإبحار نحو قطاع غزة الشهر القادم، في خمس عشر سفينة محملة بالأدوية والمعونات للقطاع المحاصر. خمس عشرة سفينة، ستكون مجهزة لحمل البضائع، كما ستحمل على متنها مئات المتضامنين، من ضمنهم صحافيون وسياسيون وعاملون في المجال الإنساني وفنانون ونشطاء حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن ينطلق الأسطول من موانئ أوروبية عدة ومن تركيا أيضا بعدما تأجل انطلاقها الذي كان مقررا الشهر الحالي لإحياء ذكرى "قافلة الحرية 1" التي تعرضت لهجوم من قوات كوماندوز إسرائيلية في عرض البحر قبالة غزة في الـ31 من مايو عام 2010.
ويتجاوز عدد المشاركين في الأسطول - بحسب المنظمين الأتراك- الـ 1000 شخص من 50 بلدا على متن 15 سفينة محملة بمساعدات إنسانية.ويترقب قطاع غزة على أحر من الجمر وصول الأسطول البحري، معبرين عن قلقهم البالغ من اعتراضه من قبل البحرية الصهيونية التي توعدت بقطع الطريق على المتضامنين ومنعهم من إيصال المساعدات إلى أهالي غزة.
وطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بضرورة التحرك الجدي لحماية الأسطول، وضرورة محاسبة مجرمي الاحتلال، والضغط الجدي لرفع الحصار الإسرائيلي الجائر عن قطاع غزة.
ويقابل القلق الفلسطيني إزاء مستقبل الأسطول البحري، تهديدات إسرائيلية على مدار الساعة تحذر من مغبة مخالفة الأوامر الصهيونية، حيث توعد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بالعمل بحزم ضد الأسطول والضرب بيد من حديد ضد الجهات المسؤولة عن تسييره.
وتوجهت الخارجية الإسرائيلية في الشهور الأخيرة إلى عدة حكومات، لا سيما في أوروبا، وطلبت منهم نشر تحذيرات لمواطنيها من التوجه إلى قطاع غزة عن طريق البحر، وهو ما فعلته بريطانيا وإيرلندا.
وعلى النقيض؛ حذر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، من مغبة الاعتداء على "أسطول الحرية 2"، وقال إن رسالة تحذيرية بهذا المعنى تم نقلها إلى السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي الذي استدعي في وقت سابق من الشهر الحالي إلى الخارجية التركية.
وتوقع أوغلوا قيام (إسرائيل) بتفادي تكرار وقوع حوادث مماثلة لحادث الاعتداء على قافلة الحرية في مايو العام الماضي، الذي كان السبب في تأزم العلاقات بين البلدين.
وعلى تلك الهيئة من التحذيرات وما يقابلها من آمال معقودة بوصول الأسطول البحري بأمان، يبقى المواطن الفلسطيني المحاصر يعد الليالي والأيام، ينتظر بشرى رسو السفينة على شواطئ قطاع غزة، وقد زالت الآثار السلبية للحصار الصهيوني إلى غير رجعة.