"القبة والعصا" هل تفشلها صواريخ المقاومة..؟

الرسالة نت - رائد أبو جراد

اذا ما سُئل المسؤولون الاسرائيليون، كيف يجب أن تعترض منظومة "العصا السحرية" -الموضوعة قيد التجريب خلال الفترة المقبلة- صواريخ مقاومة غزة، فان مزاعمهم ستتركز على التوازن العسكري والتقديرات الاستخبارية عن القدرة الصاروخية لحركة المقاومة الاسلامية "حماس".

وينتاب قادة جيش الاحتلال الاسرائيلي خوف يحذوه ترقب كبير من عدم نجاح منظومة جديدة صنعت خصيصاً لاعتراض القذائف الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة نحو جنوبي وشمالي الأراضي المحتلة عام 48.. فهل ينقلب سحر "العصا" على الساحر الإسرائيلي؟

خوف صهيوني من فشل "العصا السحرية" الوليدة لسابقتها "القبة الحديدية" التي فشلت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة مطلع نيسان/إبريل المنصرم في اعتراض عشرات القذائف التي أطلقتها مقاومة غزة.

وادعى الجيش الصهيوني أن "سحر العصا" استطاع خلال إحدى التجارب إسقاط صاروخ بشكل مهني، وعلق قائد عسكري إسرائيلي على ذلك بقوله "لقد حققت ما كنا نبتغيه بصورة ممتازة"، على حد زعمه.

وردت المقاومة الفلسطينية على قادة الكيان بالتوعد بفشل ذريع للعصا السحرية كالضعف الكبير الذي منيت بها سابقتها "القبة الحديدية" نيسان الماضي.

ويرى أبو مجاهد الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية في تصريح لـ"الرسالة نت" أنه في كل مرة سينقلب سحر المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية على جيش الاحتلال وتطويراته الزائفة، بحسب تعبيره.

ويستبعد الناطق العسكري وجود أي منظومة تعترض الصواريخ الفلسطينية تجدي أمام براعة ونجاعة أسلوب المقاومة في التعامل مع التفوق العسكري الإسرائيلي المتواصل.

ويضيف أبو مجاهد "في السابق لم تنجح القبة الحديدية رغم التهويل الإعلامي الكبير لها من قبل الكيان حول قدراتها الفائقة".

وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الدوائر المشرفة على الصناعات العسكرية تبذل جهوداً مكثفة وتسرع من وتيرة أبحاثها وتجاربها لابتكار مضاد قادر على التعامل مع صواريخ القسام محلية الصنع التي يطلقها النشطاء الفلسطينيون من القطاع.

وبحسب بعض التقارير فإن تطوير منظومة خاصة مضادة لصواريخ القسام قد تصل تكلفتها إلى 250 مليون دولار، وأيضا تكلفة إسقاط صاروخ قسام واحد قد تصل إلى 100 ألف دولار

جهود مضنية

ويرجح متابعون للشأن الإسرائيلي أن المنظومتان العسكريتان اللتان نشرتهما "إسرائيل" مؤخراً تمثلان جزء من الجهود المضنية التي تبذلها مؤسسة الصناعة العسكرية بالكيان ووزارة الحرب الإسرائيلية لمحاولة التصدي للصواريخ قصيرة المدى المنطلقة من غزة نحو الأراضي المحتلة عام 48.

وتقدر الأواسط العسكرية الإسرائيلية أن تُعتمد المنظومة الجديدة بشكل فعلي نهاية 2012 القادم، حيث ستساهم العصا السحرية في ردع صواريخ المُقاومة، وبخاصة صواريخ الكاتيوشا التي يمتلكها حزب الله اللبناني والغراد التي تمتلكها حماس والجهاد بغزة.

ويشير عدنان أبو عامر الباحث في الشئون الصهيونية إلى أن مسألة نشر منظومة العصا السحرية غير مرتبطة بتفاؤل أو تشاؤم أو ترقب وارتياح بقدر ارتباطها بتجارب ميدانية لاعتراض القذائف الصاروخية، على حد تعبيره.

ويتابع أبو عامر في حديثه لـ"الرسالة نت" :"الاحتلال في حالة سباق مع الزمن لمحاولة استعادة حالة الردع في اعتراض الصواريخ المنطلقة من جنوب لبنان أو تلك المتساقطة على جنوب إسرائيل من غزة".

والتجارب التي أجريت على المنظومة الساحرة الجديدة - بحسب المصادر الصهيونية العسكرية – تعد واحدة من عدة منظومات حاكت مشهداً واقعيًا لسقوط صواريخ قسام من قطاع غزة، حيث نجحت باعتراض الصواريخ.

ولم تُفلح المنظومات العسكرية الصهيونية المختلفة على مدار العقد الماضي متمثلة في "القبة الحديدية" وغيرها إلا في اعتراض 8 صواريخ غراد من بين آلاف القذائف الصاروخية المندفعة من أرض غزة نحو مغتصبات الكيان، وذلك حسب المزاعم الصهيونية.

البث المباشر