الرسالة نت - وكالات
أكد أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أن الموعد الذي سترى فيه الحكومة الفلسطينية المرتقبة سيكون قبل نهاية الشهر الجاري، موضحاً انه لم يتم الاتفاق بين فتح وحماس حتى الان على موعد عقد لقاء بينهما لبحث تنفيذ اتفاق المصالحة.
واستبعد مقبول في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني الى ما بعد شهر ايلول القادم الذي تعتزم قيادة السلطة فيه التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967.
وبشأن وجود تيار في قيادة السلطة يدفع باتجاه تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني- اذا ما واصلت حماس رفضها تولي الدكتور سلام فياض رئاسة الحكومة الى ما بعد ايلول القادم، واذا ما اتخذ قرار بشأن تأجيل تشكيل الحكومة قال مقبول: ’هذا كلام غير صحيح’ .
وعلمت ’القدس العربي’ من مصادر فلسطينية مطلعة بان هناك تيارا داخل قيادة السلطة يدفع باتجاه تأجيل تشكيل الحكومة الى ما بعد ايلول اذا ما اصرت حماس على استبعاد فياض عن رئاسة الحكومة وذلك خلافا لرغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتولي رئيس الوزراء المستقيل رئاسة الحكومة لما يتمتع به من قبول في المجتمع الدولي وحتى يواصل خطته لبناء مؤسسات الدولة التي شرع بتنفيذها منذ حوالى عام ونصف.
واوضحت المصادر بان تيار تأجيل تشكيل الحكومة الى ما بعد ايلول يبرر موقفه بان عدم تشكيل الحكومة سيربك العديد من الاطراف ويمنعها من اتخاذ موقف سلبي منها قبل محطة ايلول.
واشارت المصادر الى ان ذلك التيار يطالب بمواصلة تنفيذ بنود اتفاق المصالحة مثل اغلاق ملف المعتقلين السياسيين والتصالح الاجتماعي وغيرها من القضايا الا ان تشكيل الحكومة يتم تأجيله.
ومن ناحيته عقب مقبول على تلك المساعي الفلسطينية لتأجيل تشكيل الحكومة بالقول : ’هذا غير صحيح’، مضيفا ’ هذا كله يصبح بالتوافق اذا هناك تفكير بالتأجيل’، ومتابعا ’اذا حدث تفكير بالتأجيل، ولا اعتقد ذلك سيكون بالتوافق بين فتح وحماس’.
واشار مقبول الى ان تأجيل تشكيل الحكومة الفلسطينية الى ما بعد ايلول سيقود الى تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وقال ’لان تأجيل الحكومة يعني تأجيل التشريعي. لانه اتفقت فتح وحماس على ان التشريعي ولجنة منظمة التحرير وكل هذا يبدأ تطبيقه بعد تشكيل الحكومة، وبالتالي اذا كان تشكيل الحكومة يتأجل لشهر ايلول فهذا يعني بان كل بنود الاتفاق ستتأجل، وهذا بالتالي لا اعتقد ان يتم’.
وتابع مقبول قائلا ’ لا اعتقد ان هناك من يفكر بتأجيل تشكيل الحكومة الى ما بعد ايلول، وهذه فكرة غير مطروحة للنقاش اصلا’.
وفي ظل ما علمته ’القدس العربي’ بان هناك تيارا داخل قيادة السلطة يدفع باتجاه تأجيل تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة الى ما بعد ايلول وابقاء الوضع الفلسطيني على ما هو عليه في حال اصرار حماس على رفض تولي فياض رئاسة الحكومة القادمة اوضح مقبول بان اسم فياض لم يطرح بشكل جدي لرئاسة الحكومة حتى ترفضه حماس على حد قوله.
وتابع مقبول ’لم يطرح موضوع الاسماء بشكل جدي ونهائي حتى نعرف الاسماء المرشحة حقيقة’، مضيفا ’لذلك لا نستطيع ان نقول بان حماس رفضت الدكتور سلام فياض’.
وعن الموعد المرتقب لتشكيل الحكومة الفلسطينية- اذا لم ينجح توجه تأجيل تشكيل الحكومة الى ما بعد ايلول- قال مقبول ’تشكيل الحكومة سيكون خلال الفترة القادمة، ويجري التشاور الان بين فتح وحماس، وفتح وبقية فصائل العمل الوطني حول آلية تسمية الاسماء والتوافق عليها’.
وحول الموعد الذي سترى فيه الحكومة الفلسطينية المرتقبة النور قال مقبول :’اعتقد قبل نهاية الشهر’، منوها الى انه لم يتم الاتفاق بين فتح وحماس لغاية الان على موعد عقد لقاء بينهما لبحث تنفيذ اتفاق المصالحة.
واضاف مقبول ’لم نتفق على موعد لغاية الان، لكن ممكن الاسبوع القادم وبعد عودة الرئيس محمود عباس من جولته الخارجية ان يتم الاتفاق على موعد لعقد لقاء جديد’، مرجحا ان يكون في القاهرة.
وبشأن الاسباب التي حالت دون تحديد موعد جديد لغاية الان لعقد لقاء بين فتح وحماس لمواصلة بحث تنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل الحكومة اشار مقبول الى ان اعلان ثمانية فصائل فلسطينية مؤخرا رفضها المشاركة في المشاورات لتشكيل الحكومة واتهام فتح وحماس بالمحاصصة هو ما أجل عقد لقاء جديد بين الحركتين لمواصلة البحث في تنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل الحكومة.
واوضح مقبول بان ذلك الموقف لفصائل منظمة التحرير هو السبب في تأخير عقد اجتماع اخر بين فتح وحماس لبحث تنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل الحكومة، وقال : ’بيان الفصائل الثمانية حول مسألة تشكيل الحكومة وطلبهم المشاركة في التشكيل، هو الذي ادى لهذا التأخير. وحاليا يعالج الموضوع، وهناك دراسة لكيفية المعالجة، وذلك خوفا من اتهام فتح وحماس بالمحاصصة والتفرد، ولذلك يجري الان معالجة الموضوع مع بقية الفصائل ودورهم في تشكيل الحكومة، وهذا هو سبب التأخير’.
وحول هوية الجهة الفلسطينية التي تقوم بمعالجة رفض ثمانية فصائل فلسطينية المشاركة في تشكيل الحكومة قال مقبول ’فتح بالدرجة الاولى باعتبار ان هذه الفصائل هي فصائل منظمة التحرير. معظمهم عتبانين على فتح’.
واضاف ’تجري الان معالجة الموضوع حتى يكون لتلك الفصائل مشاركة في تشكيل الحكومة’.
هذا واشار مقبول الى ان اتفاق المصالحة بين فتح وحماس بدأ تنفيذه، وذلك في اشارة الى تشكيل لجان للتنفيذ، وخاصة التي تتولى ملف الاعتقال السياسي، منوها الى انه تم اطلاق سراح بعض المعتقلين سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة، وقال ’بدأت عمليات اطلاق السراح لعدد من المعتقلين والموضوع جار، وهذا الموضوع يجري تنفيذه’، مشيرا الى ان كل المعتقلين السياسيين هم بضع عشرات، وقال ’كلهم شي 70 او 80 واحد في الضفة و 70 او 80 واحد في غزة’.
واضاف قائلا ’هذا الملف تجري معالجته بالتوافق والاتفاق بين فتح وحماس وبدراسة الملفات وهناك اتفاق بينهم على التفاصيل’.
وفي ظل سعي تيار في قيادة السلطة لتأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني الى ما بعد ايلول خوفا من رفض بعض الاطراف الدولية التعامل مع تلك الحكومة او مقاطعتها أعربت حركة حماس عن معارضتها لرهان قيادة السلطة على التوجه إلى الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل لطلب عضوية كاملة لـ’دولة فلسطين’ على الحدود المحتلة عام 1967.