النقب – الرسالة نت
أكد رئيس المجلس الإقليمي للقرى التي لا يعترف بها الاحتلال في النقب إبراهيم الوقيلي أن الفلسطينيين هناك أثبتوا فشل حكومة نتنياهو المتطرفة عبر التصدي لمشاريع التهويد التي تحيكها لهم.
وقال الوقيلي في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" إن سلطات الاحتلال هدمت منذ عام 2006 ما يقارب 780 منزلاً للفلسطينيين في قرى النقب المحتل عام 1948 التي لا تعترف بها، موضحاً أنها تتعمد رفض إصدار تراخيص بناء لأكثر من 58 ألف مبنى بهدف هدمها مستقبلاً وسرقة الأراضي المقامة عليها.
وأوضح الوقيلي أن عدة مخططات تهويدية ينفذها الاحتلال في النقب من أجل إقامة المستوطنات مكان المنازل الفلسطينية ومعسكرات الجيش الصهيوني، لافتاً إلى أن الخطة التي كشفت عنها وسائل الإعلام العبرية قبل أيام تُطبق فعلياً وليست جديدة على أهالي النقب، حيث تهدف إلى ترحيل أكثر من 30 ألف فلسطيني منهم خارج منازلهم وأراضيهم.
وأضاف:" هذه المخططات ليست غريبة علينا وإنما نعلمها جيداً، ومنذ اللحظة الأولى للهدم نكون على علم بأن الأمر لا يتوقف على إزالة منزل هنا أو حظيرة هناك بل الخطة تستهدف ترحيلنا كلنا، وأكثر من 30 ألف فلسطيني مهددون بالترحيل، تقريبا كل الأهالي مهددون وهذا ما نؤكده دائما".
ولكنه أكد على أن الفلسطينيين هناك استطاعوا إفشال كافة المخططات التهويدية عبر إعادة بناء منازلهم، لافتاً إلى أن الاحتلال يهدم في العام الواحد 250 منزلاً ولكن الفلسطينيين يبنون ألفين، حيث يتجمع الأهالي بعد هدم المنزل ويعيدون بناءه وبناء عدة منازل بجانبه.
وسائل أخرى
وبين الوقيلي أن وسائل أخرى تتبعها أذرع حكومة الاحتلال بحق أهالي النقب من أجل ترحيلهم من أرضهم لا تقتصر على هدم المنازل فقط.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تتبع نهج الترحيل بوسائل شتى أبرزها قطع الخدمات عن أهالي النقب المحتل وإهمال قراهم وبلداتهم وعدم الاهتمام بها، فمثلا يمنع على الفلسطيني شراء صنبور مياه أو شق طريق لمنزله، كما أن الشوارع غير معبدة ويحتاج التنقل من قرية إلى أخرى لعدة ساعات، في حين أن الخدمات الطبية معدومة.
وتابع:" الخدمات شبه معدومة عن قرى النقب وهذا الأمر متعمد من قبل حكومة نتنياهو، فمثلاً أظهرت الإحصائيات أن عدد الوفيات بين الأطفال العرب أكبر بأربعة أضعاف عن نظرائهم من أطفال اليهود بسبب قلة الخدمات والإهمال المتعمد بحقهم".
وفي السياق ذاته قال الوقيلي إن سلطات الاحتلال تتعمد تحويل أراضي الفلسطينيين في النقب إلى معسكرات لتدريب الجيش من أجل ترهيب الأهالي وإجبارهم على الرحيل منها، حيث سجلت حالات وفاة بالعشرات لأطفال وشبان بسبب انفجار مخلفات الجيش الصهيوني في أجسادهم، بينما ينهش السرطان أجسادهم بسبب وجود المفاعل النووي "ديمونا" قريبا منهم.
وشدد الوقيلي على ضرورة دعم صمود أهالي النقب في مواجهة كل المخططات الصهيونية، مؤكدا على أنهم يقومون بالتصدي بإمكانياتهم المتواضعة كبناء المنازل المهدومة واللجوء للمجتمع الدولي والوزارات الخارجية ومؤسسات حماية المواطن المستهدف دائما على أرضه.