الرسالة نت - عبد الحميد حمدونة
انتصفت الشمس في سماء معبر رفح الحدودي وتكدست حافلات المسافرين الغزيين أمام البوابة التي أوصدها المصريون بصورة فجائية صباح اليوم السبت؛ لتذكرهم بالكابوس المزعج الذي أوشك أن يكون قد ولى منذ بداية الأسبوع الماضي حين الإعلان عن الآلية الجديدة.
وقد وصل عدد الحافلات على قائمة الانتظار للسفر اليوم إلى عشرة، أما الجانب المصري فلم يدل بأي تعقيبٍ على ما حدث سوى حجة وجود بعض الترميمات للبوابة ولشعار الميناء البري.
ومنذ عصر أمس الجمعة بدأ الجانب المصري بنصب ألواح وأخشابٍ على بوابة معبر رفح بداعي الترميم لها وللشعار المنصوب أعلاها: "ميناء رفح البري"؛ وهو الأمر الذي أدى لإغلاق المعبر وإعاقة العمل فيه.
اقتحموا البوابة
الشرطة الفلسطينية لم تتسرع في إجراء اتصالاتها مع المسؤولين المصريين؛ على أساس أن ما يجري هي أعمال ترميم تنتهي في ساعات الصباح الأولى لكن العمل بقي مستمرا حتى عصر اليوم، وهذا ما أفاد به العقيد أيوب أبو شعر مدير شرطة معبر رفح الحدودي، وذلك بعد تلقيه إشارات من عناصر الشرطة العاملين على المعبر بوجود ألواح خشبية ودهانات على بوابة المعبر من الجانب المصري.
وأضاف أبو شعر في حديث متلفز: "كان الواجب على الجانب المصري إبلاغنا قبل فترة بوجود أي عمل على المعبر أو إغلاقه؛ حتى يجري التنسيق مع المسافرين بصورة أفضل"، مطالبا بإرجاع سير العمل على المعبر كما كان في أول أيام فتحه ليتسنى للفلسطينيين السفر بكل أريحية.
تلك التعقيبات المصرية لم تجدِ نفعا مع المسافرين الغزيين الذين ترجلوا من حافلاتهم واقتحموا البوابة الحديدية لمعبر رفح الحدودي قبل أن تتدخل قوات الأمن المصرية وأخرى تابعة للشرطة الفلسطينية في غزة؛ من أجل استعادة الهدوء وإقناع المقتحمين بالتراجع.
وقال مراسل "الرسالة نت" جنوبي القطاع: "إن المحتجين الغاضبين هاجموا البوابة بعدما فوجئوا بإغلاق المعبر دون سابق إنذار، وذلك للمرة الأولى منذ قرار مصر سبت الأسبوع الماضي بفتح المعبر بصورة دائمة يوميا عدا الجمعة".
وأضاف مراسلنا أن المسافرين الفلسطينيين رددوا هتافات تقول: "الشعب يريد إنهاء الحصار"، و"واحد اثنين شباب.. الثورة فين"، مؤكدا أن المعبر لم يجر إعادة فتحه فعليا حتى عصر اليوم، وأن إغلاق البوابة الرئيسة جعلت الفلسطينيين يعبرون فرادى دون الدخول بسيارات مما أوجد حالة من التكدس.
وفي السياق نفسه أشار العقيد أبو شعر إلى أن عشر حافلات تقل ما يزيد عن 300 راكبا انتظرت ساعات لعبور الحدود عند رفح؛ "مما دفع بعض المتظاهرين للجوء إلى فتح البوابة عنوة".
ضغوط..
وناشد مدير شرطة المعبر القيادة المصرية بإعادة فتح معبر رفح الحدودي وفق الآلية التي استمر عليها فتح المعبر لأسبوعين والتي أثلجت قلوب الغزيين.
وكانت السلطات المصرية قررت السبت الماضي فتح معبر رفح وإدخال سلسلة تسهيلات على حركة السفر فيه، لكن الحكومة الفلسطينية اشتكت منتصف الأسبوع من "التراجع" عن التسهيلات المعلنة ووجود مصاعب في آليات السفر.
ومن جانبه أكد حاتم عويضة -مدير هيئة المعابر والحدود- أن السلطات المصرية ما زالت تغلق المعبر دون إبداء الأسباب, مشيرًا لدخول بعض العائدين من الجانب المصري باتجاه غزة سيرًا على الأقدام.
وقال عويضة في تصريحات سابقة لـ"الرسالة نت": "من الجانب الفلسطيني ما زال المعبر مفتوحا, لكن من الجانب المصري بقي مغلقا".
ويبقى تساؤل أهالي القطاع قائما خصوصا مع عدم وجود تأكيدات بفتح المعبر غدا: هل يعاد فتح المعبر كما اتفق أمام المواطنين؟، أم أن الضغوط على الجانب المصري ستتوالى وترجع الأيام الخوالي لسابق عهدها؟.