قائمة الموقع

متابعة تعليم الأبناء .. المسئولية مشتركة على الزوجين

2009-11-17T14:59:00+02:00

غزة / ديانا طبيل    

جرت العادة لسنوات طويلة أن تقوم الأم وحدها بمهمة تربية الأبناء بالإضافة إلى متابعة دروسهم اليومية في البيت ، بينما يوفر الأب متطلبات الحياة ، بيد أن ذلك الأمر لم يطل لاسيما وان المرأة أصبحت مطالبة كذلك في توفير احتياجات الحياة جنباً الى جنب الرجل, وأصبح التنازع على الواجبات أحد أهم مشاكل الأسر الحديثة, فعلى من تقع مسئولية متابعة الواجبات المدرسية مع الأبناء؟ وهل المرأة مطالبة بمتابعة الدروس وحدها ؟.

أرفض وبشدة

أم براء السيد " 34 عاما " أم لثلاث أطفال في مراحل تعليمية مختلفة تقول لـ " الرسالة ": مسئولية متابعة الدروس المدرسية مع أبنائي تلقى بالدرجة الأولى على عاتقي رغم ارتباطي بمسئوليات المنزل والعمل الحكومي ، والسبب ليس إهمالا من زوجي ، وإنما لغيابه طويلاً في ساعات العمل، مشيرة إلى أنه يتابع أولاده بالسؤال عن أحوالهم الدراسية عبر زيارة دورية للمدرسة ومن خلال تفقد دفاترهم بشكل أسبوعي  وأوراق الاختبارات الشهرية.

ولا تجد أم البراء أية مشكلة في إلقاء هذه المهمة عليها دون أية مشاركة من الزوج معتبرة أن الأم هي محور الحياة في العائلة وبالتالي هذه المكانة لا بد أن تواجهها بعض من المسئولية الضخمة المتعلقة بكافة التفاصيل الخاصة بالأولاد .

في حين ترفض وفاء الحلو " 39 عاما" أن تلقى مسئولية تدريس الأبناء ومساعدتهم في تحضير واجباتهم اليومية على عاتقها وحدها , وتقول : هم أبناؤه كما هم ابنائى ، و كما هو يعمل قرابة السبع ساعات خارج المنزل فأنا أعمل سبعة ساعات خارج المنزل وسبعة ساعات داخله ، لذا وبدون نقاش أرفض وبشدة تحمل مسئولية أخرى .

وتضيف الحلو: كثيرا ما يبدى زوجي تذمرا من هذه المسئولية خاصة وان لنا ثلاثة أبناء أكبرهم الآن في المرحلة الثانوية وتدريسهم بحاجة إلى متابعة " وطولة بال " فيطلب منى مساعدته فأساعده على مضض وسرعان ما أعلن فشلي في هذه المهمة فيعود هو لتدريسهم .

بينما تقول ناهد شعبان " 37 عاما " أن مسئولية تدريس الأبناء مسئولية مشتركة لابد أن يتقاسمها الأب والأم دون اى نزاع كل حسب ما يجيد وحسب تخصصه، مضيفة: أنا أدرس أبنائي اللغة الانجليزية والعربية والتربية الإسلامية بينما أترك مادة الرياضيات والعلوم لزوجي.

وبينت شعبان أن صعوبة المناهج الدراسية هذه الأيام تفرض علينا أن نتابع أبنائنا طيلة العام حتى نستطيع أن نجنى نهاية العام محصولاً جيدا من الخبرات .

عمل خالص للمرأة

ويخالفها الرأي عبد الرؤوف أبو دية " 35 عاما" والذي يعتبر أن تدريس الأبناء هو عمل خالص للمرأة ,كيف لا والعائلة والمنزل هم مؤسستها التي لابد أن تتابع فيها كافة التفاصيل ، وأضاف أبو دية: عند قرار الزواج وضعت بعين الاعتبار الارتباط بزوجة جامعية غير عاملة حتى ترعى الأبناء رعاية كاملة و أهم مسئولياتها متابعتهم دراسياً .

ويتابع: المرحلة الوحيدة التي أقبل فيها التدخل هي عند العقاب أو المكافأة أو الإشراف فعند عودتي للمنزل أسأل زوجتي متعمداً أمام أبنائي هل كتب الأولاد واجباتهم ؟ لأشعرهم بالمسئولية فمن المعروف أن الرجل أكثر حزمًا وقوة في قوله وفعله، لذا يخاف منه الأبناء، ويحسبون له ألف حساب، عكس الأم التي لا يعيرون لكلامها اهتمامًا أو رهبة.

ظلم جسيم

في هذا السياق تقول الأخصائية الاجتماعية والتربوية رندا عوض أن تغيب الزوج عن متابعة أبنائه عادة سيئة يتبعها أغلب الرجال في مجتمعنا الفلسطيني ، فهم يعتبرون مسؤولية الأبناء منذ الحمل وحتى بعد زواجهم مسؤولية الأم وحدها، فيحملونها مسؤولية التربية والتعليم ومتابعة الدراسة، وتحمل مشاكل المراهقة والصراعات النفسية دون اى شكل من التعاون ، مما يجعلها دائماً المسؤولة الأولى والأخيرة عن أي خلل في هذا النظام.

وترى الأخصائية الاجتماعية أن هذا الوضع المثقل بالمهام والمسئوليات ظلمًا جسيمًا يقع على عاتق المرأة ، لأن الأبناء هم مسؤولية مشتركة بين الأب والأم كل بما يستطيع تحمله، فعلى سبيل المثال متابعة الأبناء في المدرسة يجب أن تكون مسؤولية الأب، لأن شخصيته أقوى في نظر أبنائه، ويخافون منه فيكون سلوكهم قويمًا في الدراسة، بينما نجد أن المرأة أكثر ملاءمة للرجل بمسؤوليتها بالاعتناء بالتغذية السليمة والنظام الصحي للأبناء ، مؤكدة على ضرورة تواجد الآباء في عملية متابعة التحصيل العلمي للأولاد بعد المدرسة لما له من دور مؤثر وفعال، حيث يخلق هذا التواجد لديهم شعورًا بالالتزام و المسئولية .

وأشارت عوض إلى أن لغياب الأب تأثيرًا سلبيًا خاصة على الذكور، وبصفة خاصة عندما تكون الأم ضعيفة، ولا تستطيع السيطرة عليهم، وهنا تحتاج إلى أب يكون معها قدوة للأبناء.

وتستطرد قائلة: على الأب والأم أن يتعاونا معًا في مذاكرة الأبناء، وذلك وفقًا لخلفية كل واحد منهما العلمية, ومن الصعب أن نتخيل أن كل الأمهات متعلمات بالقدر الذي يمكنهن من متابعة المناهج الدراسية المختلفة لأبنائهن خاصة إذا كانوا في مراحل دراسية مختلفة، وهنا تبرز أهمية مشاركة الأب الذي يسد النقص أو يغطي الجوانب التي تعجز عن تغطيتها الأم.

 

اخبار ذات صلة