الرسالة نت - وكالات
عند دخولك الـ "فيس بوك".. انتبه لمن يحاول الاتصال بك، وتذكر أنك لو كنت شخصًا في عمل وطني أو ثائرًا من ثوار التحرير أو ناشطًا سياسيا أو حتى تعمل في وظيفة مرموقة أن الموساد معك علي «فيس بوك».
صحيفة «روزاليوسف» المصرية اقتحمت موقع الموساد بجرأة لتكشفه وتنقل لنا المخاطر التي يمكن أن تواجهنا عليه، وفي أول صفحة تجد شعارهم مكتوبا وهو (إنه بالخداع وحده تصنع لنفسك حربا)، وبجانب كلمة ادخل للموقع تجد سهم (الموساد ـ المخابرات الإسرائيلية) وفي خانة المعلومات تجد بالعبرية وصف الموقع، ويقولون فيه: "الموقع مخصص لضباط المخابرات الإسرائيلية ولضباط الأمن الداخلي ولعملاء إسرائيل بالعالم ممن يعملون بصمت ليل نهار لصالح دولة إسرائيل ويستحقون الثناء عليهم والتحاور معهم عن عملياتهم السرية في قتل الإرهابيين، والموقع مخصص كذلك لوحدة كيدون المتخصصة في قتل واغتيال أعداء إسرائيل بالعالم.. إذا كنتم عملاء لإسرائيل انضموا للموقع وألقوا عليهم التحية وقدموا لهم الشكر علي ما يقومون به".
وعلي الجانب نجد ضابط الموساد الذي يدير الموقع وقد أطلق علي نفسه اسم "موتي" وهو اسم شائع في (إسرائيل) نضغط لنتعرف عليه فنجد له صورة غريبة وهو يدخن ويجلس في صورة لا تظهر إلا نصف وجهه وأمامه صورة جيفارا، ثم نجد صورا لضباط الموساد ربما تكون صورا رمزية وغير حقيقية، وتحت خانة الأعضاء المؤسسين نجد الرقم (21 ضابطًا) وهو ما يجعلنا نرجح أنهم جنود الوحدة «كيدون» التي كانت تخطط لتأجيج الأوضاع في مصر بعد ثورة 25 يناير.
والموقع ذكر أنه يوجد عليه جنود من الوحدة، ثم نجد منهم ستة أعضاء وقد وضعوا صورا لهم وتحت كل صورة اسم نعتقد أنه ليس الاسم الحقيقي لكننا سنتعامل مع الأسماء كما هي من الشمال لليمين: (ناثانئيل ـ دانييلا ـ ميخائيل ـ رفائيل ـ راي ذ ياتوم).
أما عدد العملاء من دول العالم لديهم فبالفحص الدقيق وباستخدام وسائل ربما لا تكون متوافرة للشخص العادي نجدهم 3121 منهم 192 «عميلاً» من دول عربية قد سجلوا أسماءهم الحركية في الصفحات الخاصة بأعضاء الموقع رقم 22 و 23، ونحن ننشرها في الصور بالكامل وأبرزها سخافة عميل سجل اسمه تحت لقب (ائتلاف ثورة النضال السلمي) وآخر سجل نفسه باسم (إبراهيم زقزاق ائتلاف ثورة إبريل المصرية) وهي إشارة واضحة علي اهتمام هذا العميل بالتحديد بثورة يناير المصرية، وربما تشير التسمية لكود خطة تدور في مصر غير أننا لا نملك غير البيانات التي أكدت أن ذلك العميل يحاور المئات من شباب ثورة التحرير علي فيس بوك دون أن يعلم أي منهم هويته الحقيقية.
ولا نريد أن نتهم بالتحليل الخاطئ فالقصة من النوع الصادم، ومن خلال الأسماء أمكننا أن نتعرف علي مدي تمكنهم من اللغة العربية لأنهم يكتبون الشعر العربي في تعليقاتهم.
أما أجهزة المخابرات العربية فترصد الموقع علي مدار الساعة، وينقلون التعليمات المشفرة عليه كما قالت النشرة الأمنية في (إسرائيل) عدد 27 مايو الماضي، ومن الأسماء يمكننا أن نتعرف علي جنسياتهم بشكل أو بآخر، فمنهم من ينتمي لدول شمال إفريقيا ومنهم من ينتمي لدول الخليج العربي بكل أسمائها، ومنهم من ينتمي لدول إفريقية تتكلم العربية بل ومنهم الإيرانيين أيضا.
غير أن اللافت كان في وجود أسماء تركيبتها عربية، لكننا نشك أن أصحابها حتى لو كانت مجرد كنية هم من بين العرب؛ بسبب تركيبات بعض الأسماء الغريبة التي تنم عن أن منتحلها ليس عربيًا في الأساس.
ونبحث أكثر فنجد أن عدد العملاء من الجنسية الهندية 119 والعملاء من الصين وكوريا 207 بينما كان هناك 13 عميلاً إسرائيلي الجنسية بينما وجدنا 200 عميل روسي الجنسية وعشرة عملاء من اليونان والباقي معظمهم من تركيا والدول الأوروبية وأمريكا.
إذن يمكننا من ذلك التحقيق أن نضع حقيقة واقعة بأنهم في الموساد لديهم عملاء يتحدثون العربية بطلاقة وينتمون تقريبا لكل الجنسيات العربية ولو سلمنا جدلا بأنهم ينتمون ولو بنسبة 50% لدول عربية بالفعل إذًا يمكننا أن نخرج بحقيقة تواجدهم ليس فقط في مصر وحدها ولكنهم ينشطون في الدول العربية كلها تقريبا، وعندما يكون الموقع بهذا الوضوح فربما يمكن أن نصدق معلوماته ولو اختلقنا علي دوافع نشر الأسماء حني ولو كانت كنيات وأسماء حركية.
أما حالة نشاط الموقع فقد رصدناه وتأكدنا من أنه نشط علي مدي 24 ساعة يوميا ويرد علي العضو في أي ساعة، بمعني أنه بالفعل موقع تواصل ضباط الموساد بعملائهم علي الطبيعة، ومن خلال ما ينشر يمكن أن تراقب ماذا يفعلون، وفي بعض الفقرات تجد كلامًا لا يفهم وكأنه شيفرة خاصة بهم يحركون بها عمليات معينة علي الأرض ومن خلال البحث وراء الشخصية المنتحلة اسم «إئتلاف ثورة إبريل المصرية» نجد أن ذلك العميل قد نجح بمفرده في جذب قائمة جانبية من الأعضاء نجد فيها 100 شاب وفتاة من مصر هذه المرة وعلي ما يبدو أنهم من شباب الثورة يتحاورون مع هذا الشخص المنتحل الاسم المصري وكأنه منهم ولا يعلمون مع الأسف أنهم يتحاورون مع عميل من عملاء الموساد وهو يحدثهم باللغة العربية ويتفاعل معهم بكل جدية (ووطنية)، والحقيقة أن الشاب العادي أو الفتاة العادية من شباب الثورة بغض النظر عن انتماء لا يمكنهم التعرف علي الشخص الآخر عبر جهاز الكمبيوتر لأن ما قمنا به بصراحة تطلب مجهود خبراء تحليل بيانات ومعلومات وخبراء في أمان الشبكة علي أعلي مستوي.
ففي عدد مجلة «التكنولوجيا الإسرائيلية» الصادر يوم 11 مايو 2011 وبالتزامن يومها مع ما نشر في الولايات المتحدة الأمريكية كشفت المجلة عن معلومات سربتها شركة (سايمانتيك) الأمريكية المختصة ببرامج مكافحات الفيروسات واختراقات الكمبيوتر بالعالم تفيد بأن المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي كانا علي شبكة (فيس بوك) لحظة بلحظة خلال الفترة من أكتوبر 2010 إلي 25 يناير 2011 وأنهما حصلا علي كل معلومات المشاركين من مصر ودول أخري وحللا البيانات وتعرفا علي الشخصيات الحقيقية وراء ما كان يكتب أيامها.
والمعلومات تلك لا تقصد الإساءة للثورة لكنها تحذير من أن تبتعدوا عن التعامل مع أي شخص لا تعرفونه ولا تثقوا بمن يدعي الوطنية الزائفة فتسارعوا بإضافته، فقد شاهدتم الآن كيف أن عميلاً بالموساد نجح في تكوين أعضاء علي صفحته عددهم 100 عضو.
ونذهب للعميل الثاني في الموساد الذي انتحل اسم «ائتلاف ثورة النضال السلمي» ومع أننا لم نتمكن من معرفة أي ائتلاف هذا أو ما جنسيته فهل هو تونسي أم ليبي أم يمني أم سوري.. لكننا بحثنا وراء من نجح هذا العميل في ضمه كعضو صديق علي صفحته الداخلية وبذات طريقة الكشف والفحص نجد أنه قد جمع لنفسه عدد 97 عضوا غير أن الغريب في ذلك العميل الإسرائيلي أنه يجمع أصدقاء صفحته من الفتيات من دول عربية خليجية وتونس ودول شمال إفريقيا وقد وجدنا معظم المسجلين لديه كلهم من الفتيات.
الجدير بالذكر أننا وجدنا الموقع قد جذب عملاء من «سي آي إيه» فراحوا يتحاورون مع عملاء الموساد في جلسات حوار مثيرة للتساؤلات فتجدهم يتحدثون وكأنهم يعانون من نفس أعراض الاضطهاد من دول العالم كما تروج (إسرائيل)، وتجدهم أيضًا يتبادلون المعلومات عن كل شيء بداية من ثوار ميدان التحرير ومعلومات الموساد عنهم نهاية بالتدريبات العسكرية إلي أسماء المغنين وعارضات الأزياء.
وتجد فتيات الموساد ينجذبن أكثر لفتيات "سي آي إيه" ويتحدثن معهم والعلاقات وحتي المطبخ وتستغرب عندما ينتقل الحوار من المطبخ لحوار عن كيفية أداء حركة قتالية تؤدي للموت الفوري وهو حوار يدور بين فتاتين في الأصل غير أن المتغير هنا أن إحداهما من الموساد والأخرى من «سي آي إيه».
وتجد عميلاً في «سي آي إيه» يطلب من آخر بالموساد أن يمده بعنوان أحد شباب ثورة 25 يناير حتى يتواصل معه فيرسل إليه عميل الموساد قائمة كاملة من ثوار التحرير علي فيس بوك من بين تلك التي نجح في تضليل أصحابها وجذبهم كأصدقاء علي صفحته، ولا تلبث إلا أن تشعر بأنك غريب عن هذا المكان وتتعجب من عقليات تلك النوعية من البشر فكل السطور تقطر دماء فتارة يهنئون بعضهم علي عمليات قتل يدعون أنها أجهزت علي فدائيين وتارة تجدهم يهنئون بعضهم علي عمليات لم تصل بعد للصحف العالمية أو المحلية حتى في (إسرائيل).