غزة- خاص الرسالة نت
لم يدر في خلد موظفي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، أن الموظف (ي. ش)، هو اللص الذي يقف خلف عدة عمليات سرقة داخل أروقة الوزارة قيدت ضد مجهول.
استغل "فراش" وزارة الأوقاف قرب المسافة بين مبنى وزارته وبنك بريد الشجاعية شرق غزة، للتخطيط إلى جريمة سطو تمكنه من التهام أكبر قدر من المال.
استخدم "الفراش" تكتيكاً عالي المستوى، حيث غير اتجاه إنارة الكشافات الخارجية الموجودة أعلى الوزارة من الأسفل إلى أعلى، حتى لا يتمكن أحد من رؤيته.
وبتدبير محكم مد "الفراش" كابل كهربائي من مبنى الوزارة إلى البريد، لاستخدامه في عملية قص حديد الحماية الخارجية للمبنى، والطرفة هنا أن من كان يلحظ الكابل كان يظن أنه سقط سهواً من مبنى الوزارة المجاور للبريد.
مساء الثامن من مايو الماضي اعد "الفراش" ذو العشرين عاماً نفسه متسلحا بأدواته الحادة (الجلخ، شاكوش ثقيل، سلم خشبي) ليتسلل إلى "البريد" من خلال إحدى نوافذه عبث بمحتوياته محاولا الوصول إلى خزنة النقود الرئيسية.
لحسن الحظ أن البابين المؤديين إلى الخزنة من الحديد الصلب، وهو ما لم يمكن اللص من فتح الحزنة التي كانت تحتوي على 250 ألف دولار أمريكي ونحو 15 ألف دينار اردني وأكثر من 50 ألف شيكل، حسب إفادة أمين صندوق البريد.
على أثر جريمة السطو شرعت الشرطة في البحث والتحري عن الجناة والسماع لأقوال الشهود في محيط مسرح الجريمة، وتدوين أقوالهم، الامر الذي قاد إلى الاشتباه بـ الموظف(ي. ش).
المباحث استدعت على الفور (ي. ش) والتحقيق معه على الواقعة، لكنه سرعان ما ادلى باعترافه بالأمر، كاشفا عن استغلاله مكان عمله للتخطيط إلى جريمة السطو التي نفذها برفقة شريكه (ج .د).
هذه الجريمة التي حقق فيها جهاز المباحث العامة في غزة، قادت للكشف عن اللص الذي "دوخ" وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لفترة طويلة، ألا وهو "فراش" الوزارة (ي. ش).
وداخل غرفة التحقيق أقر "الفراش" بسرقة مبلغ 5000 دينار أردني أثناء موسم الحج الماضي، وذلك أثناء جمعه الكاسات الفارغة من مكاتب الوزارة، وقال: "عندما وجدت باب مكتب المالية مفتوحاً دخلت مسرعاً، وفتحت الخزنة فوجدت بها مبالغ مالية كبيرة، لكني سرقت رزمة واحدة من النقود، تفاجأت بعد عدها أنها خمسة آلاف دولار".
استغل اللص المبلغ الذي سرقه من داخل الوزارة لعمل بعض الاصلاحات في منزله، وشراء دراجتين ناريتين، والانفاق على نفسه وافراد اسرته، ذلك حسبما ورد في ملف التحقيق.
المتهم (ي. ش) اعترف ايضا انه استغل ايفاده من قبل أحد الموظفين لجلب "التمر" من داخل مكتب وزير الأوقاف، مما دعاه لفتح خزانة داخل المكتب وسرقة جهاز "لاب توب" الذي بداخلها، وقام ببيعه بمبلغ 350 دولار.
لم يقفل ملف التحقيق عند هذا الحد من الاعترافات، إذ ادلى (ي. ش) باعتراف جديد يفيد بسرقته كمية من "لمبات" الانارة وتقدر بـ270 "لمبة"، اثناء نقله اللمبات من المقر الرئيسي للوزارة إلى آخر تابع لها، من داخل باص الوزارة، وقام ببيع المسروقات كافة بمبلغ 600 شيكل.
وبناء على ما سبق أحيل "الفراش" (ي. ش) إلى مفتش تحقيق الشرطة لاستكمال باقي الاجراءات القانونية اللازمة بحقه.
والمتهم موظف على بند البطالة ويتقاضى راتباً بقيمة 750 شيكلا، ويقتطع منه 170 شيكلا كمستحقات لتسديد فاتورة الكهرباء، ويزعم أن ما يتبقى من راتبه لا يكفيه لتغطية احتياجاته واسرته.
وحتى إن كان الراتب غير كاف لتلبية الاحتياجات اليومية الخاصة بالمتهم، فإن هذا لا يعني بحال من الاحوال الإقدام على جريمة السرقة.