الرسالة نت - وكالات
مر "الطيب أردوغان" بمراحل مختلفة منذ نشأته حتى بات رئيساً للوزراء في تركيا , ففي عام 1954 ولد أردوغان في أفقر أحياء مدينة اسطنبول التركية لأسرة من أصول قوقازية فقيرة، وتلقى تعليمه الابتدائي في نفس الحي، وظهر عليه ملامح التدين منذ نعومة أظفاره , ما جعل المدرسون يطلقون عليه "الشيخ رجب" لمواقف متعددة.
كان أردوغان يخرج بعد المدرسة ليبيع البطيخ والسمسم حتى يُعيل أسرته الفقيرة , ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة "الإمام خطيب" الدينية حتى تخرج من الثانوية بتفوق، والتحق بعدها بكلية الاقتصاد في جامعة مرمره، وبالرغم من اهتماماته المبكرة بالسياسة إلا أن كرة القدم كانت تجري في دمه أيضاً، ومارس هذه الهواية ضمن فرق تركية مختلفة.
أظهر معاداته للعلمانية منذ انضمامه للجيش، حيث طُلب منه حلق شاربه كونه يخالف القوانين العلمانية لكنه رفض.
بدأ اهتمامه السياسي منذ العام 1969 وهو يبلغ من العمر 15 عاماً ، إلا أن بدايته الفعلية كانت من خلال قيادته الجناح الشبابي المحلي لحزب "الخلاص الوطني" الذي أسسه "نجم الدين أربكان" ثم أغلقت الأحزاب في تركيا عام 1980 جراء انقلاب عسكري.
بعد عودة الحياة الحزبية انضم أردوغان إلى حزب الرفاه عام 1984 كرئيس لفرع الحزب الجديد ببلدة "بايوغلو" مسقط رأسه وهي أحدى البلدات الفقيرة في الجزء الأوربي من اسطنبول، وما لبث أن سطع نجمه في الحزب حتى أصبح رئيس فرع الحزب في اسطنبول عام 1985 وبعدها بعام أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب.
ترأس أردوغان بلدية اسطنبول وأخرجها من أزمة اقتصادية وديون بلغت المليار دولار وجعلها تنمو وتسجل معدلات نمو قوية بفضل ذكائه ونظافة يده.
وقال في خطاب خلال تقلده زمام المسؤولية عن البلدية :"لا يمكن أبدا أن تكونَ علمانياً ومسلماً في آنٍ واحد، إنهم دائما يحذرون ويقولون إن العلمانية في خطر وأنا أقول نعم إنها في خطر إذا أرادتْ هذه الأمة معاداة العلمانية فلن يستطيع أحدٌ منعها.. إن أمة الإسلام تنتظر بزوغ الأمة التركية الإسلامية.. وسيتحقق ذاك".
وبثت قناة الجزيرة الفضائية فيلما وثائقيا عن حياة "أردوغان" أظهر صوراً له وهو يلقي خطاباً أمام جمع من المؤيدين قال فيه أبياتاً من ديوان الشاعر التركي الإسلامي، وجاء فيها: "مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس، يحرس ديننا".
وعليه أصدرت محكمة تركية قرارً بسجنه 4 أشهر وعند وصوله السجن قال لمن رافقه :"سأقضي وقتي خلال هذه الشهور في دراسة المشاريع التي توصل بلدي إلى أعوام الألفية الثالثة التي ستكون إن شاء الله أعواماً جميلة، سأعمل بجد داخل السجن وأنتم اعملوا خارجه كل ما تستطيعون".
بعد خروجه من السجن حلت المحكمة الدستورية عام 1999 حزب الفضيلة الذي نشأ بديلاً عن حزب الرفاه فانقسم الحزب إلى قسمين، قسم المحافظين وقسم الشباب المجددين بقيادة "أردوغان" و"عبد الله جول" وأسسوا حزب التنمية والعدالة عام 2001.
خاض الحزب الانتخابات التشريعية عام 2002 وفاز بـ 363 نائباً مشكّلاً بذلك أغلبية ساحقة ومحيلاً أحزاباً عريقة إلى المعاش.
منذ ان بدأ الحصار على غزة وبدأت جرائم "إسرائيل" تزداد يوماً بعد يوم بدأ أردوغان يعبر عن استيائه من الأحداث التي تدور في القطاع وخصصت تركيا مساعدات طبية ومالية ومنحا تعليمية لسكان غزة.
وأظهر "أردوغان" عدائه "لإسرائيل" من خلال الصراخ في وجه الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيرز في مؤتمر دافوس عام 2009 وترك الجلسة تعبيراً عن غضبة من الأحداث في غزة.
وبعد أحداث سفينة مرمرة التي استشهد فيها تسعة أتراك برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في مياه البحر المتوسط حينما كانوا متوجهين إلى غزة لكسر الحصار ضمن أسطول الحرية علق رئيس الوزراء التركي المناورات المشتركة بين "إسرائيل" وبلاده وطالب باعتذار للشعب التركي عن الجريمة.
والجدير ذكره؛ أن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان فاز للمرة الثالثة على التوالي في الانتخابات البرلمانية التركية التر جرت يوم الأحد الماضي بأكثر من 50% من أصوات الناخبين الأتراك.