الوسطى - صلاح أبو شمالة
عاش الحاج أبو إسماعيل وزوجته سنوات من الحزن والبؤس وقضيا اوقاتاً في انتظار ولدهما المفقود، مات الاب والام قبل أن يكحلا عينيهما برؤية ابنهما الذي اختفت آثاره بعد حرب الـ67، ليفجر الابن المفقود "شعبان أحمد عبد الهادي" قنبلة بعد 40 عاماً عندما ابلغ أهله عبر الصليب الأحمر أنه حي يرزق ووحيد في "دير بصلة " في لبنان.
فُقد في الستينات
الحاج عبد الرؤوف عبد الهادي، شقيق شعبان الأصغر يصف نبأ معرفة مكان أخيه بـ"المستحيل". وقال :" انضم اخي إلى جيش الثورة "الشقيري" في الستينات، وخلال حرب 67 حاصرته قوات الاحتلال الصهيوني في منطقة "المنطار" لمدة ستة شهور، ثم استطاعت القبض عليه ونفته إلى مصر".
ويضيف "بعد ترحيله لمصر سافر إلى الأردن، ولبنان، وسوريا، وبعد عامين انقطعت أخباره بالكامل"، مشيراً إلى أن والديه فارقا الحياة وكانت دعوة أمه " يا رب أريد ملامسة وجهه وتقبيله قبل رحيلي" .
وينوه إلى أن اخاه من مواليد 1947م من قرية كوكبة، هاجر منها وعمره سنة واحدة، وعندما فقدناه كان عمري 12عاما، أي لا أتذكر وجهه جيداً".
"الرسالة نت" حاولت مع العائلة البحث عن صورة لأخيه شعبان لكن بلا جدوي.
وعن كيفية معرفة العائلة بوجود شعبان في لبنان، يقول أبو ياسر :" في بداية العام الحالي جاء وفد من الصليب الأحمر وسألوا عن اسم والدي كاملاً ثم أخبروني أن لي أخا مفقودا منذ أربعين عاما، حي يرزق في دير بصلة في لبنان، وأعطونا رقم هاتفه لنتواصل معه".
وتابع:" اخبرت إخواني في السعودية ، وقطر بأن شعبان حي يرزق في لبنان... وبعد شهر من زيارة الصليب اتصل بنا شعبان والبكاء يملأ كلامه ...، مبيناً أن أخاه تجاهل بعض الأسئلة عن حياته وكأن هناك شيئا يخيفه".
مناشدة
وبحسب عبد الهادي فان شعبان "لا يملك أوراقا ثبوتية تمكنه من العودة لغزة، لذا أصدرنا له جواز سفر دولي، لكن السلطات اللبنانية رفضت التعامل مع هذا الجواز ولم تسمح له بمغادرة أراضيها".
ويقلب ابو ياسر كفيّه واصفاً حياة اخيه بأنها صعبة جداً، حيث تركته زوجته اللبنانية قبل ثلاثين عاماً بعد أن علمت ألا أهل له وأنه يبحث عن وسيلة اتصال بهم.
وفي نفس السياق، ناشدت عائلة شعبان، المجتمع الدولي والجهات العربية المسؤولة ومنظمة التحرير وحقوق الإنسان بالعمل على عودته إلى مسقط رأسه في معسكر دير البلح للاجئين.
وقالت :" صحيح أننا عرفنا مكانه وتواصلنا معه عبر الهاتف، لكنه كبير السن ويعيش وحيدا ، ودائماً يقول لنا ارجعوني لوطني فوضعي صعب جداً ، اريد أن أعيش بقية حياتي في بيتي القديم".
وتضيف :" نطالب وسائل الاعلام بنشر قضيته والعمل على حمايته وارجاعه إلينا سالما".
الجدير ذكره أن الفلسطينيين فقدوا الكثير من أبنائهم إما في سجون الاحتلال أو السجون العربية، وكلهم سُجلوا تحت عنوان "المفقودين".