غزة-لميس الهمص-الرسالة نت
رغم ما يشاع إعلاميا بأن حركتي فتح وحماس اتفقتا على تشكيل الحكومة الثلاثاء المقبل ،إلا أن مصادر أكدت أن الاتفاق على موضوع الحكومة لازال يراوح مكانه ، ولذلك تقرر تأجيل الجلسة للأسبوع القادم.
محللون أكدوا أن المصالحة تتعرض لضغوط كبيرة ومطبات في طريقها، معتبرين أن لقاء الثلاثاء القادم حاسم لتحديد اتجاه المصالحة.
ومن خلال المتابعة اليومية لسيل التصريحات الفلسطينية حول اقتراب موعد الإعلان عن تشكيل الحكومة، فيمكن القول بأن هذه التصريحات أفقدت المصالحة بريقها ، وولدت القناعة لدى كثيرين بأن المصالحة تتعرض للإجهاض.
تفاؤل حذر
المحلل السياسي حسن عبدو ذكر أن هناك تفاؤلا حذرا في قضية المصالحة ، مبينا أن ما تم الاتفاق عليه بتحديد موعد يحسم الخلاف بلقاء الرئيس عباس وخالد مشعل يعد ايجابيا .
وأكد أن الشكوك لازالت تساور المحللين اتجاه مستقبلها ومدى المقدرة على الانتقال للمرحلة الانتقالية ، مشيرا إلى أن الضغوط الدولية تؤثر في قرارات القيادة السياسية في تشكيل الحكومة والشراكة مع حركة حماس.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مؤمن بسيسو أن المصالحة تتعرض لمشكلات حقيقية في موضوع تشكيل الحكومة خصوصا في التوافق على اسم رئيسها، مشيرا إلى أن جهات تصر على طرح اسم سلام فياض باعتباره المنقذ ولا بديل له وذلك بهدف إفشال المصالحة.
واعتبر أن اجتماع الثلاثاء القادم حاسم ويعد الفرصة الأخيرة أمام المصالحة وإلا ستؤجل لإشعار آخر ، مؤكدا أنها إذا فشلت خلال الجولة المقبلة ستؤدي لتعليق المصالحة إلى ما بعد سبتمبر المقبل.
التسوية أهم
ويذكر مراقبون أن الإطار القيادي لم يجتمع حتى اليوم لتحقيق الهدف الذي جاء من أجله، مبينين أن الخلاف المستمر طوال الشهر الماضي، بين الحركتين على تسمية رئيس وزراء الحكومة التوافقية قد ساهم في عدم اجتماع الإطار القيادي المؤقت.
وأكدوا أن هناك أسبابًا أخرى تحول دون اجتماع الإطار القيادي أهمها: عدم رغبة الرئيس عباس في إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك لمنع حركتي" حماس" و"الجهاد الإسلامي" من الدخول للمنظمة وإعادة التوازن المفقود إليها، وهي التي ظلت حتى يومنا هذا الغطاء الذي يستخدمه الرئيس في تمرير قراراته السياسية.
من جهته أكد بسيسو وجود صعوبات تواجه جميع الملفات خاصة ملف الإطار القيادي ، قائلا: إذا كان ملف الحكومة استغرق كل هذه المدة فكيف بملفات أكثر تعقيدا وصعوبة.
ويعتقد بسيسو أن الرئيس محمود عباس في ضائقة حقيقية كون الخيار الأساسي لديه هو التسوية، والمصالحة أداة من أدواتها وسبب في تعزيز شروطها ، مبينا أن ابو مازن إذا شعر أن المصالحة تعزز التسوية فيستمر بها أما إذا وقفت في طريقه فلن يستطيع المضي بها .
ويرى أن فرص الفشل والنجاح متساوية خلال الفترة الحالية ولا يمكن ترجيح أحدها على الآخر .
بينما يرى عبدو أن الحكومة من الممكن أن ترى النور إذا قرر أبو مازن عدم الذهاب للأمم المتحدة ، منوها إلى أنه يربط القضيتين عكسيا لأن الرئيس عندها سيكون بمعزل عن المؤثرات الخارجية.
ويعتقد أن الشكوك حول المصالحة يولدها تأجيل تشكيل الإطار القيادي حتى اللحظة والذي لا يصعب تنفيذه كونه متفق عليه ولا داعي لتأجيله.
ويرجح مراقبون أن الضغوط الأمريكية و(الإسرائيلية) الأخيرة وتحديدًا التلويح المستمر بورقة المساعدات المالية لخزينة السلطة قد آتت أكلها.