قائمة الموقع

أسواق الماشية في غزة ..حركة خجولة عشية الاضحى

2009-11-19T07:55:00+02:00

رفح-هادي إبراهيم

ربما يكون الفلسطيني عبد المعطي قد استقبل مئات رؤوس العجول والماعز خلال الأسابيع من قناة التهريب التي يمتلكها بين قطاع غزة ومصر بهدف إمداد القطاع بالثروة الحيوانية عشية عيد الأضحى المبارك.ويحرص عبد المعطي الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط على تجويع تلك الحيوانات خلال نقلها عبر النفق خشية حدوث انهيارات نتيجة "هيجان" أو تبولها.

ويعاني أهالي القطاع من نقص في الثروة الحيوانية بفعل سياسة الحصار المتبعة من قبل الدولة العبرية منذ صيف العام 2007. 

وتتدفق عدة أنواع من العجول والأبقار والماعز من مصر إلى قطاع غزة عبر الأنفاق على مدار العام لكن عشية عيد الأضحى تتزايد أعدادها بشكل كبير.   

وقال التاجر عبد السلام أبو جزر: "تصلنا خراف سودانية وليبية ومصرية وهذا شيء جيد لكن أسعارها مرتفعة جداً".

وينهمك التاجر أبو جزر الذي تحدث لـ"الرسالة" من سوق رفح المركزي في إقناع زبون له بجودة أحد الأنواع من الخراف لاستخدامها في الأضحية قبل أن يضطر إلى القبول بتخفيض ثمنها بنسبة 15 في المائة من أجل إتمام البيع.

ويبلغ سعر الخروف القادم عبر الأنفاق من ألف إلى ألف وخمسمائة شيقل بحسب ما قال التاجر أبو جزر الذي كان يعصب رأسه بكوفية حمراء وينفث سجارة. 

وتشهد أسواق ومزارع بيع المواشي والخراف في قطاع غزة حركة تجارية خجولة وحالة من الركود نتيجة لندرة المعروض وتدني الطلب.

ويمارس أبو جزر مهنة تجارة المواشي منذ عقدين لكن هذا الموسم هو الأسوأ بالنسبة له ولأقرانه نتيجة ضعف الإقبال على شراء الأضاحي جراء ارتفاع ثمنها من جهة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان القطاع.

ويقول عدد من التجار إنه لا جديد في عيد الأضحى سوى استمرار ضعف الاحتفال الشعبي وندرة الحركة التجارية في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وظروف الحصار وإغلاق المعابر.

وسمحت سلطات الاحتلال بإدخال عدة آلاف من العجول إلى قطاع غزة بعد اتصالات مع السلطة الفلسطينية بمناسبة عيد الأضحى. لكن أكثر من نصف هذه الكمية ذهبت للاستهلاك المحلي بحسب إفادات مسئولي وزارة الزراعة.

وتضاف هذه الكمية إلى آلاف الأنواع من الماشية لاسيما الخراف التي جرى تهريبها من مصر وتشهد هذه الأيام كثافة في كميتها مع اقتراب العيد.

وعاد وليد أبو حسن من سوق رفح المركزي عائدا مع أبنائه دون الحصول على الأضحية جراء عجزه عن توفير ثمنها.

وقال أبو حسن بنبرة حزينة لـ"الرسالة": "ما ذنب هؤلاء الأطفال (..) لماذا الأسعار ملتهبة إلى هذا الحد".

ويأتي عيد الأضحى هذا العام بعد سلسلة مواسم أرهقت كاهل الأسر الفلسطينية في قطاع غزة الذي يقطنه 1.5 مليون نسمة، جراء الحصار المشدد الذي تفرضه الدولة العبرية.

وأدى هذا الحصار إلى تفاقم قياسي لمعدلات الفقر والبطالة لسكان هذا الشريط الساحلي.

وتقدم مؤسسات خيرية محلية تتلقى دعما من جهات عربية وإسلامية اللحوم للأسر الفقيرة في غزة خلال هذا العيد.

ويعيش نحو 80 في المئة من سكان غزة على المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة البطالة في القطاع إلى 65 في المئة، حسب إحصاءات رسمية صدرت خلال العام الجاري.

ويقول محمد الأغا وزير الزراعة الفلسطينية: "إن ما أدخلته (إسرائيل) وما جرى تهريبه عبر الأنفاق لا يكفي حاجة السكان".

واتهم الأغا سلطات الاحتلال بأنها لا تصدر إلى القطاع ما يحتاجه من ماشية وأبقار خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وأوضح في تصريحات صحفية "أن قطاع غزة يحتاج من الأضاحي خلال عيد الأضحى سنوياً أكثر من (15 ألف) رأس من العجول و(20 ألف) رأس من الأغنام، عدا عن بقية العام يحتاج إلى (4000) رأس شهرياً.

وطالب الأغا مصر "الشقيقة" السماح باستيراد الأضاحي عن طريق معبر رفح البري، معتبراً أن ذلك يعفي المحاصرين في قطاع غزة من "الابتزاز الإسرائيلي" والإغلاق المتكرر للمعابر.

ولا تعتبر الأضاحي في ظل نقصها وغلاء أسعارها علامة وحيدة في غزة على ضعف مظاهر استقبال العيد في ظل حالة الركود المستمرة لأسواق القطاع.

وقال عبد المعطي الذي رفض تصوير الماشية وهي خارجة من نفقه: "طالما المعبر مغلق سنوفر لأهالي القطاع كل شيء من خلال الأنفاق".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00