قائمة الموقع

عيّاش :الصيّاد الفلسطيني يصارع الاحتلال من أجل البقاء

2011-06-18T10:49:00+03:00

دير البلح-محمد بلّور-الرسالة نت

تتيه نظرات نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين وسط مئات الشكاوى المقدمة والتي تناثرت على مكتبه.

لا يتعدى المشهد عبثه بالشكاوى وتصنيفها حسب الأهمية بينما يخترق صوت الأمواج فضاء مكتبه معلنا عن ارتباطها به بشكل تام.

ويعاني الصيادون البالغ عددهم 4 آلاف من عدوان الاحتلال المستمر الذي اختطف معه أرواح 10 منهم وأصاب واعتقل العشرات.

وتقدر الخسائر المادية من قبيل تدمير القوارب والشباك وبقية التجهيزات بـ20 مليون$ منذ انطلاق الانتفاضة ومليون و750 ألف$ في الحرب على غزة.

ولا يسمح الاحتلال للصيادين بالصيد في مسافة تزيد عم 3 ميل بحري خلافا للاتفاقات الموقعة والتي منحت الصياد الحق في الوصول لـ20 ميل.

معاناة مستمرة

ولازالت معاناة الصيادين في قطاع غزة مستمرة بسبب عدوان الاحتلال والحصار المتواصل.

وأكد نزار عياش نقيب الصيادين أن حالتهم مأساوية وأن زوارق الاحتلال تطاردهم في مسافة تقل عن 3 أميال بحرية.

وأضاف للرسالة نت: "قبل شهور فقط قتل الاحتلال اثنين بينما اطلاق النار واحتجاز القوارب وسرقة الشباك يوميا في المسافة المسموحة لهم" .

ويبلغ طول ساحل قطاع غزة 45 كم مقسمة لعدة مناطق أولها المنطقة الصفراء m"" مع الحدود المصرية ويمنع الصياد من الاقتراب لمسافة 2 ميل ونصف من داخل الأراضي الفلسطينية.

وأشار عياش أن المنطقة "k" تقع شمال القطاع وكانت ميل واحد رفعها الاحتلال إلى 3 ميل يمنع الصياد من الاقتراب شمالا من شاطئ الأرض المحتلة.

وتابع :"تعد المنطقة "l" هي الثالثة ويسمح بالعمل فيها 20 ميل للغرب حسب الاتفاقيات الموقعة لكن الاحتلال قلّصها إلى 12 ثم 8 ووصلت مؤخرا بعد الحرب علي غزة إلى 3 ميل فقط" .

عدوان متواصل

وتتلون معاناة الصيادين في بحر غزة أمام عدوان البحرية "الإسرائيلية" التي تصارعهم وهم يحاولون كسب قوتهم.

يمسك عيّاش بشكوى مكتوبة رفعها له أحد الصيادين عن مهاجمة زورق "إسرائيلى" لقاربه وضخ المياه فوق محركه وتمزيق شباكه.

وتوثق نقابة الصيادين عادة هذه الشكوى لتزود بها المؤسسات الحكومية والإنسانية حتى ترى عدوان الاحتلال وتحاول مساعدة الصيادين.

وقال عيّاش إن تلك الشكوى مقدمة في 10 يونيو الحالي وقد سرق فيها الاحتلال شباك أحد الصيادين وهاجم قاربه.

وأضاف :"جلبت بحرية الاحتلال زوارق خاصة تقوم بضخ المياه علي محركات قوارب الصيادين حتى تعطبها".

وتتسبب قوة المياه المتدفقة من زورق الاحتلال بإصابات مباشرة في أجساد الصيادين جرحت أحدهم مؤخرا في ظهره جرحا غائرا.

وأوضح أن الاحتلال لم يترك مساحة للصيادين كي يمارسوا فيها الصيد وأن الأحوال منذ نهاية الحرب تزداد سوء بحق أفقر طبقات المجتمع-الصيادين.

وحمّل عيّاش المؤسسات الدولية والإنسانية مسئولية ترك الاحتلال ليمارس الظلم والقهر بحق الصياد الفلسطيني.

وتابع  :"البحر هو المنفذ الوحيد وبحرية الاحتلال تلاحقهم بذرائع أمنية كاذبة فهم لا يشكلون خطر وأحيانا يلاحقوهم مقابل شاطئ مصر ولديهم أجهزة وأقمار صناعية متطورة لمراقبة البحر".

صراع البقاء

ويصارع الصياد الفلسطيني في مسافة 3 ميل من أجل البقاء وكل ما يملكه هو قارب وشباك ومعدات بدائية.

وذكر عيّاش أشهر قصص المعاناة التي وقعت للصيادين ما بين 2009-2010 ما حدث مع الصياد رجب الهسي الذي صعد زورق "إسرائيلى" بوزن 100 طن فوق قاربه ودمر ثلثه ما اضطر الصيادين للهرب منه.

أما القصة الشهيرة الثانية فوقعت مع الصياد عمر الهبيل الذي قصف الاحتلال قاربه ما أدى لاحتراقه داخل البحر.

وتابع: "بترت ذراع الصياد سامي القوقا بعد إصابته بصاروخ أطلقه زوق "إسرائيلى" بينما دمر زورق آخر قارب الصياد يوسف أبو عودة داخل البحر" .

وأشار عيّاش أن معظم الأسماك التي اصطادها الصيادون مؤخرا هي من نوع "بذور الأسماك" وأن الأسماك الأكبر حجما قليلة جدا.

وأضاف: "مسجل لدينا 4 آلاف صياد بقوارب مختلفة ولدى بعضهم عمال ويتكبدون تكاليف وقود وشباك ويتعرضون للقتل والاعتقال أو الإصابة".

ويضطر الصياد في ظل البطالة المرتفعة أن يخوض عباب البحر للبحث عن رزقه ما يعرضه كثيرا لعدوان الاحتلال الذي يجرّ قواربهم لميناء "اسدود" المحتلة ويسرق شباكهم.

عن معاناة الصيادين تابع عياش: "سرعة زوارق الاحتلال عالية فتلاحقهم وتمسك بهم وتجبر الصيادين على نزع ملابسهم في البرد أو الحرارة ثم تعتقلهم وتنقلهم إلى ميناء "اسدود" حيث تحقق معهم المخابرات ثم يطلقونهم.

وكانت زوارق الاحتلال قد أغلقت بحر غزة بشكل كامل طوال الحرب وقصفت حجرات الصيادين مقابل شاطئ رفح وحرقت كامل معداتهم.

وشكر نقيب الصادين الفلسطينيين المؤسسات الداعمة للصيادين وعلى رأسها وكالة الغوث والمؤسسة النرويجية و"undp" و"ميرسيكور" ووزارة الزراعة والبنك الإسلامي للتنمية.

وقال إن تلك المؤسسات تقدم معدات وتجهيزات ومراكب وتوفر فرص عمل مؤقتة للصيادين كجزء من تعويضهم عن معاناتهم مطالبا بمواصلة مساعدة الصيادين.

المياه المصرية

وبرزت مؤخرا ظاهرة الوصول للمياه المصرية من شاطئ رفح للصيد أو جلب أسماك للتجارة.

وقال عيّاش إن الصيادين كانوا يصلوا للمياه المصرية قبل احتلال القطاع سنة 67 ويتعرضوا للخطر وأنهم عادوا الآن لمحاولة كسب رزقهم من المياه المصرية مضطرين.

وتلقى نقيب الصيادين قبل أيام تعليمات من الشرطة البحرية تؤكد على منعها الصيادين للوصول إلى المياه المصرية.

ويتعرض الصيادون لرصاص بحرية الاحتلال وأحيانا البحرية المصرية إذا ما رصدتهم وهم يدخلون للحدود.

وأشار عياش أن بعض المؤسسات حاولت إنشاء مزارع سمكية في مياه عذبة لكن ثقافة الشعب الفلسطيني لازالت تفضل أسماك المياه المالحة.

ويعيش الصيادون الفلسطينيون معاناة من نوع خاص لا يكون شاهدا عليها سواهم فوقائعها تتم داخل مياه البحر المتوسط.

 

اخبار ذات صلة