فايز أيوب الشيخ
كانت الأنظار تتجه إلى لقاء القاهرة الذي يجمع وفدي حركتي حماس وفتح بحضور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ورئيس السلطة محمود عباس، غير أن اللقاء الذي كان مقرراً الثلاثاء القادم تأجل لـ"أسباب فتحاوية".
وما يفسر طلب التأجيل من قبل حركة فتح -حسب مراقبين ومحللين- أن الفجوة في اختيار شخصية رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني "مازالت عميقة"، في ضوء إصرار عباس على تسمية "سلام فياض" رئيساً لها، وهذا ما ترفضه حماس بـ"المطلق".
وكانت جلسة الحوار بين حماس وفتح انتهت الأسبوع الماضي في القاهرة دون توافق على ملف الحكومة التي عقدت من أجلها جولة المفاوضات، وقرر الجانبان ضرورة أن يحضر كل من عباس ومشعل جلسة الحوار المقبلة لحسم من سيشغل رئاسة الحكومة.
ونفى مصدر مصري موثوق تدخل القاهرة في ترتيب عقد اللقاء، مؤكداً في الوقت ذاته؛ تواصل المساعي المصرية لإنجاحه.
وقال: "لا نتدخل في استمرار جلسات الحوار أو في إنهائها"، مستدركاً: "لكننا مستمرون في متابعة اتصالاتنا مع كلا الجانبين (...) وأعتقد أن الفشل ليس مسموحاً".
وأوضح أن "وفد فتح لم يحدد موقفه، وأرجأ حسم قراره إلى حين العودة لرئيس السلطة"، حسب الحياة اللندنية.
التشكيلة الوزارية
وأوضح عضو اللجنة المر كزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن –لقاء القاهرة- سيكون بمثابة "تشييك على كل ما تم الاتفاق عليه في الحوارات السابقة"، رافضاً الدخول في تفاصيل التشكيلة الوزارية الجديدة ورئاستها، مبيناً أنه بعد التوافق على الأسماء سيُعلن عنها عباس.
وتوقع الأحمد في حديثه لـ"الرسالة نت" أن يجري الإعلان عن تشكيل الحكومة من مقر المقاطعة برام الله، بخلاف ما كان يتردد في السابق حول الإعلان عنها أثناء زيارة عباس لغزة.
وأشار إلى أن زيارة أبو مازن ليست مطروحة في الوقت الحالي، مستدركا: "ليس هناك شيء اسمه زيارة لغزة أو للضفة.. فالرئيس يتنقل في وطنه".
وقال: "إن تطبيق اتفاق المصالحة على الأرض يلزمه تشكيل لجان تقوم بمهام التنفيذ، وذلك في إطار ورشة عمل مفتوحة ستبدأ فور تشكيل الحكومة ولن تتوقف للمتابعة أولاً بأول، على غرار اللجان التي اتفقت على مختلف القضايا التي كانت محل نقاش بين حماس وفتح".
وحول التزامن في التطبيق بين الضفة وغزة، أكد عضو اللجنة المركزية لفتح تغيّر الوضع السابق عما كان عليه، خاصة بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مبيناً أن الأخيرة ستبدأ بتنفيذ مهامها مباشرة بما فيها "توحيد المؤسسات المدنية والعسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
واستبعد الأحمد أن تؤثر خلافات فتح الداخلية على سير المصالحة الفلسطينية، مستنكراً –في نفس الوقت- على الفتحاويين طرح قضاياهم التنظيمية في وسائل الإعلام.
رهن القضية بأشخاص
وجاءت كلمة رئيس الوزراء إسماعيل هنية خلال تأبين رئيس مجلس شورى الحركة محمد شمعة في غزة، لتؤكد استمرار الخلاف على ترشيح فياض، اذ اعتبر أن "رهن القضية الفلسطينية بأشخاص مهما كانوا بدعوى قبولهم دولياً أو كونهم مصدر تمويل يشكل كارثة".
وقال هنية: "البعض يقول نريد فياض رئيساً للحكومة المقبلة حتى لا يُفرض حصار على الحكومة والشعب، ونحن نقول إن إبقاء القضية مرتهنة ببعض الأشخاص مهما كانوا، كارثة، وإذا أردنا بديلاً فالبديل متوافر".
وفي هذا الصدد؛ قال الدكتور صلاح البردويل القيادي بحماس بأن مسألة الاتفاق على تشكيلة الحكومة المقبلة ورئاستها "ما زالت مطروحة بين وفدي حماس وفتح"، مضيفا: "ربما يجري حسمها في اللقاء المرتقب بين مشعل وعباس".
وأعرب البردويل لـ"الرسالة نت" عن أمله في التوافق على حكومة فلسطينية ترأسها شخصية مقبولة من جميع الأطراف، مؤكداً أن حركته "طرحت اسم النائب جمال الخضري كخيار في المقدمة"، مستدركاً " لكن اختيار الخضري مرهون بعدم اعتراض فتح، وأيضا خيار فتح في مرشحها مرهون بقبولنا له ".
وكان الدكتور خليل الحية رئيس كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية وعضو المكتب السياسي لحماس، أعلن أن الخضري مرشح حماس لرئاسة الحكومة الفلسطينية، وهو "القادر على التعاطي مع الأزمة والأكثر مهنية في قيادة الحكومة المقبلة، حسب قوله.
يذكر أن عباس كان قد عرض اسم (الخضري) في 2006 لتولي رئاسة الحكومة الفلسطينية، كما أن –الخضري- يمتلك مؤهلات كبيرة وهو مقبول عربيا وفلسطينيا. في حين أن ما يعزز معارضة حماس لتكليف فياض "حقيقة أن أصواتاً كثيرة داخل فتح تطالب باستبعاده، حيث تتهمه باستبعادها من التأثير على عمل الحكومة".
وفي السياق، شدد البردويل على أن التطبيق الفعلي للمصالحة لا يحتاج بالضرورة إلى لجان بقدر ما يحتاج إلى قوة إرادة وعدم خضوع للإرادة الخارجية، قائلا: "إذا كانت الإرادة مهتزة وهناك نوع من التردد "فإن كل لجان الأرض لن تحل المشكلة".
كما عبر القيادي في حماس عن اعتقاده بعدم وجود زيارات سريعة لغزة من "مشعل وعباس" عقب لقائهما في القاهرة، منوها إلى أن زيارتهما "لم يأت أحد على ذكرها بعد"، على حد قوله.