قائد الطوفان قائد الطوفان

منع السفر.. كابوس إسرائيلي يلاحق شباب الضفة

الضفة المحتلة- الرسالة نت

ينهى كابوس المنع من السفر على المعابر "الإسرائيلية" بين الضفة الغربية المحتلة والأردن أحلام الشباب الفلسطينى الذى يتفانى من أجل خدمة شعبه بسلاح العلم فى ظل محاولات الاحتلال المتواصلة لربطه "بالمحرمات" على الفلسطينيين ليقطع بذلك آملاً معقودة ومقاصد منشودة.

يرسم معتز الفلسطينى أحلاما لا حدود لها خلف تلك الحدود التي تفصل الضفة المحتلة عن العالم الخارجي, بفعل الاحتلال "الإسرائيلي" الذى يسمح لمن يشاء بالسفر، ويمنع من يشاء.

ويقول معتز لــ"الرسالة نت" :"توجهت فور تخرجى لجسر الأردن الفاصل بين الضفتين الغربية والشرقية، حاملا معي قليلا من الأمتعة, وكثيرا من الأحلام والأماني بمستقبل زاهر مليء بالجد والعلم والدراسة، بعيدا عن سياط الاعتقال والملاحقة اللذان  كانا يطاردانى طوال دراستى الجامعية.

وصل معتز لما يعرف بـ"جسر اليهود" وهي نقطة التفتيش التي يسيطر عليها الاحتلال على الحدود الفاصلة بين الضفة الغربية والأردن، سلّم جواز سفره، وطلب منه أحد الجنود "الإسرائيليين" الجلوس والانتظار حتى يتم فحص جوازه وملفه الأمني.

مرَّت الدقائق وكأنها ساعات طويلة عليه، جلس يردد بقلبه الأدعية وآيات القران, علّها تخفف عليه وطأة الانتظار، وتفتح أمامه الحدود المغلقة, ويطير حرا في ذلك العالم الذي نسجه في مخيلته.

أحلام تلاشت

وبعد انتظار دام ساعتين, نادى أحد الجنود عليه وقال له بكل بساطة :"آسفون أنت ممنوع من السفر خذ جواز سفرك وعد من حيث أتيت".

كانت تلك العبارة كفيلة لتحطم ذلك الحلم, ويصف معتز شعوره لحظتها قائلا:"عندما قيل لي أنني ممنوع من السفر انعقد لساني ولم أستطع أن أتحدث بشيء لأول وهلة استلمت جواز السفر وأدرت ظهري للحدود, وعدت والحسرة كادت أن تحبس أنفاسي".

ويشير في حديثه مع "الرسالة نت": "الشعور بالظلم لا يمكن أن يتخيله إلا من عاش مظلوما وتعرض للظلم والحرمان من تحقيق ما يتمناه، كثيرون هم الشباب والخريجون الجامعيون الذين حرموا من السفر للخارج من قبل الاحتلال بحجة الرفض الأمني".

وأصر معتز على السفر مرة أخرى، وتحدي قرار الاحتلال بمنعه، وقال:"سألجأ لكل الوسائل القانونية لأنتزع حقي، فمن حقي أن أسافر وأقطع حدود بلدي لبلد آخر وأكون نفسي وأدرس, لكن بالنهاية سأعود لوطني".

أما الشاب سامي "29 عاما" فله مع قرار المنع من السفر معاناة أخرى أكثر بشاعة، ففي المراحل الأخيرة لدراساته الماجستير في إحدى الدول العربية قرر العودة للضفة الغربية لانجاز بعض الأبحاث الميدانية التي تلزمه لإنهاء رسالته الماجستير، ومن ثم يعود لجامعته لمناقشة الرسالة واستلام شهادته التي طالما حلم بها هو وأسرته.

صدمة العمر

يتحدث سامي عما حدث معه لـ"الرسالة نت" ويقول: "عدت للضفة وأنهيت الأبحاث اللازمة وحزمت أمتعتي لأعود لجامعتي بالخارج لأناقش رسالة الماجستير، وهنا كانت الصدمة، فعندما وصلت لجسر "اليهود" أبلغوني أني ممنوع من السفر، وأنه علي مراجعة المخابرات "الإسرائيلية" ذهبت فى اليوم التالى وقابلت ضابط المخابرات "الإسرائيلي" المسئول عن منطقة سكنى، وبعد جدال طويل لم يعطه الضابط جوابا شافيا حول السماح له بالسفر أو العكس فعاد أدراجه.

وأضاف سامى قررت في اليوم التالى التوجه للجسر مرة أخرى  وهناك فوجئت بتسليمى قرار بالاعتقال, عندها تلاشت كل الأحلام وضاع عناء سنوات دراستى فى لحظات قليلة.

كثيرة هي القصص التي قد تسمعها من أهالي الضفة المحتلة حول مسلسل المنع من السفر بحجة الرفض الأمني، والخطر على أمن "إسرائيل"، فطالما كانت قرارات الاحتلال تلك سيفا حادا يقطع أحلام الشباب الطموح، وحتى كثير من المرضى الذين يحرمون من السفر للعلاج بالخارج، أو كبار السن اللذين يتشوقون لزيارة بيت الله الحرام لأداء الحج أو العمرة, فالكل مستهدف دون تمييز.

البث المباشر