الرسالة نت – امل حبيب
جسدها الهزيل يلازم للفراش... وفمها اتخذ طريقا مغايرا لطبيعته بسبب إصابتها بالجلطة, لكن معاناة أم بسام لم تقف عند هذا الحد فعندما دخلت طفلتها إيناس 11 عاما محمولة كالطفل الصغير ..وتتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة , قال الجميع :" كان الله في عونك يا أم بسام".
افترشت إيناس الأرض, ثم بدأت بتوزيع الابتسامات على الحاضرين , وما إن بدأ مصور (الرسالة) بالتقاط الصور شقت الابتسامة طريقها في أرجاء المكان لفرحة إيناس لضوء الكاميرا الذي اخترق الظلام المرافقة للفقر.
وتعاني الطفلة إيناس من تخلف عقلي منذ الولادة , ونزيف معوي داخلي.
كان الألم جليا في حياة أم بسام وأبنائها السبعة الذين يعيشون في غرفتين اجتاحتهما الرطوبة خلف منزل عمهم , وتقول:" بعد وفاة زوجي المفاجئ أصبت بجلطة في ساقي (...) ولفتة في فمي" , وتابعت الأرملة سرد آلامها :" ابنتي إيناس بحاجة إلى غذاء خاص وحفاظات وعلاج خاص للنزيف المعوي الداخلي (...) أنا ضائعة ومحتاجة لمن يساعدني ".
وبين الحين والآخر يلمّح عم الأولاد بأنه محتاج لمنزله فيزداد هم الأرملة .. وتراودها الأسئلة والاحتمالات وتقول في نفسها :" وين بدنا نروح؟
أبناء أم بسام مازال معظهم في المدارس , إلا أن ابنها البكر تزوج منذ عدة أشهر ويصرف على نفسه وبيته من راتبه الذي بالكاد يكفي لسد رمقه وديون زواجه .
محمد 20 عاما لجأ إلى تعلم صنعة الدهان أملا بأن يجد مكانا يعمل به ليساعد والدته وأخته المعاقة .أما شقيقه الأصغر محمود في المرحلة الإعدادية فيحلم بأن يصبح لديه جهاز كمبيوتر كبقية زملائه بالمدرسة ..يذاكر ويلعب ويستفيد منه .
الطفلة إيناس تغار من أطفال جيلها عندما يحضنون آباءهم , ففقدانها لوالدها في عمر مبكر شكل لديها حالة نقص وحرمان .. ولكنها ورغم تخلفها العقلي حلت مشكلتها وأصبحت تنادي على شقيقها محمد "بابا" .
تحلم أم بسام أن يكون لها بيت خاص وتتمنى من أهل الخير أن يساعدوها في بناء منزلها فوق سطح منزل العائلة وتقول :" مكان البناء موجود لكن ما في إمكانيات ومعدات .. يا ريت حدا يساعدني ".
هي مناشدة عاجلة من الأرملة أم بسام توجهها لكل إنسان مازال قلبه مليء بالرحمة والعطف على أصحاب الآلام لنحولها بإذن الله إلى آمال.