قائمة الموقع

في غزة.. أطفال يكسرون الحصار بالاختراعات

2011-06-25T15:36:00+03:00

غزة - آلاء النمر   

تخلصت مدرسة بنات خان يونس الإعدادية -جنوب القطاع- من همّ قرع الجرس المدرسي نهائيا بعدما نجحت مجموعة من طالباتها في تصميم برنامج يتحكم بالجرس بواسطة الحاسوب.

الطالبات مصممات المشروع عكفن على إنجاز البرنامج لحوالي أسبوعين في قسم الحاسوب بمركز بناة الغد أحد مراكز جمعية الثقافة والفكر، وخضعن لورش عمل مكثفة أشرف عليها أساتذة متمرسون تعرفوا خلالها على بعض التقنيات الخاصة التي تؤهلهن لتنفيذ الفكرة.

جرس مجدول

وعن فكرة البرنامج وطريقة عمله قالت الطالبة إيمان أبو نمر "14 عاما": "برمجة الجرس الإلكتروني كانت بلغة الفيجوال بيسك التي تعلمناها في الصف العاشر، وبمؤقت زمني للحصص المدرسية تُعطى إشارة إلى جرس إلكتروني عن طريق دائرة توصيل (interface) موصلة عن طريق مدخل الطابعة المتوازي (LPT) للكمبيوتر".

وبينت أبو نمر أن البرنامج يقوم برن الجرس وفق الجداول المبرمجة فيه، "ويمكن برمجة عدة جداول لـ(فصل الصيف، وفصل الشتاء، وشهر رمضان، وفترة الاختبارات), كما يمكن برمجة عدد الرنات ومدتها في كل وقت"، وفق الطالبة إيمان.

جهاز للريّ

وفي ورشة أخرى صفق الأساتذة والزملاء للفتية الصغار بعد أتموا عرض جهاز الري الآلي لأول مرة بعد تصنيعه, والجهاز يُمكّن المزارع من الري دون الحاجة لوجوده؛ لهدف توفير الوقت والجهد والكمية المستهلكة من المياه.

تسعة فتيان عملوا لأسبوعين أيضا من أجل صناعة الجهاز، واعتمدت طريقة عمل جهازهم على تحقق شرطين هما: (الليل وجفاف التربة).

وقال أحد المشاركين في صناعة الجهاز الطالب حازم الأغا: "أردنا أن نبتكر شيئا مفيدا نهديه لمجتمعنا، وفكرة جهاز الري الآلي تفيد المجتمع الغزي؛ نظرا لما يعانيه القطاع من نقص في المياه".

وأوضح الأغا "13 عاما" أن الجهاز يحتوي على مجس ضوئي يتحكم بفتح صنبور المياه بطريقة كهربائية آلية في حال غياب الضوء عنه، "ومجس رطوبة يوضع في أقصى منطقة زراعية لريها بالمياه, وبمجرد وصول المياه لمجس الرطوبة المغروس في الأرض تُفصل الطاقة عن الدائرة الكهربائية تلقائيا وتتوقف عملية الري".

بناة الغد والمستقبل

خليل فارس -مدير مركز بناة الغد جنوب القطاع- قال لـ"الرسالة نت": "الأطفال في كلا الجنسين ينتجون تقنيات لها اعتبار علمي أصيل وهذا يدل على الطاقة الكامنة داخل عقولهم الكبيرة", مضيفا: "لب الاختراع هو استثمار الأشياء المتوفرة في الحياة اليومية".

وعن إحدى المشاريع الجديدة التي شرع بها الأطفال بداية الإجازة الصيفية أوضح فارس: "هذه الدفيئات فوق الأسطح المنازل بداية لتجربة هدفُها توسيع المساحات الخضراء لتضفي جمالا على البيئة".

وبيّن مدير مركز بناة الغد أن الأطفال قادرون على إعطاء أفكار غير نمطية ومبدعة تدهش الكبار، "وذلك في حال إعطائهم مساحة واسعة للتعبير عما يجول في خاطرهم ومخيلتهم وتوفير كل الإمكانات لترجمة ذلك واقعا".

وأعرب فارس عن سعادته وافتخاره بالإنجازات المختلفة في جميع أقسام المركز، مؤكدا أن غزة التي حوصرت من كل الاتجاهات لم تحاصر عقول أطفالها، ومتأملا أن يكون من هؤلاء الأطفال رواد للعالم في الاختراعات التكنولوجية.

الجدير بالذكر أن مركز الثقافة والفكر الحر يضم كلا الجنسين من الفتيات والفتية بحدود عمرية أقصاها ستة عشر عاما.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00