تسبب بصداع مزمن للاحتلال

أهداف "أسطول الحرية 2" تتحقق قبل انطلاقه

رامي خريس

ينتظر الفلسطينيون واحدة من المعارك الجديدة لفك الحصار عن قطاع غزة ، والموقعة هذه المرة قد تكون ميدانية في عرض البحر أو سياسية في الأروقة المغلقة.

وطرف المعركة الأول يتمثل بالحركات التي أخذت على عاتقها التضامن مع غزة والعمل على كسر حصارها، وقد أطلق القائمون على هذه التكتلات والنشطاء المنضوين تحت لوائها ساعة الصفر لانطلاق اسطولهم باتجاه غزة في محاولة جديدة لتحريرها، وفي المقابل بدأ الطرف الاخر المتمثل في حكومة الاحتلال التي قررت مواجهة السفن وراكبيها ومنعهم من الوصول للقطاع بالاستعداد لقمعهم وتحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تدريبات عسكرية ووسائل لصد محاولة الأحرار القادمين لنصرة غزة من مناطق مختلفة من العالم.

عمل دبلوماسي وامني

ويبدو أن حكومة الاحتلال مصرة على منع وصول السفن إلى شواطئ غزة ، وفعلياً بدأت بحملة دبلوماسية مكثفة في هذا الاطار وتؤكد بعض الشواهد انها نجحت في اقناع بعض الحكومات الغربية بوجهة نظرها أو على الاقل هناك من استمع للمبعوثين الإسرائيليين الذين وصلوا العواصم الاوروبية ، وهو ما دفع مثلاً الحكومة الفرنسية للقول بأن أسطول الحرية هو "فكرة سيئة" بل وحثوا رعاياهم تجنب المشاركة في رحلة الاسطول.

ولا تزال المعركة الدبلوماسية مستمرة من الاسرائيليين وفي خط متوازٍ عملت حكومة الاحتلال عبر أجهزتها الامنية واستخباراتها على عرقلة تحرك الأسطول بمحاولات لتعطيل سفنه ، وقد جرت محاولة لتعطيل أحد محركات السفن الراسية في أحد الموانئ اليونانية، وشن الاحتلال كذلك حملة اعلامية كبيرة لتشويه الاسطول واهداف المشاركين فيه فضلاً عن محاولته ارهاب وتخويف المتضامين بالحديث عن الاسلحة التي سيجري استخدامها في مواجهتهم إذا اقتربت السفن من شواطئ القطاع.

اصرار

ومقابل التحركات الاسرائيلية يبرز إصرار المنظمين للأسطول على ايصال رسالتهم بضرورة  فك الحصار عن غزة بشكل نهائي ، وهناك سيناريوهات مختلفة قد تقع غالباً ستؤدي المهمة الاعلامية التي تهدف اليها حركات التضامن.

أول السيناريوهات ان تقع مواجهة في عرض البحر كما فعلت حكومة الاحتلال في العام الماضي عندما هاجمت بحريتها سفينة مرمرة التركية وأوقعت عدداً من الشهداء والاصابات في صفوف المتضامنين الاتراك ، وهو ما لقي حالة استهجان كبيرة وأضر بصورة "دولة الاحتلال".

والسيناريو الآخر أن تصل السفن الى قطاع غزة  بمتضامنيها ومساعداتها وبذلك تكون قد حققت هدفها، وأطلعت العالم على حجم المعاناة التي يعانيها المواطنون الفلسطينيون في القطاع لاسيما أن هناك طواقم صحفية ترافق الاسطول من دول مختلفة.

أما محالة منع الاسطول من التحرك من موانئه الاوروبية فهذا الخيار يبدو مطروحاً مع أن هناك معطيات تؤكد أن (اسرائيل) لم تنجح في ذلك حتى اللحظة وأن أياماً قليلة لموعد انطلاق الاسطول باتجاه غزة.

على اية حال فإن أسطول الحرية 2 بدأ في تحقيق بعض أهدافه عملياً لاسيما الاعلامية منها ومن الواضح أن حكومة الاحتلال تعاني صداعاً لن يتوقف طالما بقي قطاع غزة محاصراً.. كل ذلك بفضل جهود حركات التضامن والمشاركين فيها.

 

البث المباشر