غزة-كمال عليان-الرسالة نت
باتت تثار الكثير من الشبهات في الفترة الأخيرة حول مهام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بدءاً بمحاولة تدريس المحرقة المزعومة "الهولوكست" لطلبة المدارس، مرورا باتهامها بتقليص خدماتها الانسانية، وليس انتهاءً بتغيير اسمها إلى " وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين".
وتشكلت "الأونروا" قبل أكثر من 6 عقود لتعمل كوكالة متخصصة ومؤقتة لتنسيق الشئون الانسانية للاجئين الفلسطينيين، حيث كان الاعتقاد أن اللجوء القصري لن يكون طويلا، لكن واقع الحال كان مغايرا، كما أن مشاريعها أصبحت مثار تساؤلات حول خروجها عن دورها الأساسي.
المحلل السياسي مؤمن بسيسو يرى أن أجندة خارجية قد دخلت علي عمل "الاونروا" في أثناء تفاعلها مع الواقع الفلسطيني وخصوصا في الاعوام الأخيرة، مبينا أنه لا يحق لها أن تتدخل سلبيا في قضايا حساسة مثل تدريس مناهج تتحدث عن معاناة "الإسرائيليين" وتبالغ فيها بشكل يخالف حقائق الواقع والتاريخ.
وكانت "الأونروا" قد نفت نيتها تدريس مادة تتحدث عن معاناة "اليهود" للطلاب الفلسطينيين، الأمر الذي وجد شكوكا كثيرة من قبل كافة القوى الفلسطينية، خصوصا وأن مؤشرات كثيرة كانت تدل على تدريس تلك المادة.
وتقدم الوكالة الدولية سلسلة كبيرة من المشاريع الطارئة والبرامج الدائمة للاجئين الفلسطينيين مثل المعونات الغذائية والخدمات الصحية والتعليمية والتشغيلية، بيد أن هذا كله لم يمنع البعض من اتهامها بتقليص خدماتها وتغيير مساراتها عن وجهتها الحقيقية.
يوسف أبو مدللة مدير مركز اللاجئين والتنمية المجتمعية أكد أن هناك تجاوز كبير لصلاحيات الوكالة باتجاه مهمات جديدة الهدف منها إعادة التأهيل والتوطين للاجئين أو رمي الخدمات المقدمة لللاجئين والقائها في وجه الدول المضيفة.
من جانبه قال عدنان أبو حسنة الناطق باسم "الأونروا" :" إذا كان البعض يعتقد أن تقديم خدمات التعليم والصحة هي سياسة فليعتقد ما يشاء ولكن نحن نقدم خدمات في مجال التنمية الانسانية وهي التعليم والصحة وتقديم القروض والمخيمات الصيفية".
ونفى أبو حسنة أي تقليص في أي من خدمات "الأونروا" في قطاع غزة، مؤكدا أن هذه الخدمات قد زادت في الفترة الماضية بسبب الحصار والظروف الحالية الصعبة.
ونظمت اللجنة الشعبية للاجئين الفلسطينيين, اليوم الثلاثاء اعتصاما سلميا, أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا", احتجاجاً على تغييرها لاسمها من " وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين", إلى " وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين".
وقال معين عوكل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في شمال غزة أن تغيير المسمى له دلالات كثيرة تؤثر في المجمل العام على الخدمات المقدمة للفلسطينيين اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم.
وأضاف عوكل, طالبنا "الأونروا" مراراً بتوضيح المغزى الحقيقي من تغيير إسمها دون جدوى, لافتاً إلى أن الرد الرسمي الذي وصلهم " أن الوكالة ما زالت تدرس الموضوع فقط".
وبين الاتهام والنفي، يبقى الشك هو سيد الموقف في الشارع الفلسطيني إلى أن تكشف الايام القادمة تجاوز "الاونروا" لمهامها الانسانية أم العكس.