الرسالة نت - وكالات
أعلن اليوم السبت رسميا عن انفصال جنوب السودان، الذي أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بإرسال قوات أممية للعمل به، وأعلنت الخرطوم اعترافها به. وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السودانية على الحفاظ على روح الشراكة معه، ودعاها لتمديد تفويض بعثة اليونميس.
وقال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين من جوبا مع بدء الاحتفالات بالانفصال فجر اليوم إنها "أسعد أيام الجنوبيين"، وإنها "لحظة تاريخية في حياة شعب جنوب السودان".
وبموجب القرار الأممي سيتم إرسال 7900 عنصر من الشرطة الدولية إلى دولة الجنوب، كما ستضم البعثة الدولية موظفين وخبراء في شؤون حقوق الإنسان.
وجاءت الموافقة على القرار الذي اتخذ بالإجماع بعد ست سنوات من اتفاقية السلام الشامل التي أبرمت عام 2005 وأنهت سنوات من الحرب، وجاءت أيضا وسط تزايد المخاوف بشأن الصراع في المناطق الحدودية المضطربة.
من جهة أخرى؛ حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -أثناء زيارة له إلى الخرطوم في طريقه إلى جوبا للمشاركة باحتفالات الانفصال- الحكومة السودانية على الحفاظ على روح الشراكة مع الدولة الوليدة في الجنوب.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن مستقبل سكان الشمال والجنوب سيكون مترابطا حتى لو عاشوا في دولتين منفصلتين.
وقال "بان" للصحفيين في وزارة الخارجية السودانية بالخرطوم إنه حث "حكومة السودان على تمديد تفويض الأمم المتحدة في السودان لأسباب فنية وعملية، على الأقل إلى أن يهدأ الوضع". وأضاف "لا يمكن أن نتحمل أي ثغرات".
وكانت الخرطوم قد أعلنت صراحة أنها ضد استمرار وجود قوات حفظ السلام بعد انفصال الجنوب.
وعبر بان عن قلقه تجاه تصاعد العنف في كردفان جنوب السودان، ودعا الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى وقف إطلاق النار.
اعتراف رسمي
وفي الأثناء بادرت الحكومة السودانية إلى اعترافها الرسمي بدولة جنوب السودان قبل ساعات من إعلان انفصالها رسميا، في حين أعلنت دول من بينها إسرائيل وألمانيا اعتزامها قريبا الاعتراف بها.
وجاء في قرار صادر عن الرئاسة السودانية تلاه الجمعة وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح "تعلن جمهورية السودان رسميا اعترافها بقيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة".
وأضاف صالح في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي أن ذلك سيكون "وفقا للحدود القائمة في الأول من يناير/كانون الثاني 1956 والحدود القائمة عند توقيع اتفاق السلام الشامل في 2005 انطلاقا من اعترافها بحق تقرير المصير واعترافها بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في التاسع من يناير/كانون الثاني 2011 وإنفاذا لمبادئ القانون الدولي".
حضور عالمي
وبينما تستعد جوبا عاصمة الجنوب للاحتفال بالانفصال في ظل حضور أفريقي ودولي اليوم ذكرت مصادر بالخارجية الإسرائيلية أنه من المتوقع أن تعترف تل أبيب بجنوب السودان دولة مستقلة في الأسابيع المقبلة.
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم عن المصادر قولها إن وزارة الخارجية تولي أهمية كبيرة لجنوب السودان، وإنها "عينت منسقا خاصا لها في هذا الشأن منذ فترة طويلة، كما كانت تتبادل الرسائل السرية مع حكومة جنوب السودان".
بدورها أكدت ألمانيا عزمها الاعتراف بجمهورية جنوب السودان فور الإعلان الرسمي. وأكد الرئيس الألماني كريستيان فولف لرئيس "الجمهورية الوليدة" سلفاكير ميارديت أمس الجمعة في خطاب رسمي أن برلين ستعترف بالدولة الأفريقية رقم 54.
إسقاط الجنسية
وفي سياق التداعيات المترتبة على انفصال الجنوب أسقط مجلس الوزراء السوداني الجنسية السودانية عن الجنوبيين.
وقد عبّرت أعداد كبيرة من الأسر ذات الأصول الجنوبية عن تمسكها بالبقاء في شمال السودان ورفضها العودة إلى الجنوب في أعقاب إعلان الدولة الجديدة. كما عبروا عن مخاوفهم من أوضاعهم الأمنية في الجنوب ومصير حقوقهم المدنية والقانونية في حال عودتهم، وشددوا على ضرورة معالجة الأوضاع فيما يخص المعايير التي يستند إليها والخاصة بإسقاط الجنسية.
وفي خطوة مفاجئة أعلن قطاع الجنوب في المؤتمر الوطني الحاكم في السودان فك ارتباطه بالحزب الحاكم في الشمال، وانضمامه دون شروط إلى الحركة الشعبية بقيادة سلفاكير ميارديت.