الرسالة نت - وكالات
عاد صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، ونبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، من زيارتهما إلى واشنطن، خاليي الوفاض. فلا هما استطاعا أن يقنعا المسؤولين الأميركيين الذين التقياهم، ولا نجح الأميركيون في عدلهما عن مواقفهما لا سيما في ما يتعلق بقضية عزم السلطة التقدم بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، إلى مجلس الأمن قبل نهاية يوليو (تموز) الحالي، وتحديدا في جلسته المقرر ة في 26 من الشهر نفسه.
وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط» لدى عودته إلى عمان قادما من واشنطن حيث أمضى يومين في لقاءات شملت ديفيد هيل مبعوث السلام المؤقت للرئيس باراك أوباما ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط دينيس روس، إن «الزيارة (التي تمت بناء على طلب من واشنطن) لم تحقق شيئا».
وكان عريقات قد قال في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة كان ترمي لبحث 3 قضايا أساسية، هي أولا موضوع الذهاب إلى الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وثانيا اتفاق المصالحة الفلسطينية، وثالثا عملية السلام واستئناف المفاوضات المتعثرة منذ نحو عامين بسبب تمسك إسرائيل بمواصلة البناء الاستيطاني لا سيما في القدس المحتلة والرفض الفلسطيني لاستئنافها تحت راية الاستيطان.
وأضاف عريقات «الأميركيون لا يزالون متمسكون بمعارضتهم لفكرة الذهاب إلى الأمم المتحدة، وتوجوا معارضتهم بقرار مجلس النواب بقطع المساعدات عن السلطة إذا ما استمرت في مساعيها للحصول على عضوية الأمم المتحدة».
وتابع القول «لقد أبلغونا بأنهم سيصوتون بالفيتو إذا توجهنا إلى مجلس الأمن، كما أبلغونا بأنه ستكون هناك قرارات في الكونغرس بقطع المساعدات إذا توجهنا إلى الأمم المتحدة».
يذكر أن مجلس النواب صادق الليلة قبل الماضية بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يدعو إدارة أوباما إلى تجميد مساعداتها للسلطة إذا توجهت إلى الأمم المتحدة. وأيد مشروع القرار 407 نواب، وعارضه ستة نواب فقط.
وتعقيبا على القرار قال عريقات إنه «قرار غير مقبول، ولن يوقفنا عن مساعينا للحصول على عضوية الأمم المتحدة، وسنستمر فيها لأن المعايير السياسية والقانونية والأخلاقية تتطلب منا الاستمرار في جهودنا هذه». وأشار إلى أن الموقف الأميركي غير مبرر على الإطلاق، وهو مرفوض جملة وتفصيلا.
وأعرب القرار، عن تأييد مجلس النواب لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين باعتبارها الطريق الصحيح لتحقيق السلام بين الطرفين.
وقال النائب إريك كانتور، زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس، إن القرار يدل على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها إسرائيل، وأنه آن الأوان لقبول السلطة الفلسطينية بحل سلمي للصراع.
وجاء في القرار الذي أعده زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب إريك كانتور وزعيم الأقلية الديمقراطية ويب ستيني هوير أن «أي حكومة وحدة وطنية فلسطينية يجب أن تنبذ علنا ورسميا الإرهاب والقبول بحق إسرائيل في الوجود، والتأكيد مجددا على الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل».
وفي هذه القضية قال عريقات إن الموقف الأميركي الرسمي ما زال غامضا، وإن واشنطن لم تتخذ موقفا واضحا حتى الآن، وهي تفضل انتظار نتائج المصالحة وتشكيل الحكومة والبرنامج الذي ستشكل على أساسه».
وأما في المسألة الثالثة وهي المفاوضات فإن الإدارة، حسب عريقات، في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع اللجنة الرباعية يوم الاثنين المقبل، ولم تطرح شيئا في هذا الشأن.