عن عبدالله بن عمرو بن العاص, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ارحموا ترحموا ، واغفروا يغفر لكم ، ويل لأقماع القول ، ويل للمصرين ، الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ".
" ويلٌ لأقماع القول " هذه عبارة بليغة حيث يُشَبّه النبي صلى الله عليه وسلم الذين يلقى إليهم الكلام إلقاء ، فيلتقطوه إلتقاطاً وينقلوه إلى عقولهم وأذهانهم نقلاً آلياً بلا وعي ولا تدبر أو تفكر أو مراجعة ، وبلا تمييز بين طيّب القول وخبيثه ، ولا بين صادق الكلام وكاذبه ، ولا بين صحيح الأخبار وسقيمها بالأقماع التي تُصَبّ فيها السوائل وفيها فتحاتها فتمر بها السوائل وتنفذ منها بلا تصفية ولا تنقية.
ويحكم النبي صلى الله عليه وسلم على هؤلاء بأنهم سيتعرضون للويل وهو العذاب والعقاب ، جزاء أن وهبهم الله مواهب التمييز والتفكير في نفوسهم فصاروا تبعاً لكل زاعق ، وصدى لكل ناطق ، حتى أنهم ينحدرون إلى الهاوية وهم لا يشعرون ، لأنهم كالمسحورين المنقادين بلا وعي ولا يقظة ، وأمثال هؤلاء مصدر بلاء وشقاء لأنفسهم ولمن حولهم ، لأنهم لعبة في أيدي المنحرفين والمحتالين ، وليتهم تذكروا قول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } الحجرات 6
فعليك أيها المسلم أن تتدبر قبل أن تتأثر ، حتى يتبين لك ضوء الحق من ظلمات الباطل ، وحيث لا تكون فريسة أو غنيمة للذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ...
وكن كالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تأتي بالخير لنفسها ولمن حولها .