غزة-محمد بلّور-الرسالة نت
كل المذاقات في حلقه مرّة ! , اثنا عشر يوما من إضرابه عن الطعام وحّدت في عينيه الألوان وتركته بين خيارين "الحرية أو الموت" ! .
تحاملت أم فراس والدة المعتقل في سجن المخابرات برام الله محمد نعيم العاروري - 24 سنة - على نفسها لتمنح عروق ابنها الجافة مزيدا من الأمل .بالأمس فقط تمكنت من زيارته بعد أن ساومها ضباط المخابرات كي تقنعه بالعدول عن إضرابه، لكنها فاجأتهم بأنها تؤيده .
وكان المعتقل العاروري قد أنهى حكما في سجن السلطة مدته 6 شهور يوم 13 إبريل، الا أن مخابرات رام الله رفضت الافراج عنه، الامر الذي دفعه للإضراب عن الطعام .
اعتقال وإضراب
تفاجأت أسرة العاروري يوم السابع من أكتوبر العام الماضي باعتقال محمد من منزله على يد عناصر المخابرات دون أن ينتبه إليهم أحد.الجهاز الأمني اقتاده إلى أقبية التحقيق وبعدها للمحكمة التي أفرجت عنه، إلا أن مخابرات رام الله أصرت على تشكيل محكمة عسكرية له حكمته ستة أشهر .
وقالت والدة العاروري لـ " الرسالة نت " إن ابنها أضرب مرتين عن الطعام لرفض المخابرات الإفراج عنه رغم انتهاء مدة حكمه.
وأضافت:" بالأمس زرته لمدة عشر دقائق وكان وضعه الصحي مترديا للغاية، فقد أضرب عن الطعام منذ اثنا عشر يوما وحالته تتدهور وهو مصرّ على إنهاء إضرابه داخل منزله حين ينال حريته".
وأشارت إلى أن المخابرات رفضت الاستجابة لطلب زيارة تقدمت به بعض المؤسسات الإنسانية ومنها مؤسسة الضمير والصليب الأحمر و ضربوا بمناشداتهم عرض الحائط.
وتابعت:" قال لي إما الحرية أو الاستشهاد (...)، أضربت عن الطعام مرتين ووعدوني بالإفراج إن أوقفت إضرابي، لكني هذه المرة لن أتراجع عن قراري".
بينما يعيش المعتقل العاروري على الماء والملح، تنذر حالته الصحية المتدهورة باحتمال تعرض حياته للخطر خاصة بعد حالة الهزل والإنهاك الشديد التي ألمت به.
محجوز بلا سبب
من جهتها، استهجنت ميساء احتجاز شقيقها رغم انتهاء مدة حكمه منذ عدة شهور.وأضافت لـ"الرسالة نت":" المشكلة أن المخابرات لا تجيبنا ولم توضح لنا لماذا يبقون عليه معتقل ونحن مستغربون من ذلك!".
وكان العاروري أضرب قبل شهور مرتين عن الطعام الأولى لمدة 4 أيام والثانية لمدة 9 أيام .
وأشارت إلى أن محمد اختطف من منزله ما شكل في البداية لغزا حيّر أسرته، ودفعها للاتصال بكافة المؤسسات الإنسانية قبل تبينها أنه لدى مخابرات رام الله.
المحكمة العليا
وحدها بقيت قضية العاروري عالقة من بين عدة شبان اعتقلتهم المخابرات، وحكمتهم بالسجن ونالوا حريتهم بعد انتهاء مدة الحكم .
وقال النائب في المجلس التشريعي عبد الجابر فقهاء لـ"الرسالة نت" إن العاروري اتهم بالانتماء لحركة حماس وعدد من الشبان في حملة اعتقالات.
وأضاف:" عاد كل زملاء العاروري بعد انتهاء حكمهم إلا هو ولا ندري لماذا ؟!، وقد حصل في بداية الاعتقال على قرار إفراج، لكنهم أصروا على محاكمته".
وكان محمد نعيم العاروري اعتقل العام الماضي لدى قوات الاحتلال لأربعة شهور تلتها 18 يوما بعد خروجه في سجون الاستخبارات الفلسطينية .
وأشار فقهاء إلى أن وفد برلماني زار قبل شهرين سجن المخابرات، وطالب بالإفراج عن العاروري إلا أن المخابرات بررت احتجازه بمحاولة حمايته من الاحتلال .
وتابع:" قضيته فريدة من نوعها فلا هم أفرجوا عنه، ولا وضحوا لماذا يحتجزوه !".
وما من أحد يدرى، هل سينال العاروري حريته بعد إصراره على الإضراب، أم سيكون الشهيد الأول في حرب الأمعاء الخاوية داخل سجون المخابرات الفلسطينية؟.