قائمة الموقع

الجنرال شحادة.. رجلٌ أجبر إسرائيل على احترامه

2011-07-23T09:40:00+03:00

غزة - الرسالة نت

في الذكرى التاسعة لاغتيال الشيخ الشهيد "صلاح شحادة" القائد العام والمؤسس لكتائب الشهيد عز الدين القسام "أسطورة العمل الجهادي المقاوم على أرض فلسطين"، ولا يمكن أن تمر هذه الذكرى مروراً عابراً، فنحن لا نتحدث عن رجل مر كعابر سبيل على هوامش تاريخ الجهاد والمقاومة لشعبنا الفلسطيني، بل نتحدث عن رجل وضع اللبنة الأولى للمقاومة المسلحة في فلسطين، وعمل على تطوير مسيرة العمل الجهادي دون كلل أو ملل، حتى أصبح "المطلوب الأول" للعدو الصهيوني المحتل.

الاحتلال سخَّر كل عملائه وأجهزته المخابراتية والأمنية وكل الإمكانات التكنولوجية من أجل تحديد مكان هذا "العقل المدمر لكيانهم" والقضاء عليه باستخدام "طن" من المتفجرات أدى لإبادة منطقة سكنية كاملة في مدينة غزة، ظنا منه أنه إذا قضى عليه سيقضي على الجهاد والمقاومة في فلسطين، وأن كتائب القسام –الإعصار الذي لا يهدأ- قد انتهى أمرها بعد القضاء على رأس الهرم فيها، لكن كتائب القسام فاجأته بأن الشيخ –رحمه الله- أسسها لتكون كالأخطبوط متشعبة في كل مكان لا يقضي عليها باستشهاد قادتها ومؤسسيها.

أسس التطور

وبعد مرور 9 سنوات على استشهاد القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الشيخ الجنرال "صلاح شحادة" تتربع كتائب القسام على عرش الجهاد والمقاومة في أرض فلسطين، بعد أن أصبحت أشد قوة وأكثر عنفواناً وأتقن تنظيماً، وتطورَ أداؤها العسكري بشكل نوعي مضطرد؛ يثبت أن الشيخ صلاح قد وضع أسس التطور في لبناتها الأولى وأهلها وأعدها لتكون "جيشاً منظماً" بوحداتها ومؤسساتها وهيئاتها المتخصصة، وقادرةً على خوض أشرس المعارك والحروب، والثبات بل والانتصار فيها.

ولعل الكثير من العمليات التي نفذتها كتائب القسام –بعد استشهاد الشيخ صلاح شحادة- تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الغراس الذي بدأه الشيخ صلاح ومجموعة من إخوانه، قد أصبح اليوم أسطورة ومثلا يضرب لمقدرة المقاومة الفلسطينية على التطور ومواجهة التحديات والوقوف في وجه أعتى قوى الظلم والإرهاب في العالم.

 فلقد خاضت كتائب القسام العديد من المواجهات القوية مع العدو الصهيوني التي كان آخرها "حرب الفرقان"، ولم يستطع العدو الصهيوني بإمكاناته الهائلة الضخمة أن يحقق أياً من أهدافه المعلنة أو السرية، واستطاعت فيها كتائب القسام أن تضرب وسط كيانه الغاصب وتقصف أهدافاً لم تُهدد منذ عقود من الزمن، ووضعت ما يزيد عن "مليون صهيوني" في دائرة القصف وتحت خطر الموت والاستهداف، وأجبرتهم على الاختباء في الملاجئ كالفئران.

ووصف المراسل العسكري الصهيوني استعداد كتائب القسام للحرب قائلا: "مقاومون واستشهاديون، دراجات نارية للخطف، نيران قناصة، أروقة مفخّخة وشبكة أفعوانية من الأنفاق".

ومن قبل هذه الحرب كانت الضربة المعقدة عملية "الوهم المتبدد" التي استطاعت خلالها كتائب القسام اقتحام موقع عسكري صهيوني محصن وأسر الجندي "جلعاد شاليط" من قلب دباباته واستطاعت أن تحتفظ به أكثر من 5 سنوات، وأن تربك وتحبط كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الصهيونية المشهود لها عالمياً بتفوقها وتميزها والمعروفة بفشلها وإخفاقها في مواجهة كتائب القسام.

ومن بعدها جاءت عملية "نذير الانفجار" التي تعد عملية نوعية بكل المقاييس، حيث جرى فيها الهجوم على موقع "كرم أبو سالم" بسيارات مفخخة وآليات مدرعة، وكان من نتائجها إرغام العدو على وقف توغلاته اليومية في تلك المنطقة وانشغاله بتحصين مواقعه، بمعنى "أن يتحول من حالة الهجوم إلى الدفاع"، والكثير الكثير من العمليات النوعية.

معجزة وأسطورة

لقد أسس الشيخ الجنرال "صلاح شحادة" كتائب القسام لتكون "معجزة وأسطورة" في تاريخ الجهاد والمقاومة، فلقد استطاعت القسام تصنيع أسلحتها التي أثبتت قوتها ونجاعتها في المعارك مع العدو الصيوني.

فقهرت المستحيل وصنعت الصواريخ التي تضرب عمق الكيان الصهيوني التي عجز العدو -ومن خلفه كل دول العالم- أن تجد حلا لها ولا طريقة لصدها وإيقافها، وما جاء هذا الإنجاز إلا بالثقة التي بثها الشيخ صلاح في نفوس جنوده الذين هيأهم للتعامل مع كل الظروف ومواجهة كل التحديات والإبداع في جميع المجالات.

يشهد على هذا ما قاله القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي حين قال: "لقد استطاع الشيخ صلاح أن يحقق من الإنجازات ما عجز الكثير عن فعله في سنوات عديدة؛ نجح في تطوير الجهاز العسكري لحركة حماس كمًّا وكيفًا، مدّ الجهاز بأعداد كبيرة من الشبان، وشرع بتدريبهم وتجهيزهم، وتطوير الصناعة العسكرية المتواضعة خلال عامين.. بدأ بالهاون ثم الصواريخ مثل القاذفات ومضادات الدبابات، كما يعود للشيخ صلاح فضل الإبداع في التخطيط لاقتحام المغتصبات، والانطلاق بالجهاز العسكري من قيود السرية التي تكبل الحركة".

ولقد استطاع الشيخ الجنرال أن يكسب الاحترام والتقدير من أعدائه، حيث قال عنه "يكوف بيري" الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك الصهيونيّ: "هذا الرجل هو اليد اليمنى للشيخ أحمد ياسين، رجلٌ يثير انطباع من يلتقيه ويجبرك على احترامه حتى لو كنت تحتفظ تجاهه بكلِّ مشاعر الكراهية، إن شحادة رجل لا يعرف الانكسار".

ولقد قال الإرهابي "شارون" يوم أن أشرف بنفسه على تنفيذ عملية اغتيال الشيخ الجنرال "صلاح شحادة": " ضربنا أكبر ناشطٍ في حماس، الشخص الذي أعاد تنظيم حماس في الضفة الغربية من جديد، إضافةً إلى النشاطات التي نفّذها في قطاع غزة، هذه العملية هي واحدة من أكثر العمليات نجاحًا".

وبعد تسعة سنوات على استشهاد الجنرال المؤسس أضحت كتائب القسام بارقة أمل لعهد جديد يخلّص الأمة من ذلها وخنوعها، ويعيد لها أمجادها الأولى، فطوبى للشيخ الجنرال الذي ما زالت بصمات جهاده مغروسة في ذاكرة التاريخ.

اخبار ذات صلة