قائمة الموقع

أبناء الأسرى.. فرحة رغم غياب الأحبة

2011-07-24T13:09:00+03:00

نابلس-الرسالة نت-خاص

هي الأم, من أنجبت وسهرت وتعبت, وانتظرت لحظة نجاح ابنها أياما وليال طوال، وفي اليوم المنتظر لم تتمكن من احتضانه, بعد أن غيبتها قضبان الحديد القاسية، وباعدت بينها وبين فرحتها بفلذة كبدها الوحيد.

هي الأسيرة كفاح عوني من مدينة رام الله، التي لم تعلم إلى الآن نتيجة ابنها معاذ الذي حصل على معدل 87.4 في الفرع العلمي، ليتلقى الخبر بفرحة ممزوجة بحسرة ما بعدها حسرة، فغياب الأم لا يعوضه كائنا من كان, وإن كثر المحبون.

يقول معاذ لـ"الرسالة نت" :أمي هي التي يجب أن تعلم نتيجتي قبل أي أحد، وتكون أول من يحضنني ويبارك لي ويستقبل المهنئين في هذا اليوم, لكن الاحتلال يأبى إلا أن ينغص علينا فرحتنا ويمنعنا من أن نفرح".

ويضيف :"طوال دراستي في الثانوية العامة لم أتمكن من زيارتها، وتواصلنا الوحيد معها عبر البرامج الإذاعية المخصصة للأسرى، وعبر الرسائل المكتوبة التي تصل بعد فترة طويلة من كتابتها, لقد كانت سنة طويلة ومليئة بالحزن لغياب والدتي، لكني عاهدت نفسي أن أتحدى هذا الواقع وأهدي نجاحي لوالدتي الحبيبة، ولوالدي الذي لم يأل جهدا بتوفير كل ما يلزم لي خلال دراستي، وكان يحاول أو يعوضنا عن غياب أمي".

حرم مشاركة أبنائه الأربعة

أما دانية قبها ابنة الأسير القيادي في حركة حماس ووزير الأسرى الأسبق وصفي قبها والتي حصلت على معدل 88.4 في الفرع التجاري فقد عبرت عن فرحتها وحزنها بنفس الوقت لغياب والدها.

وقالت دانية لـ"الرسالة نت" :"شعوري مختلط ما بين الفرحة والحزن لعدم مشاركة والدي لي في هذه اللحظات، كنت أتمنى أن يشاركني وأن يعيش معنا هذه الفرحة، خاصة وأنه لم يعش معنا هذه اللحظات من قبل في نجاح أخوتي الثلاثة قبلي بسبب الاعتقالات المتواصلة له من قبل الاحتلال، حيث كان الأسر دائما يحول بيننا وبينه لحظة إعلان نتائج التوجيهي لأخوتي".

 

وتضيف بصوت يشوبه الحزن :"طوال العام الدراسي كان والدي بجانبي ويحثني على الدراسة والاجتهاد، وكان يدعو لي بالنجاح ويوفر لي الأجواء المناسبة للدراسة بالبيت، ولكن قبل أن أبدأ بتقديم الامتحانات كان موعده مع الاعتقال، لتتحول دراستي وسهري لتحد كبير، فواصلت دراستي كما كان يريد والدي".

وأشارت دانية :"أمنيتي الوحيدة في هذا اليوم أن أرى فرحة والدي بنجاحي، فهو بكل تأكيد سيفرح بذلك وسأرفع رأسه وأواصل دراستي أنا وأخوتي ونكون على قدر المسئولية في ظل غياب والدي الحبيب".

تحدي الواقع

أما يمان عصفور فهي الفرحة الأولى لوالدها الأسير والقيادي في حركة حماس بنابلس عدنان عصفور، الذي مضى على اعتقاله إلى الآن ثلاثون شهرا في الاعتقال الإداري، فكانت هي الأخرى مع موعد مع فرحة منقوصة في ظل غياب الأب الحاني، حيث حصلت على معدل 89.2 في الفرع العلمي.

تقول والدة يمان لـ"الرسالة نت" :"يمان هي بكرنا وأول فرحتنا، لقد كانت لحظة علمنا بالنتيجة منقوصة وشابتها دموع الحزن لعدم مقدرة والدها من مشاركتها هذه اللحظات".

وتضيف والدتها :"غياب والدها كان له أثر كبير عليها وعلى الأسرة بشكل عام، لكنها كانت تقول دائما أنها ستدرس وتحصد معدل مرتفع لتهديه لوالدها وللأسرى كافة، فهي لم تكن تدرس لتحصل على نتيجة ترضيها، بل لتحصل على نتيجة ترضي فيها والدها وتفرحه وهو في أسره".

وتقول :"زوجي تعرض لاعتقالات متواصلة منذ أن دخلت إبنتنا يمان الصف التمهيدي، لذلك كانت على قدر المسئولية في تخطي فجوة غياب والدها في هذه المرحلة الحاسمة من حياتها".

وتؤكد الأم أن يمان، كانت تتمنى أن تحصل على معدل مرتفع أكثر من ذلك بكثير لكن قدر الله وما شاء فعل والحمد لله على كل حال".

 

اخبار ذات صلة