قائمة الموقع

سمكرة السيارات رائجة في غزة

2009-11-24T10:21:00+02:00
السمكرة رائجة في غزة

غزة- محمد أبو قمر "الرسالة نت"

نفض رامي محمود الغبار عن سيارته المتهالكة التي دب فيها الصدأ وقرر إعادة "سمكرتها" وطلائها من جديد في محاولة منه للتغلب على قلة السيارات في غزة عقب منع الاحتلال دخول السيارات الحديثة .

ويلجأ السائقون إلى سمكرة سياراتهم في ظل الغلاء المضاعف لأسعارها التي كانت في يوم ما بمبالغ زهيدة إذا ما قورنت بما آلت إليه هذه الأيام .

وراجت مهنة السمكرة في الورش الغزية رغم ارتفاع ثمنها ، ويقول محمود " كنت في الماضي عندما تتهالك سيارتي ألجا لبيعها على الفور ، وأشتري سيارة جديدة بأسعار مناسبة ، أما الآن فطال بحثي عن سيارة بسعر مناسب إلا أنني فشلت أمام الغلاء الذي طال قطاع السيارات ، حينها قررت اللجوء لسمكرة سيارتي وإعادة الروح لها من جديد " .

وقفزت أسعار السيارات المتهالكة من صنع الثمانينات لأكثر من الضعف ، وهو ما تفاجأ به تامر رمضان عندما باع سيارته من بيجو 504 في الماضي بألف وخمسمائة دينار ، ليعود بعد فترة لم تطل طويلا لشرائها ذاتها بما يزيد عن أربعة آلاف دينار .

وفي الوقت ذاته بلغ سعر السيارات الحديثة أسعار خيالية تفوق العشرين ألف دولارا ، في حين كانت بالكاد تقفز عن حاجز العشرة آلاف دولار .

ويقول حمادة الجوجو صاحب ورشة سمكرة سيارات أن اقبال السائقين على اعادة تصليح وتأهيل سياراتهم زاد في الوقت الحالي في ظل منع دخول السيارات لغزة عبر المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال .

وبحسب الجوجو فان الإقبال بات أكثر على السيارات القديمة كي لا يتكبد مشتروها خسائر كبيرة في حال أعاد الاحتلال السماح لدخول السيارات من جديد .

ولفت الجوجو إلى أن سعر السمكرة والطلاء مرتفع مقارنة بأوقات سابقة ، وذلك لأن جميع المواد المستخدمة في تصليح السيارات تهرب عبر الأنفاق ولا تدخل إلى المعابر ، وتابع " لو كانت سمكرة سيارة ودهانها في وقت سابقة تكلف ألفي شيقل ، فالآن تجاوزت الأربعة آلاف".

وعزا الجوجو ذلك الارتفاع إلى غلاء ثمن المواد المهربة .

ويشير "السمكري" إلى أن السائقين كانوا يستبدلون بعض القطع المهترئة في سيارتهم كالأبواب وما شابه ، لكن تلك القطع مفقودة من السوق هذه الأيام ، وبالتالي يضطروا لإعادة سمكرتها وهو ما يحتاج وقت وجهد كبير وينعكس ذلك على زيادة تكلفتها. 

وفي محاولة منهم للتغلب على حاجة غزة لمزيد من السيارات لجأ المهربون عبر الأنفاق لإدخال سيارات جديدة مؤخرا جلبوها من الأراضي المصرية .

وبدأت عملية التهريب بتجزئة السيارة لأربع قطع كي يتسنى لهم تمريرها عبر النفق ، ومن ثم يعاد تجميعها وطلائها في غزة .

ويدور الحديث بين أوساط المواطنين أن عددا من السيارات والجيبات دخلت عبر الأنفاق دون تجزئة وذلك بعد أن استحدث الحافرون أنفاقا ضخمة بوسعها تمرير السيارات كما هي .

وبدت في شوارع غزة أنواع من السيارات الحديثة بعد أكثر من ثلاث سنوات منعت خلالها إسرائيل دخول تلك السيارات.

ويأتي مالكو الأنفاق بالسيارات الحديثة من مصر إلى مكان قريب من مدينة العريش، حسب شهادة صاحب نفق ومن ثم يتم تقطيعها ، ويتم تمريرها عبر النفق مقابل 2000 دولار، ثم تذهب مباشرة إلى ورش خاصة لتجميعها وإعادتها من جديد، فتباع بضعف المبلغ الذي دفعت مقابلها.

ويصطدم مهربو السيارات عبر الأنفاق بتكلفة ترخيص السيارة بشكل رسمي من خلال وزارة المواصلات ، حيث يبدؤون بدوامة جديدة لتسجيلها رسميا .

 

 

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00