قائمة الموقع

ألعاب الأطفال في غزة.. أسعار مرتفعة وفوائد تربوية غائبة

2009-11-24T10:24:00+02:00
العاب الاطفال في غزة

غزة - ديانا طبيل "الرسالة نت"     

يحرص الجميع على إرضاء الطفل بكل الوسائل والسبل، فمن سعادتهم تنظم الحياة ومن تعاسة طفولتهم تبدأ المعاناة ، لذا تقبل الغالبية العظمى من الاهالى على شراء الألعاب المختلفة لأطفالهم سواء بالمناسبات الاجتماعية ،أو الأعياد ،أو الإجازات الصيفية،  فهي الطريقة الوحيدة الكفيلة بإدخال البهجة إلى قلوبهم في ظل غياب الأماكن الترفيهية ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يعي الاهالى الحاجة للألعاب التربوية ؟ و هل لكل لعبة سن معين يتماشى مع قدرات الطفل وخبراته ؟ وهل تقدم المحال التجارية لبيع ألعاب الأطفال النصائح اللازم توافرها بالألعاب لزبائنها؟

 غير مقتنعة

الموظفة منال الترى " 28 عاما " من منطقة تل الهوا بغزة  أم لطفلين في السادسة والخامسة من عمريهما تقول لـ " الرسالة " أنها تشترى بين الفينة والأخرى بعض الألعاب لابنيها من باب إدخال البهجة على قلبيهما ، لكنها غير مقتنعة بهذه الألعاب فهي لا تحمل أى أبعاد تربوية أو تثقيفية للطفل كما تعتقد، فمحال قطاع غزة تفتقد هذه النوعية من الألعاب وكل ما هو موجود العاب تقليدية تتغير بأسعارها وأشكالها من فترة لأخرى .

وتضيف: كثيرا ما اطلب من صاحب المحل أن يبحث لي عن لعبة تناسب طفلا بالخامسة فتجده سرعان ما يعرض على واحدة من ثلاث ( بارودة – دبابة – سيارة ) هي الألعاب المتوفرة هنا أو ربما هي الألعاب التي تلقى رواجاً بغزة فيقبل على استيرادها التجار .

في حين يقول المدرس عوني كحيل " 38 عاما" من سكان مدينة غزة أن الألعاب الموجودة في قطاع غزة لا تحمل اى مضمون ثقافي أو تربوي إضافة إلى أن أسعارها مرتفعة جداً و نوعيتها رديئة ، لكن لا بد أن نشتري بين الفينة والأخرى بعضاً منها لأطفالك حتى ولو كان على حساب أشياء أخرى ".

ويضيف: في كل مرة أذهب إلى محل الألعاب اشترى لابنائي بارودة جديدة فهي اللعبة الوحيدة التي تقنع الطفل ، وأصحاب المحال لا يستوردون أى ألعاب جيدة، لذا تجد الغالبية العظمى من الأطفال تلعب بما هو موجود ، أو تستعيض عنها بالألعاب الالكترونية ، و يتمنى كحيل أن يأتى اليوم الذي يتمكن من شراء لعبة لأبنائه تتلاءم وقدراته الشخصية وبيئته النفسية وعمره وتلبى في نفس الوقت الحاجة التربوية والتثقيفية  لهم على غرار الأطفال في دول العالم المختلفة .

 الفك والتركيب

بينما تقول هيام عكاشة " 35 عاما " ربة منزل من مدينة غزة ، أن البحث عن لعبة جيدة قد تفيد الطفل وتلبى احتياجاته المعرفية أمر خارج عن السيطرة في ظل الألعاب المعروضة في كافة المحال التجارية ، التي لا تفي بحاجة الطفل العقلية  أو العمرية ، وتضيف شاهدت مرة أماً تشترى ألعاب الفك والتركيب لابنها البالغ من العمر ثماني سنوات بينما هذه الألعاب للأطفال بعمر 3 إلى 5 سنوات على ابعد تقدير ، داعية الاهالى إلى الاعتناء أكثر بما يخدم مصلحة أبنائهم من خلال الاطلاع على الكتب التربوية والتي توضح هذه الأمور بكل بساطة .

من جهته أكد توفيق فنونة صاحب محل لبيع ألعاب الأطفال في سوق الزاوية بغزة : أن الغالبية العظمى من الاهالى تعتمد عند شراء الألعاب على الشكل الخارجي للعبة ، وكثيرا ما يشترى الاهالى الألعاب غير المناسبة لأطفالهم فعند شراء أي لعبة يضع الاهالى أولوية سعرها فقط ومدى مناسبتها مع دخلهم أما مدى أهميتها للطفل  أو هدفها التربوي والتثقيفي  فلا يكاد يكون هناك 1% من الزبائن يفكرون بهذه الطريقة .

ويضيف بصفة عامة الغالبية العظمى لا تسأل البائع عن ألعاب وتعتمد على ما تراه العين كما أن عددا قليلا منهم ينظر إلى المعلومات المدونة على اللعبة ومكتوب عليها العمر المفترض للطفل ، لذا أصبحنا نتعامل مع  ألعاب الأطفال في المحصلة سلعة كباقي السلع الاستهلاكية الأخرى المطروحة في السوق.

ومنذ بدء الحصار على قطاع غزة يعانى سوق الألعاب كغيره ركوداً تجارياً واضحا خاصة مع الغلاء المعيشي الذي طال كل شيء بما فيه الألعاب والتي ارتفعت أسعارها بمعدل الضعف تقريباً ، مرجعا ذلك إلى إغلاق المعابر وارتفاع رسوم الاستيراد من الأنفاق والاعتماد على ما يرسل لنا من التجار المصرين لا ما يناسب الواقع  المعيشي بغزة .

 الألعاب تربويا

من جهتها تقول الأخصائية الاجتماعية والتربوية سمر الحلو تشكل الألعاب حاجة ضرورية للأطفال لا تقل أهميتها عن حاجتهم للطعام والشراب فهي حاجة نفسية وتربوية في الوقت نفسه، فمن خلال اللعبة يتعلم الطفل ما نريد له أن يتعلمه من قواعد ونظم و مبادىء تربوية وتعليمية مع ضمان أن تبقى هذه المضامين ثابتة في ذاكرة الطفل لأنه تلقاها بوسيلة مقنعة ومحببة لقلبه وذاكرته .

وتشير الحلو الى ان معظم الألعاب الموجودة بقطاع غزة لا تتناسب بالمطلق مع واقع الطفل في القطاع والذي يعيش بين الفينة والأخرى عدوانا "اسرائيلىا"  يجعله بحاجة إلى جو نفسي مغاير للواقع ، لكن ما نراه أن ألعاب الأطفال ما هي ألا امتداد طبيعي لما يعيشه الطفل أثناء العدوان ، لذا الغالبية العظمى من الأطفال تتجه لاقتناء الألعاب العسكرية المختلفة بل والحرص على اقتناء مجموعة مختلفة منها.

وترى الحلو أن الوعي التربوي ضرورة ملحة للاهالى خلال السنوات الأولى من أعمار أبنائهم ، فيجب على الأب أن يشترى من الألعاب ما يلائم عمر وقدرات طفله وألا يعتمد في شراء على ما هو معروض في الأسواق أو ما يلائم المناسبة .

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00