قائمة الموقع

حماس تدخل كل بيت غزي عبر " مودة وتواصل"

2009-11-24T14:52:00+02:00

غزة- أمينة زيارة             

فازت حماس في الانتخابات عندما اتبعت نظام من بيت لبيت حيث احتضنها الكثير وأعطوها الثقة لتكون الحامية لحقوقهم وثوابتهم، واليوم حماس نفسها لم تنقطع عن أبناء شعبها ودخلت كل بيوت قطاع غزة من خلال الحملة الاجتماعية الأولى "مودة وتوصل" وهي تشمل جميع محافظات من رفح حتى بيت حانون، وقد نجحت هذه الحملة بامتياز رغم الأصوات المنكرة التي خرجت في الآونة الأخيرة لتحذر وتهدد الضعفاء بعدم استقبال أفراد الحملة، "الرسالة" دخلت البيوت واستمعت إلى شغف الناس لاستقبال أعضاء الحملة ونقلت أجمل صور التواصل الأخوي.

احترام وترحيب

وفي منطقة الشجاعية حيث الاكتظاظ السكاني والشعبية الكبيرة التي تحظى بها حركة حماس تجولت "الرسالة" بين البيوت لتنقل صورة الترابط الأخوي بين أفراد الحملة والمواطنين، حيث أشارت الحاجة "أم بدر علي" إلى احترام وترحيب المواطنين بهذه الزيارات التي تأتي لزيادة الروابط الأخوية بين أفراد الحركة والمواطنين العادية، مضيفة: إن جميع أفراد الحملة هم من أبنائنا وأبناء الجيران لذا لا نشعر بالحرج والاغتراب، فيما تشاركنا الحديث ابنتها "سمية" الطالبة في الثانوية العامة حيث أوضحت أن هذه الحملة ناجحة بامتياز وجاءت في الفترة التي الشعب بحاجة ماسة إلى زيادة التواصل وتوثيق رباط الأخوة في ظل الحصار والمعاناة التي نعانيها في غزة، مؤكدة على أن النساء في حركة حماس على استعداد كبير للقيام بمثل هذه الزيارات تطوعاً دون إلزام، مضيفة: إن هذه الزيارات توطد العلاقات بين المواطنين الذين لا يهمهم الهدية بقدر المودة والتواصل مع بعضهم البعض وتكريما لصمودهم في هذا الحصار الظالم.

طابع دوري

فيما أبدى الحاج "أبو صالح شحادة" ارتياحه الشديد من هذه الخطوة الجميلة والتي تحمل معان إنسانية كبيرة، فقد قال: الناس سعيدة بهذه الزيارة المعد لها من قبل أعضاء الحملة، فبربع الساعة التي يجلسون في بيوت المواطنين يشيعوا المحبة والتواصل ويدعموا صمود وتحدى أبناء الشعب الذين يعانون الحصار، يطالب شحادة بأن تكون هذه الزيارات ذات طابع دوري بأن تكون شهرياً حتى يبقى حبل الود موصول بيننا وبينهم.

أما "فوزي خضر" والذي بطبيعته لا ينتمي لأي حزب سياسي فقد رحب بمن اتصلوا به عبر هاتفه النقال "سنقوم بزيارتك الليلة هل أنت على استعداد" فكان رده "أهلا وسهلا بكم"، ويضيف خضر أن له أخاً فتحاوياً استقبل الأخوة في بيته وقابلهم بقلب رحب ووجه بشوش، حيث أنهم لم يتحدثوا في السياسة فقد كان حديثهم هي تقدير لصمود أهل غزة والحث على الاستمرار، فيما يتحدث جاره "أبو خميس" وهو فتحاوي رفض استقبال أعضاء الحملة مبرراً رفضه بأنه "خائف على راتبه ومصدر رزق عائلته"، فقد أشار إلى الاتصال الذي تلقاه عبر الجوال يهدده بعدم استقبال أفراد حماس حتى لا يتم قطع راتبه، مضيفاً: كان بودي استقبالهم وزوجتي وأبنائي استعدوا، ويسرد موقفاً لاستعداد أسرته لاستقبال الأعضاء حيث أعدت زوجته قالب الحلوى وأبنائه يقولون لأبناء أعمامهم بفرح "اليوم بدهم يجوا حماس عنا ويجيبوا حلو"، لكن التهديد حال دون الزيارة، ويستدرك: إن الأخوة عذروني لمعرفتهم الأسباب وأرسلوا الحلوى لأسرتي.

حملة تواصل

و كان لأعضاء الحملة دور كبير في نجاح هذه الحملة حيث أكد "أبو أحمد" مسئول مجموعة في منطقة الشجاعية على زيارة المجموعات لآلاف البيوت منذ انطلاق حملة "مودة وتواصل" التي تعتبر أكبر حملة تواصل مع الجمهور الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذه الزيارات تستهدف الجميع دون تمييز في الانتماء السياسي، للتـأكيد على التواصل الشعبي والجماهيري مع المواطنين وتشمل زيارة كافة الأسر الفلسطينية في قطاع غزة.

ويتابع أن آلاف الأعضاء يشاركون في هذه الحملة التي تنطلق من المساجد إلى البيوت لتقوية أواصر المحبة والتآخي، وتؤكد أن شعبنا متماسك ومتضامن وأنه قادر على تجاوز كل المحن بوحدته وتلاحمه، لافتاً إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار عملية التواصل المستمرة بين حركة حماس والمجتمع المحلي، إلا أن ما يميز هذه الحملة أنها الأوسع والأشمل لتشمل زيارة جميع أرباب الأسر، وهي زيارة تحمل رسائل ومضامين تقدير لكافة أبناء شعبنا الذين صمدوا وقدموا التضحيات وكانوا شركاء في الصمود والثبات، حيث يحملون هدية متواضعة ولسان حالهم يقول نحن بكم ووحدتنا أقوى معكم.

فيما يرى "أبو معاذ" أحد أفراد مجموعات الحملة في منطقة التفاح أن هذه الحملة نجحت بجدارة بسبب الترحيب الكبير من الأسر الفلسطينية لأعضاء الحملة والتي تأتي بعد جملة الزيارات التي نفذتها أسر المساجد مع المنطقة في شهر رمضان الماضي، لتزيد من هذا الترابط والتواصل بين المسجد والمجتمع، خاصة أننا على أبواب عيد الأضحى المبارك ويكمل: تأتي هذه الحملة اليوم لتكون بمثابة البلسم الذي يمسح على جراحاتهم التي تنزف، ولتزيد من ثباتهم وثقتهم بوعد الله.

ويضيف: قمنا بزيارة جميع سكان الحي دون استثناء، وقد كان الاستقبال رائع وممتاز إلا أن قلة قليلة من البعض اعتذر عن الزيارة لأسباب خاصة به، ومنهم من طلب تأجيل الزيارة ليوم ثاني بسبب انشغاله في بعض الأمور وقد أعطونا أرقام جوالاتهم للتواصل معهم من اجل تنسيق الزيارة القادمة، وهناك من راجعنا لماذا لم نزرهم، حيث وضعنا جدول زمني للزيارات في المنطقة.

زيارة الجميع

وبدوره قال نشأت أبو عميرة القائم على الحملة في مخيم الشاطئ الشمالي، أن هذه الحملة تأتي لتستهدف جميع أبناء شعبنا الفلسطيني، دون تمييز بين من ينتمي لهذا الحزب أو ذاك، مشيراً أن هدف الحملة هو لتجسيد روح الوحدة الوطنية، وتعميق روح المحبة والمودة بين أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى أن كافة أبناء حركة حماس سيشاركون في هذه الحملة، وفي مقدمتهم قيادات الحركة، وسيقدمون الحلوى بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وفي تصريح للدكتور أسامة المزيني القيادي في حركة حماس حول حملة "مودة وتواصل" قال فيه: إن هذه الحملة خُطط لها قبل عامين وجاءت من أجل التواصل مع جميع أبناء الشعب الفلسطيني دون تميز، والتواصل الاجتماعي بهدف إدخال السرور إلى قلوب الناس وتخفيف حالة الحزن التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني جراء الحصار الظالم، واستعادة اللحمة لصفوف أبناء الشعب الواحد".

مشيراً إلى إعداد قاعدة بيانات تضم أسماء بيوت القطاع وتم تقسيمها حسب المناطق الجغرافية والتي ستوزع من خلال المساجد على أفراد الحركة، وبدورهم يقوموا بتنظيم تلك الزيارات".

 

اخبار ذات صلة