رامي خريس
بعد تكرار الفشل الذريع الذي مني به خيار المفاوضات ، يجري البحث عن خيارات أخرى أكثر فاعلية وواقعية ، ومع انه من المفروض أن يتنحى الفاشلون ويتوقفون عن طرح مبادرات أو تجارب أخرى بعدما أعادت إخفاقاتهم الفلسطينيين إلى الوراء كثيراً ، لكن فريق التسوية بقيادة رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس لا يخجل من تصدر المشهد السياسي والحديث عن خيارات ووسائل أخرى يقيمون بها دولتهم التي يبدو أنها ستبقى وهماً يشغلون به المواطن الفلسطيني.
مبادرة
وعلى الطرف الآخر هناك خيارات تبدو ناجحة ومجربة كما تقول فصائل المقاومة صاحبة هذه الخيارات ، حيث تؤكد أن الطريق السوي هو في مواصلة مقارعة الاحتلال ومقاومته مهما طال الزمن.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قال في تصريحات صحفية إن حركة حماس تستعد لإطلاق مبادرة سياسية ستدعو إليها جميع الفصائل الفلسطينية تقوم على أساس رفض التسوية التي أثبتت فشلها وتتبنى خيار المقاومة لانتزاع الحق الفلسطيني.
ويبدو أن هذه المبادرة أكثر واقعية في ظل انهيار مشروع التسوية الذي جرى الترويج له منذ أمد بعيد ،ويؤيد هذا الخيار قطاع كبير من الفلسطينيين فطالما أن التوحد مطلوب فالوجوب أن يتم على خيار المقاومة وليس على خيار التسوية ، ومن الغريب أن يدعو أصحاب الخيارات الفاشلة حركة حماس إلى الاعتراف بالاتفاقيات ، في ظل عدم اعتراف حكومة الاحتلال بأبسط الحقوق الفلسطينية أو حتى أنهم لا يريدون تقديم أي شيء لمروجي عملية التسوية.
ردود فعل
ويبحث فريق التسوية مع إعلان فشل مشروعه عن خيارات أخرى أو يحاول الترويج لمشاريع لا يبدو أن لها فرصا للنجاح ، فتارةً يتحدثون عن إعلان الدولة من طرف واحد ومرة أخرى يقولون أنهم سيتوجهون لمجلس الأمن لترسيم حدود تلك الدولة ومرة أخرى يعودون للحديث عن مؤتمر دولي للسلام .
ويبدو أن "ردود الفعل" تلك كما يصفها المراقبون لن تفلح في إقناع حكومة الاحتلال في تغيير رؤيتها للتسوية ، فليست هي المرة الأولى التي تهدد فيها قيادة السلطة ا بإعلان دولة فلسطينية من طرف واحد. فقد سبق للراحل ياسر عرفات أن هدد بإعلان إقامة الدولة الموعودة في التاريخ المحدد لإقامتها في اتفاق أوسلو، وهو 4/5/1999. غير أن زعماء "دولة الاحتلال" رفضوا هذا الخيار في حينه وكان أن تصدى بنيامين نتنياهو أكثر من غيره، لتعطيل استخدامه ، وكان نتنياهو يتنافس مع إيهود باراك على منصب رئيس الحكومة خلال الانتخابات العامة التي جرت في تلك السنة. فقد شنّ حملة واسعة ضد الخيار الفلسطيني المحتمل أدت إلى صرف النظر عن تنفيذه.
ولا يبدو أن حكومة الاحتلال ستكون أكثر تساهلاً إن حقاً جرى التصرف بشكل أحادي من قبل عباس وفريقه .
وعلى أية حال يبدو أن خيار التوحد خلف المقاومة الذي طرحه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هو أكثر المبادرات واقعية ، فعلى الأقل تستطيع هذه المبادرة إنهاء حالة الانقسام ، وستشكل خطوة أولى للعودة لمسيرة العمل لإنهاء الاحتلال.