قائمة الموقع

الاحتلال يستعرض قواه البحرية طمأنةً لجبهته الداخلية

2011-08-07T14:14:08+03:00

فايز أيوب الشيخ                       

ما انفك جيش الاحتلال (الإسرائيلي) يستعرض قوته العسكرية على أهالي قطاع غزة والضفة المحتلة عبر "الاستعراض الإعلامي" لسلاحه البري والجوي والبحري مؤخرا حتى ركز على استعراض قدرة سلاحه البحري على المناورة وفرض السيطرة على الحدود البحرية لقطاع غزة، ويأتي ذلك وسط مزاعم (إسرائيلية) بأن المقاومة الفلسطينية تنشط ولديها صواريخ قادرة على ضرب الموانئ (الإسرائيلية) كافة ومواقع البنية التحتية الاقتصادية الموجودة على بعد قريب من الشاطئ.

وقال ضابط كبير-يدعى (يارون ليفي)- إنه ومستقبلا سوف تضطر (إسرائيل) في قطاع غزة إلى مواجهة الصواريخ والطوربيدات والألغام والوسائل القتالية فوق البحر وتحت البحر، "مثل لبنان تماما".

ويأتي ذلك بعد أن أجرى الاحتلال –خلال الأسابيع الماضية- سلسلة من المناورات العسكرية على سلاح المدفعية البري وأخرى على سلاحه الجوي، وعلى الصعيدين ركز على ما يسمى "منظومة القبة الحديدية" في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية.

"عملية نوعية" بغزة

الخبير العسكري اللواء متقاعد د. يوسف الشرقاوي توقع ما قال عنها "عملية كوماندو نوعية" سينفذها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) في قطاع غزة، لافتا إلى أن العملية المذكورة سوف تستهدف بالتحديد تحرير الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ خمسة أعوام "جلعاد شاليط" وفق رأيه.

واستند الشرقاوي في توقعاته لـ"الرسالة نت" إلى أن جيش الاحتلال كثف –في الآونة الأخيرة- من تجاربه العسكرية وتدريباته لسلاح البحرية، "إلى جانب تدريبات سلاح المدفعية وسلاح الطيران"، مؤكدا أن الاحتلال يتخذ من تجاربه وتدريباته طريقة للتمويه وحرف الأنظار عن استعداداته لعملية نوعية.

وأضاف: "جيش الاحتلال يبيت -عادةً في كل عام- لقطاع غزة "عملية نوعية" كبيرة"، مشددا على أن ذلك يقتضي الحيطة والحذر من جانب المقاومة الفلسطينية في غزة.

وأرجع الخبير العسكري المزاعم والمبررات (الإسرائيلية) للدخول في عمل عسكري إلى أن رئيس الحكومة (الإسرائيلية) "بنيامين نتنياهو" يتعرض الآن لضغوط كبيرة بشأن إطلاق سراح "شاليط" بعد أن ضرب بعرض الحائط كل المطالبات الداعية إلى دفع "الثمن الباهظ" مقابل حريته، حيث يتضمن هذا الثمن إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين الكبار من ذوي الأحكام العالية "الملطخة أيديهم بالدماء"، على حد وصفهم.

خسارة كبيرة في لبنان

وأشار الشرقاوي إلى أن ما يسمى سلاح البحرية (الإسرائيلية) مني بخسائر كبيرة ولاسيما حينما استطاع حزب الله -خلال حرب تموز- ضرب البارجة المسماة "الكورفيت حانيت" بصاروخ أرض–بحر "سي 802"، "وأصابها مباشرة بعد أن كانت تحاول فرض سيطرتها على الشواطئ اللبنانية من بيروت حتى رأس الناقورة".

يشار إلى أنه وفي تاريخ 14 يوليو 2006 -بعد اندلاع حرب لبنان الثانية- أطلق عناصر حزب الله صاروخا أصاب سفينة "اخي خانيت" مما أدى لمقتل أربعة جنود من "النخبة" في البحرية (الإسرائيلية)، وبعدها جرى جر السفينة تحت غطاء جوي وبحري لميناء حيفا.

إعادة الثقة المفقودة

الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات أرجع من جهته -في حديثه لـ"الرسالة نت"- فكرة تركيز الاحتلال على سلاح البحرية في هذا الوقت بالتحديد لإعادة الاعتبار والثقة المفقودة إلى قائدها المعين حديثا "رام روتبرغ"، "رغم أنه اتهم بالمسؤولية عن الإخفاق الإستخباري المتعلق بقصف حزب الله للبارجة "حانيت" من ناحية، ومن ناحية متصلة لإعادة معنويات الجيش (الإسرائيلي) بأن سلاح البحرية سيكون بفعالية الأسلحة الأخرى نفسها في المرحلة المقبلة".

وقلل عريقات من المزاعم (الإسرائيلية) حول حدوث عمليات تهريب أسلحة عن طريق البحر لقطاع غزة أو الضفة المحتلة، مشيرا إلى أن الاحتلال يختلق الذرائع لزيادة فرض مساحة من السيطرة على المياه الإقليمية والحدود البحرية مع الدول المجاورة.

وكانت (إسرائيل) زعمت -قبل نحو أسبوعين- إحباطها لمحاولة فلسطينية لتهريب زورق محمل بالأسلحة عبر البحر الميت للأراضي الفلسطينية، فيما عبر مسؤولون أمنيون وسياسيون (إسرائيليون) عن تخوفهم من احتمال حصول حركة حماس على أسلحة من بينها منظومات مضادة للطائرات متطورة.

أزمات (إسرائيلية)

وعن توقعاته حول حرب يحضر لها قادة الاحتلال قال الخبير العسكري عريقات: "(إسرائيل) مبنية على العمل العسكري ورئتها وحياتها وكينونتها تعتمد على القوة العسكرية، وهي ترغب دائما بالعدوان (...) لكن هل العدوان على غزة أو غيرها سيأتي بنتائج إيجابية لـ(إسرائيل)"..؟.

واستدرك الشرقاوي من ناحيته بالإجابة قائلا: "أعتقد أنه من المبكر الآن على القيادة (الإسرائيلية) أن تتخذ هذا القرار، وهي الآن مرتبكة سياسيا وعسكريا إلى جانب أنها مرتبكة اقتصاديا من جراء الاحتجاجات الداخلية.. إضافة إلى أن هناك أزمة مقبلة عليهم في شهر أيلول القادم".

تجدر الإشارة إلى أن قادة الاحتلال (الإسرائيلي) لا يتورعون عن تهديد غزة بـ"حرب واسعة"، فقد صعّد هؤلاء في الآونة الأخيرة من لهجتهم العدوانية، وترجموا ذلك عمليا بضرب المنشآت المدنية والأنفاق وبعض المواقع العسكرية في القطاع.

اخبار ذات صلة