قائمة الموقع

أزمة الكهرباء "تسدّ" شهية الصائمين

2011-08-07T20:02:54+03:00

الرسالة نت  - فادي الحسني

ما من شيء أثقل على كاهل المواطنين الغزيين من تناول فطور رمضان أو سحوره على وقع الظلام، فغالبا ما يؤدي انقطاع التيار الكهربائي -بالتزامن مع إحدى الوجبتين- إلى انسداد الشهية، ويرفع من حرارة الأجسام والجو معا، ويزيد المدخنين شراهة في ارتشاف السجائر.

ويعكر انقطاع الكهرباء صفو الصائمين الغزيين رغم أن بعضهم يلجأ لمولد الكهرباء كبديل أمثل، ولكن البعض الآخر ممن لا يمتلك "المولد" يظل يكابد الحر والعتمة.

وفرض انقطاع التيار -تزامنا مع شهر رمضان- عادات جديدة عند الغزيين، فبعضهم يضطر لإعداد السحور في وقت مبكر من الليل، وآخرون يضطرون إلى الإفطار على أضواء الشموع و"القناديل".

وبمجرد انقطاع التيار الكهربائي يصعد الحاج عبد الله عمر السلم إلى الطوابق العلوية من منزله ليطالب أبناءه بفصل الثلاجات والغسالات حتى يتسنى له إعمال المولد الكهربائي الذي لا تغطي سعته إضاءة منزل من أربعة أدوار بكامله.

وعبر عمر عن انزعاجه من العادات الطارئة على حياتهم، رافضا أن يكون صعود السلم وهبوطه بصورة متكررة يوميا من أجل مطالبة أولاده بفصل أجهزتهم الكهربائية جزءا من عاداته اليومية المعكرة أصلا بفعل الحر.

ويشير الحاج عمر -هو مدخن- إلى أن انقطاع تيار الكهرباء في وقت الإفطار يجعله متلهفا للنزول إلى الشارع المقابل إلى بيته -الواقع في حي الشيخ- لتناول فنجان قهوته.

أما أسرة عبد الرحمن محمد فتضطر إلى إشعال الشموع من أجل التحضير لتناول إفطارها وسحورها إذا ما تزامن انقطاع التيار مع موعد إحدى الوجبتين.

ويقول محمد -في العشرين من العمر- إنه لا يتوفر في بيته مولد كهربائي؛ "لذلك تلجأ والدته إلى إشعال الشموع من أجل تحضير السفرة لأسرتها المكونة من سبعة أفراد".

وعبر عن استيائه الشديد من ازدياد وتيرة فصل التيار عن منازل المواطنين في هذه الأجواء الصيفية الساخنة، مشيرا إلى أن الكهرباء تعني الحياة بالنسبة لهم.

في حين يفضل أبناء أبو أحمد -في الخمسين من العمر- النوم على تناول وجبة السحور وسط العتمة، مشيرا إلى أن أبناءه لا يعيرون اهتماما للجوع والعطش.

واشتكى أبو أحمد من تزايد انقطاع التيار الكهربائي مع دخول شهر رمضان، ويوضح أن زوجه باتت مجبرة على تحضير السحور في وقت مبكر من الليل لإطعام أبنائها قبل الخلود إلى النوم، مطالبا الجهات المسؤولة بالعمل على إنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن.

بيد أن شركة كهرباء غزة -على ما يبدو- لا تملك حلا لهذه الأزمة، حيث أكد مدير الشركة المهندس سهيل سكيك أن فصل التيار الكهربائي عن المواطنين بصورة متكررة ومفاجئة مع بداية شهر رمضان خارج عن إرادة شركته.

وأرجع سكيك -في سياق حديثه لـ"الرسالة"- انقطاع التيار إلى ثلاثة أسباب، "أولها انقطاع "خط البحر" -المورد الرئيس للكهرباء من داخل (إسرائيل)- وثانيها زيادة الأحمال على الخطوط نتيجة استخدام المكيفات لمواجهة موجة الحر (...) إضافة إلى السبب الأخير وهو عدم التزام المواطن بدفع فاتورة الكهرباء الخاصة به".

وأشار إلى أن الأسباب السابقة دفعت وبصورة كبيرة جدا نحو تقليص عدد ساعات وصول التيار الكهربائي الموزع على المناطق.

وكان جدول توزيع الكهرباء يتضمن وصول التيار بالصورة التالية: "8 ساعات صباحا في اليوم الأول، و8 ساعات مساءً في اليوم الثاني.. أما اليوم الثالث فلا يشهد انقطاعا"، ولكن عملية الفصل باتت مشوشة مع بداية شهر رمضان، حيث لا يوجد مواعيد محددة للانقطاع.

ويؤكد سكيك أن هناك الاتصالات تجري مع الجهات المتخصصة للضغط على الجانب الإسرائيلي لإعادة تشغيل "خط البحر" الذي يعد من أهم الخطوط الموردة للكهرباء للقطاع، متوقعا إصلاحه خلال فترة قصيرة جدا وعودة توزيع الكهرباء وفق جدولها السابق.

وطالب مدير شركة كهرباء غزة المواطنين بالالتزام بدفع الفاتورة وترشيد استهلاك الكهرباء، "وتلافي استخدام المكيفات على مدار الساعة؛ لضمان التزام الشركة بتوزيع الكهرباء على المواطنين بصورة متواصلة ودون انقطاع".

وفي سياق متصل كشفت مصادر مطلعة عن أن الأزمة ستتفاقم في الأيام القادمة إذا لم تسدد قيمة شحنة التجهيزات والمعدات اللازمة لإجراء أعمال الصيانة السنوية لمشروع محطة توليد الكهرباء، مؤكدة أن إدارة المشروع ستضطر في غضون الأسبوع المقبل إلى وقف تشغيل أحد المولدات "التوربينات" الثلاثة.

وأشارت المصادر إلى أنه سيجري أيضًا وقف تشغيل المولدين الآخرين -الواحد تلو الآخر- وصولًا إلى إطفاء المحطة كليًا حتى نهاية الشهر الحالي، محذرة من خطورة التلكؤ في دفع قيمة هذه التجهيزات التي وصلت منذ أكثر من خمسة أشهر إلى ميناء أسدود، "وما زالت تنتظر دفع ثمنها البالغ أربعة ملايين دولار، وقيمة مستحقات تخليصها البالغة نحو مليون دولار".

اخبار ذات صلة