القدس المحتلة - الرسالة نت
كتب إيتان شفارتس مقالا في صحيفة معاريف الإسرائيلية علق فيه على أحداث العنف التي تشهدها بريطانيا هذه الأيام مخاطبا البريطانيين فيه بقوله: "لن ندينكم على قبضتكم الحديدية ولن نقدم مسؤوليكم إلى المحاكمة مثلما تفعلون مع مسؤولينا".
ويقول كاتب المقال: "شهدنا بقلق صور العنف والدمار التي وصلت من عاصمة المملكة المتحدة.. رأينا جموع مثيري الشغب ولم تخف عن ناظرينا قوات الأمن المعززة وسلوك الشرطة المتسم بالعنف بل إطلاق النار الحي على المشاغبين"، وتابع: "عندما تأتي صور مشابهة من (إسرائيل) فإن أجزاء واسعة من المجتمع البريطاني تدفع بأصابع اتهام جماعي لـ(إسرائيل) دون أن توضع في الاعتبار الظروف أو التفاصيل الصغيرة".
"ولكننا نحن لسنا بريطانيا" -يتابع شفارتس- "إذ أنه إذا كان هناك شيء ما تعلمناه وبخاصة منكم أيها الإنجليز فهو ألا نحكم بصورة جارفة على السلوك السياسي لدولة صديقة، وخاصة عندما لا نتبين الصورة بأكملها".
لن نصدر أمر اعتقال
ويخاطب كاتب المقال قائد الشرطة البريطانية بالقول مستهزئا: "أحد مرؤوسيك على ما يبدو أطلق النار فقتل متظاهرا.. نحن واثقون أن هذه التفاصيل تلقي بظلال ثقيلة على أدائك، ونحن من جهتنا نعد بأن نتصرف كأصدقاء، ولن نرفع ضدك دعوى في المحكمة الدولية في لاهاي بل لن نصدر ضدك أمر اعتقال في (إسرائيل)".
ويضيف شفارتس: "نحن نثق بسلطات القانون البريطانية بأن تحقق في الحادثة بكل الجدية مثلما هو متبع في الديمقراطيات، فإذا ما وجد خلل في عملك فإنك على أي حال ستتحمل النتائج، ولكن إذا ما تبين أنك بريء فنحن بالتأكيد لن نحاول حبسك مثلما يحصل أحيانا من أناس في وطنك لا يحبون نشاطات لقوات أمننا".
ويوجه كاتب المقال حديثه إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون: "رأيناك تعلن أمس أنك لن تتنازل عن محاسبة أي فتى بغض النظر عن عمره، وهكذا إذا أمسكتم بالمشاغبين فستتخذون ضدهم إجراءات مشددة دون صلة بكونهم راشدين.. نحن هنا أيضا في (إسرائيل) نتبع هذا النهج، ولكن التقارير في وسائل الإعلام البريطانية تصف (إسرائيل) كقوة فظة تعتقل الأطفال".
ويختتم شفارتس مقاله بحديث للطلاب البريطانيين: "العالم بأسره رأى كيف أن حكومتكم تمارس القبضة الحديدية جدا ضد مواطنيها.. ليس بسيطا رؤية أمة غرست في العالم مبادئ الديمقراطية والمثل الغربية توثق اللجام ضد مواطنيها، ولكن لا تقلقوا نحن نعدكم ألا نعاقبكم جماعيا لسبب أفعال حكومتكم، وأنتم أيضا مدعوون لأن تتعلموا عندنا مهما كانت نتيجة موجة العنف الأخيرة".
